أخبارصحيفة البعث

موسكو: المواجهة بين روسيا والغرب وصلت إلى الحضيض

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المواجهة بين روسيا والغرب وصلت إلى الحضيض، معرباً عن أمله في أن يعي الجميع المخاطر المرتبطة بذلك.

وحول التوتر الذي تشهده العلاقات الروسية – الأوروبية، قال لافروف: إن موسكو مستعدة لإحياء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، لكنها لن تطرق الباب المغلق.

كما تطرق لافروف إلى استدعاء روسيا لسفيرها أناتولي أنتونوف من واشنطن، وصرح بأنه تم التشاور معه في الكرملين، مضيفاً: إن تاريخ عودة السفير إلى واشنطن يقرره الرئيس فلاديمير بوتين.

ووصف وزير الخارجية الروسي تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن بوتين بأنها “خطاب شائن غير مسبوق”، وأشار إلى أن الولايات المتحدة بدأت عملياً تدمير العلاقات مع روسيا قبل ذلك بوقت طويل ومنذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وأضاف: إن رد الرئيس الروسي على التصريحات غير المقبولة لنظيره الأمريكي كان “دبلوماسيا ومهذبا”، متابعاً: إن موسكو تأسف لعدم استغلال الجانب الأمريكي اقتراح بوتين إجراء محادثات مباشرة مع بايدن.

وفي السياق نفسه، أكد نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أن غطرسة ونرجسية الدول الغربية تعدان مشكلتين سياسيتين رئيسيتين لا تسمحان للعالم الحديث أن يصبح آمناً وسلمياً.

وقال كوساتشوف، بعد مشاركته اليوم في لقاء جمع أعضاء مجلس الاتحاد الروسي مع السفير الروسي لدى واشنطن، “لم تخترع البشرية شيئاً أفضل من ميثاق الأمم المتحدة وبالرغم من كل عيوبه قد يصبح الإجبار الجماعي للغرب على العودة إليه أجندة حقيقية للعلاقات الدولية في السنوات القادمة”، وأضاف: “إن الغرب بعد انتهاء الحرب الباردة لم يستطع مقاومة إغراء التفكير في نفسه على أنه مركز القوة العالمي الوحيد وبدأ يثق بتفرده وقانونه الشرعي لإدارة العالم مثلما كان عليه خلال فترة الاستعمار”، وتابع: “إن الغرب يهدف إلى قيادة العالم إلى نموذج مركزية الناتو الذي سيكون مصدراً لمقاييس القيم الصحيحة الوحيدة وحاكماً لأقدار البشرية.. ولا يدور الحديث عن المركزية الأوروبية التي يعد الاتحاد الأوروبي مركزاً لها بل عن مركزية الناتو بالذات ومركزها الولايات المتحدة وبالتالي الاعتماد الخاص على القوة العسكرية الأمريكية”.

وشدد كوساتشوف على عدم وجود حق احتكاري للغرب من أجل فرض نموذجه على العالم وإدارته، مشيراً إلى أن روسيا ليست الوحيدة في العالم التي لا يعجبها دور الناتو وأهدافه، وأوضح أن مناقشة هذه المواضيع مع الأمريكيين أمر لا معنى له لأنهم يعتبرون أنفسهم منتصرين في الحرب الباردة ولا ينوون التنازل لأي طرف لا بل يسعون إلى أضعاف سيادة كل الدول الأخرى في العالم بما فيها سيادة حلفائهم الأوروبيين في حلف الناتو. ودعا إلى التعاون والتحاور بين بلدان العالم التي لا تدخل في الغرب الجماعي ولا توجد لديها بدائل أخرى لنماذج ضمان الأمن إلا نماذج العمل الجماعي والقانوني الدولي.