الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“الرهان الأخير” ومشاركة الجمهور بوضع النهاية المحتملة

حمص- سمر محفوض

قدّمت فرقة “سوا” المسرحية عرضها “الرهان الأخير” في خامس أيام الاحتفالية التي يقيمها فرع نقابة الفنانين بمناسبة يوم المسرح العالمي على خشبة مسرح دار الثقافة بحمص، وهي من تأليف وإخراج رواد إبراهيم.

تميّز العرض بالديكور المنسجم والإضاءة والموسيقا المرافقة التي تخدم حكاية أسرة فرح ونوار بعد أن حفرت الحرب بصمتها عليهما من تدمير المنزل والوقوع في هوة الخداع والقسوة والاستلاب والانتقام من قبل “شاهر” الرجل الفاسد، حيث يقوم بدفع “نوار” نحو الضياع في عالم المجون ولعب القمار لإحداث شرخ في علاقته بزوجته، والمراهنة على المطبعة مصدر رزقه الوحيد وعلى “فرح” في إشارة للتفريط بالأرض، وانتقاماً منها بسبب حبه القديم لها ورفضها الزواج منه، حتى يصحو الزوج متأخراً على ما ارتكبه بحق نفسه وشريكة حياته معبّراً عن ذلك بصرخة عميقة تخرج من صدره.

وأكد المخرج إبراهيم أهمية مشاركة الفرقة في الاحتفالية كفرصة ليقدّم شباب “سوا” مسرحهم وإبداعهم الفني، موضحاً أنه حاول كتابة نص يمثل الواقع المعاش والأثر الذي خلفته الحرب في المجتمع، مسلطاً الضوء على الضرر الأكبر في الجانب الاجتماعي، في ظل غياب الضوابط الحقيقيّة وحالة الانفلات التي ترافق الأزمات عموماً. وأضاف أنه العمل 13 للفرقة التي تأسّست في خضم الحرب الكونية على سورية عام 2012 وهناك تنوع في أعمالها، لافتاً إلى أن العرض يتضمن ثلاث شخصيات الزوج والزوجة ورجل فاسد يقلب حياة الزوجين إلى خراب كلي، ومقولة العرض هي الصرخة الأخيرة أو الانتفاضة وتحمل غموضها، فهل هي صحوة البطل باتجاه الوعي؟ أم حرقة النهاية الفجائعية حيث فات قطار التنبيه واليقظة، والهدف منها وضع الجمهور في النهاية المحتملة للعرض، وقد وجد عدد من الجمهور أن احتفالية اليوم العالمي للمسرح تعكس الغنى الفني العريق بحمص ومشاركة الشباب في الإضافة للحركة الثقافية بالمدينة.

وأشار الناقد أحمد علي إلى أن الجمهور  المتابع للعروض في ظل الأزمات الكبيرة هو تأكيد على أن المسرح خارج تعريف الأزمة، لأنه يعيد خلقها وإنتاجها بالإطار الفني الإنساني، وعلى مدار تاريخ المسرح تمكّن هذا الفن من استيعاب مختلف الفنون الأخرى.