ثقافةصحيفة البعث

أوجيني رزق توقع روايتها “نيسان” في ثقافي حمص

البعث- نزار جمول

احتضنت قاعة الدكتور سامي الدروبي في المركز الثقافي العربي بحمص حفل توقيع الرواية الثانية للكاتبة أوجيني رزق بعد روايتها الأولى “شوارع الياسمين” الصادرة في العام الماضي.

واعتبر الدكتور نزيه بدور أن الروائية أوجيني رزق اختارت أن تكون الراوي العليم الذي يعتمد أسلوباً كلاسيكياً يتماهى مع الرواية الواقعية، مع أنها تقمّصت صوت بطلتها جوليا، وهو أسلوب يعبّر عن مكونات النفس ويحاكي الواقع بشكل توثيقي شديد التفصيل، وهذا ما منح النص بُعداً فنياً رشيقاً. وبيّن بدور فكرة الرواية التي استنبطتها من شهر نيسان الذي يعدّ شهر الخير والعطاء وتحقّق فيه التغيير الذي تنشده البطلة من خلال تحول الواقع الافتراضي في هذا الشهر إلى حقيقة لا تقبل الشك، لأن البطلة بدت متمردة مثقفة وثائرة على التقاليد، حيث واجهت كل شيء قبيح بالحب. وأكد بدور أن هذه الرواية تعتبر مدوّنة سردية ثرية بإدهاش وتوهج بدأت بالسلام ومن ثم الحرب، وصولاً للهجرة والفراغ المدمّر في ألمانيا لبطلتها جوليا بانتظار زوج ملّت من غيابه الطويل، ثم الانخراط في العمل إلى أقصى بقاع الأرض في الصين. واختصر بدور فكرة الرواية بأنها قصة حب تتنوع فيها الخيالات والغرق في تفاصيل شخصياتها. ثم تمّ تقديم بعض المداخلات التي رأت الرواية من زوايا مختلفة، إذ أكدت على أن المرء يجب أن يحافظ على الحب من دون انتظار المكافأة من القدر، واستطاعت الكاتبة وصف الأمكنة بدقة عالية وكأنها تعيش فيها بالفعل، والزمن في الرواية سريع اصطناعي غير واقعي لتستطيع تحرير الأحداث والأفعال والرغبات من دلالاتها الواقعية، وركزت المداخلات على أن آلية السرد عند الكاتبة درامية متصاعدة، سيطر عليها الإيقاع بمستويات متعدّدة بأسلوب سهل ابتعد عن التكلف  بالتواصل مع القارئ بأسلوبها الشاعري الشيق.

وفي مجمل هذه المداخلات حاولت الكاتبة أن تضيء على ما أخفته على القارئ داخل المتن الروائي، وشاركت جمهور حمص الذواق عندما ألقت بعض المقتبسات من روايتها، مبيّنة أنها لن تفسد متعة القراءة عند المتلقي وقد بدأت بكتابة هذه الرواية في مدينة وهران الجزائرية وأنهتها في حمص، وأكدت أن الرواية تبيّن أن القدر أو النصيب هو شماعة الفاشلين، ولكي ينجح أي عمل يجب أن تكون رغبتك في النجاح تفوق خوفك من الفشل، وأن الكتابة عمل صعب، هي حياة يعيشها الكاتب مع تفاصيل الشخصيات وتناميها الدرامي لتكتمل ملامح الحبكة الدرامية.