الصفحة الاولىصحيفة البعث

شويغو: مستعدون للرد على أي استفزاز من “ناتو”

في إطار الردّ الروسي على استعراض العضلات الذي يقوم به حلف شمال الأطلسي “ناتو” على حدود روسيا الاتحادية الجنوبية الغربية، وجّه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوات الجيش بأن تكون مستعدة للرد فوراً على أي تطوّرات سلبية في مناطق إجراء المناورات التي سينفذها “ناتو” قريباً.

وأشار شويغو، في كلمة ألقاها اليوم في شبه جزيرة القرم خلال تدريبات عسكرية ينفذها الجيش الروسي هناك، إلى أن حلف شمال الأطلسي كثف بشكل ملموس أنشطته العسكرية قرب حدود روسيا الجنوبية، بما يشمل الأنشطة الاستطلاعية والتدريبية.

وأكد وزير الدفاع أن روسيا تتابع عن كثب نقل “ناتو” قواته إلى منطقة المناورات القادمة، لافتاً إلى إنشاء مراكز تنسيق تعمل على استقبال قوات الحلف والشحنات المرتبطة بالمناورات في كل من بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا.

وصرّح شويغو بأن “ناتو” ينشر حالياً إحدى المجموعات الرئيسية من قواته في حوض البحر الأسود، مشيراً إلى وصول شحنات أسلحة ومعدات عسكرية وخاصة إلى الموانئ اليونانية.

وأمر شويغو الجيش الروسي في هذا الصدد بـ”مواصلة متابعة الأوضاع في مناطق تدريبات Defender Europe والاستعداد للرد فوراً في حال حدوث أي تطوّرات غير مؤاتية”.

ومن المتوقع أن تصبح المناورات التي سيجريها “ناتو” في أيار وحزيران القادمين أكبر مناورات لحلف شمال الأطلسي منذ الحرب الباردة.

وفي اختتام اختبار الجاهزية القتالية لقوات المنطقتين العسكريتين الجنوبية والغربية أمر شويغو بعودة العسكريين الذين شملهم الاختبار إلى مواقع مرابطتهم.

وشدّد شويغو على أن الاختبار المفاجئ حقّق جميع أهدافه بالكامل، مؤكداً أن القوات الروسية ستردّ بشكل مناسب على أيّ تطورات قرب حدود البلاد. وأشار الوزير إلى أن التدريبات التي أجراها الجيش الروسي في القرم جاءت بهدف التأكد من استعداد القوات للتصدي لأي عملية إنزال بحري محتملة.

ووجّه شويغو هيئة الأركان وكبار القادة العسكريين بإجراء تحليل مفصّل واستخلاص نتائج الاختبار، مؤكداً أن العسكريين من قوات الجيش الـ58 التابع للمنطقة العسكرية الجنوبية والجيش الـ41 التابع للمنطقة العسكرية الوسطى والفرق الـ7 والـ76 والـ98 التابعة لقوات الإنزال الجوي سيعودون إلى مواقع مرابطتهم بحلول أول أيار القادم، ومشدّداً على ضرورة أن يمنع قادة هذه الوحدات حصول أي حوادث خلال نقل القوات إلى مواقع انتشارها.

وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن المرحلة الرئيسية من تدريبات قوات الدائرة العسكرية الجنوبية، وقوات الإنزال الجوي، ستتم اليوم في ميدان التدريب “أوبوك” في القرم.

وذكرت الوزارة، في بيانها، أن هذه التدريبات، تجري في إطار اختبار الاستعداد القتالي للجيش الروسي، خلال فترة الشتاء في ميدان “أوبوك” الذي يقع على بعد 60 كيلومتراً من مدينة فيودوسيا و40 كيلومتراً من مدينة كيرتش.

وأضاف البيان: “ستشارك في التدريبات العملية، وحدات من مختلف صنوف الأسلحة، وكذلك القوات الجوية والدفاع الجوي، والسفن الحربية وسفن الدعم والوحدات العسكرية للقوات الساحلية لأسطول البحر الأسود، وكذلك بعض السفن الحربية التابعة لأسطول بحر قزوين، وكذلك وحدات من قوات الإنزال الجوي”.

سياسياً، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف اليوم أن التفاعل مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب والاتصال بين هيئات إنفاذ القانون في أدنى مستوياته في الوقت الراهن بسبب واشنطن والعقوبات الأمريكية الأخيرة التي لا تضيف تفاؤلاً في هذا المجال.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن سيرومولوتوف ردّاً على سؤال عما إذا كان القرار الأمريكي بطرد 10 من موظفي السفارة الروسية في الولايات المتحدة سيؤثر في التفاعل بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب ومستقبل التعاون بين وكالات إنفاذ القانون، قوله: إن “الاتصال المباشر بين هيئات إنفاذ القانون في أدنى المستويات ويرجع ذلك في المقام الأول إلى خطأ الجانب الأمريكي”.

وأضاف سيرومولوتوف: إن “موجة العقوبات الأخيرة المناهضة لروسيا بما في ذلك طرد عشرة موظفين من السفارة الروسية في الولايات المتحدة لا تضيف التفاؤل فيما يتعلق بتقييم آفاق مزيد من التعاون مع الجانب الأمريكي من خلال وكالات إنفاذ القانون”.

ولفت سيرومولوتوف إلى أنه “نتيجة لذلك تم تعليق عمل مجموعة مكافحة الإرهاب كما تم تجاهل مبادرتنا لإنشاء مجموعة عمل حول الأمن السيبراني وبدلاً من استخدام المعاهدة الثنائية للمساعدة القانونية المتبادلة في القضايا الجنائية لعام 1999 تواصل وكالات إنفاذ القانون الأمريكية الاعتقالات وحتى عمليات الاختطاف المباشر للمواطنين الروس في بلدان ثالثة”.

وكانت واشنطن فرضت عقوبات ضد 32 كياناً وشخصية روسية على خلفية المزاعم حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الماضية، إضافة إلى عقوبات ضد 5 أفراد و3 شركات في شبه جزيرة القرم.

ورداً على إجراءات واشنطن أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس 10 موظفين في السفارة الأمريكية بموسكو “أشخاصاً غير مرغوب فيهم” وطالبتهم بمغادرة البلاد بحلول الـ21 من أيار المقبل.