اقتصادصحيفة البعث

اطمئنوا.. دولتنا قوية

قسيم دحدل

قد يستغرب ويستهجن الكثير ما سنقاربه في موضوع التضخم الاقتصادي، ومقاربتنا بُنِيت وانطلقت من السؤال: هل هو حقيقي أم وهمي؟.

كذلك بُنِيَت على تقويم الحالة السورية “الفريدة” ربما، لناحية ما كان متوقعاً من انهيار للدولة، لدى الكثيرين ممن راهنوا على ذلك، دولاً وأفراداً، وصدمتهم من سرّ الصمود طوال السنوات العشر الماضية.

بداية دعونا وباختصار شديد، نقرأ بعضاً مما جاء حول التضخم؛ التضخم الاقتصادي: هو من أكبر الاصطلاحات الاقتصادية شيوعاً، غير أنه وعلى الرغم من شيوع استخدام هذا المصطلح، لا يوجد اتفاق بين الاقتصاديين بشأن تعريفه، ويرجع ذلك إلى انقسام الرأي حول تحديد مفهوم التضخم، حيث يستخدم هذا الاصطلاح لوصف عدد من الحالات المختلفة: تضخم الأسعار، أي الارتفاع المفرط في الأسعار، والتضخم النقدي، أي الإفراط في إصدار العملة النقدية، وارتفاع التكاليف.. الإفراط في خلق الأرصدة النقدية.. وغير ذلك.

وهذه الظواهر أو الحالات المختلفة، ليس من الضروري أن تتحرك في اتجاه واحد وفي وقت واحد، بمعنى أنه من الممكن أن يحدث ارتفاع في الأسعار دون أن يصحبه ارتفاع في الدخل النقدي، كما أنّه من الممكن أن يحدث ارتفاع في التكاليف دون أن يصحبه ارتفاع في الأرباح، ومن المحتمل أن يحدث إفراط في خلق النقود دون أن يصحبه ارتفاع في الأسعار أو الدخول النقدية.

الآن نأتي للمستغرب من رأي خبير، والذي نحن شخصياً نوافقه إلى حدّ كبير، لأنه يفسّر بالمنطق العلمي والعملي ما يحدث.

يقول الرأي: لا تضخم حقيقياً في سورية، لأن الدولة قادرة على سحب الأرقام التضخمية، نظراً لقدرتها الادخارية…

قد يقول قائل: ولكن الحيثيات الاقتصادية والمالية والنقدية لا تشي بذلك، وانعكاساتها تقول المختلف تماماً!!.

كان الجواب على هذا: معك حق إعلامياً، ولكن في بيت السبع “مونة كثيرة وقوية..”، ولو لم يكن كذلك لكان الانهيار تمّ منذ 2012، وأكبر دليل أن موازنة العام الحالي 2021، هي القيمة نفسها بالعملة الصعبة، ولن تنخفض إلى السدس بانخفاض قيمة الليرة نفسه، وهذا أمر مفروغ منه، ويعني أن الإنفاق الحكومي سيزيد 6 أضعاف رقمياً.

ورداً على تساؤل: ما الفائدة إذا بقيت القيمة النقدية للعملة الصعبة لموازنتي العامين المذكورين هي نفسها، ما دام لا ينعكس هذا على قوة الليرة، هذا من جهة؟!، أليس الإنفاق الحكومي الذي سيزيد 6 أضعاف، يعدّ إنفاقاً تضخمياً؟!.

الجواب: لا ليس إنفاقاً تضخمياً، لأنه يواكب سعر الصرف، إذ أنه حين تتحدث عن انهيار، فيجب أن يكون التضخم حقيقياً وليس وهمياً.

فما رأيكم؟.. أليس فيما نلمسه وبعد عشرة أعوام من الاستهداف الممنهج، ما يُدلّ على منطقية ما طُرح؟.

باعتقادنا وفي ظل ما يتمّ ويُتخذ، ونتائجه المباشرة وغير المباشرة، يؤكد أن دولتنا قوية (رغم كمّ ما نعاني..)، حتى وإن لم يعجب ويقتنع بذلك الكثير.

Qassim1965@gmail.com