الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

معرض تشكيلي لمناسبة يوم الأرض

افتُتح أمس في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق معرض “يوم الأرض” الذي يقيمه الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين لمناسبة ذكرى يوم الأرض، يوم ثورة الفلسطينيين في الداخل ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياسته في السطو على الأراضي في الجليل، حيث احتج الأهالي بالمظاهرات وإعلان الإضراب الشامل في 30 آذار 1976 وقد استخدمت قوات الاحتلال دباباتها في اقتحام القرى الفلسطينية وسقط عدد من الشهداء والجرحى بين صفوف الفلسطينيين في سخنين وعرابة وكفر كنا والطيبة، وقد كتب شاعر الأرض المحتلة محمود درويش في هذا اليوم مخلداً الشهيدة خديجة شواهنة:

أنا الأرض/والأرض أنت/خديجة! لا تغلقي الباب/لا تدخلي في الغياب/سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل/سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل/سنطردهم من هواء الجليل

ومنذ ذلك التاريخ يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى في الأرض المحتلة وأماكن اللجوء والشتات، ويقيمون المعارض والمهرجانات التراثية والثقافية مؤكدين تمسكهم بأرضهم وزيتونهم، ويناضلون لأجل استعادة حقوقهم وطرد الاحتلال وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس.

ومعرض يوم الأرض يُقام في الثلاثين من كل عام بشكل دوري وبمشاركة واسعة من الفنانين، وقد سبق في السنوات الماضية أن تكون المشاركات مفتوحة لجميع الفنانين في سورية، كما يحظى هذا المعرض بالعناية من قبل القوى السياسية الفلسطينية وفصائل المقاومة، خاصة وأن أغلب الأعمال تتناول موضوع الأرض والقدس وحق العودة.

في هذا العام نشهد تجارب جديدة لجيل من الشباب إلى جانب أسماء مخضرمة من التشكيليين مثل: عبد المعطي أبو زيد، محمد الركوعي، موفق السيد، محمود خليلي، أمين السيد، عدنان حميدة وخير الله سليم. كما بدأت اللوحة التشكيلية الفلسطينية تأخذ شكلاً إضافياً من الجماليات بفضل تأثير بعض الفنانين الفلسطينيين أمثال مصطفى الحلاج وعبد الحي مسلم ومحمد الوهيبي، هؤلاء الذين ذهبوا نحو الأسطورة والحكاية الفلسطينية واستلهام الأثر الكنعاني في الرواية الفلسطينية التاريخية التي تدحض ما يروّجه الاحتلال وزيف ادعاءاته الصهيونية، وبتحوّل القضية الفلسطينية للأممية واتساع تأثير نضال شعبها في الرأي العام العالمي كان لا بد من خطاب جمالي يقدّمه الفنان الفلسطيني مرافقاً للثورة في انطلاقتها، ومواكباً الأحداث الدولية التي تخصّ القضية الفلسطينية، ومعاصراً في أفكاره التشكيلية وموازياً إبداعياً وأداة نضال تدحض رواية الاحتلال وتواجه غطرسته، وقد أكد الفن التشكيلي الفلسطيني هذه الخصوصية على المستوى العالمي كفن إنساني ومنتج لشعب صاحب قضية عادلة.

أكسم طلاع