صحيفة البعثمحليات

تخصيص مركز جراحة القلب لمصابي كورونا.. أكثر من علامة استفهام!!

دمشق – لينا عدرة

قد يكون لخطوة تخصيص بعض المشافي لاستقبال وعلاج المرضى المصابين بالكورونا، ضروراتها وفاعليتها في سياق السباق الحكومي لمواجهة الفيروس وتطويقه، ولكن اختيار مركز جراحة القلب الجامعي، الذي يعد من أهم مراكز جراحة القلب عربياً، والوحيد المجاني بشكل كامل لمرضى القسم العام، بتكلفة مادية تساوي صفراً، لإجراء  عمل جراحي  لأية آفة أو تشوه قلبي ولادي، يتطلب من الجميع وقفة تأمل ويطرح أكثر من علامة استفهام، لاسيما أننا نتعامل مع نافذة أمل للكثير من المرضى الفقراء، الذين لا يقوون على تحمل نفقات العمل الجراحي في المشافي الخاصة التي تتجاوز تكلفة العلاج فيها ملايين الليرات!!

وتوضح مصادر متفرقة من الإدارة المركزية أن عمليات جراحية تكلفتها صفر تجري في القسم العام، أما في القسم الخاص فتم اختيار يومي العطلة الأسبوعية لإجراء العمليات حتى لا يؤثران على عدد عمليات القسم المجاني. ووفق المصادر التي شددت في التحفظ على ذكر اسمها، فإن تحويل  المركز  لأية عيادات أخرى غير جراحة القلب يعني تهميش سنوات  طويلة من خبرة الأخصائيين، والمجازفة بهدر الجهود  المبذولة من قبل الدولة لتطويرهم، وتبديد المبالغ الطائلة التي صرفت عليهم لإيصالهم لهذا المركز من أجل رفع سويتهم العلمية والعملية، ويؤكد المختصون في المركز أنه الوحيد القادر على إجراء عمليات جراحة القلب لإصلاح تشوهات قلب ولادية معقدة، ولأوزان تقل عن 10 كغ بالتعاون مع شعبة جراحة القلب في مشفى الأطفال، والتي هي  بالأساس تعمل بكادر مركز جراحة القلب الجامعي نفسه، أضف إلى ذلك تدريب الكادر الطبي من “أطباء وطلاب دراسات وتمريض مُدَّرب من عشرات السنين” حالياً للقيام باختصاصه الدقيق.

ويضيف المصدر أن إيقاف إجراء العمليات الجراحية  لعددٍ كبيرٍ من المرضى، لجساب تحويله لاستقبال عشرات المصابين بالفيروس التاجي، أمر غير مقبول، خاصةً وأن عدد أسرة العناية في المشفى 14 سريراً!

ومن الجدير ذكره أن المركز يقدم العلاج سنوياً لـ 1400مريض تقريباً ــ وبالتأكيد في حال وصولنا إلى جائحة، حينها كل  الطاقم والكوادر الطبية في المشافي ستكون في حالة استنفار تام، أما في الوضع الحالي، فالأمر يبدو مبالغاً فيه خاصةً مع وجود الكثير من الخيارات في مشاف أخرى تعمل بطاقة إنتاجية منخفضة جداً، هي أقرب ما تكون إلى مستوصفات.