صحيفة البعثمحليات

ما الذي يعيق عودة الأهالي إلى مدينة اللطامنة؟

حماة –  ذكاء أسعد

بعد عودة أجواء الأمن والاستقرار إلى مدينة اللطامنة التي تقع في ريف حماه الشمالي  وتحريرها  من الإرهاب على يد الجيش العربي السوري، بدأت المدينة تستعيد عافيتها لتشهد عودة الحياة الطبيعية إليها تدريجياً في ظل تراجع شديد في الواقع الخدمي والذي نتج عن أعمال التخريب الإرهابية التي تعرضت له المدينة والتي فاقت 80% من البنى التحتية والمنشآت الخاصة والعامة.

وطالب عدد من الأهالي بتأمين الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصرف صحي، ودعم المزارعين وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي بسبب ممارسات المجموعات الإرهابية من اعتداءات، خاصة  أشجار الزيتون والفستق الحلبي والتي قطع منها الآلاف، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت ببيوتهم، مؤكدين تقديم العديد من الطلبات بهذا الشأن مؤخراً.

زكريا عبد اللطيف السلوم رئيس مجلس مدينة اللطامنة لفت إلى أن مشاكل المدينة جمة، وبعد عودة 150 عائلة في اللطامنة و”لطمين” التابعة لها،  تحتاج المدينة إلى تسريع وتيرة العمل في القطاع الخدمي، سيما ذلك المتعلق بالكهرباء، مؤكداً أن الأضرار التي لحقت بالكهرباء بلغت 100%، بالإضافة إلى مشكلة المياه والتي تكاد معدومة ما يجبر الأهالي على شرائها من الصهاريج وبتكلفة عالية جداً تفوق إمكانياتهم.

وطالب السلوم بضرورة تأهيل المدخل الرئيسي للمدينة وترحيل الأنقاض وتشييد مبنى جديد للبلدية  وتزويده بالآليات خاصة بعد الدراسة التي قامت بها مديرية الخدمات الفنية في حماه، وأكد على ضرورة إزالته واقترح بناء مبنى جديد في نفس الموقع، وطالب أيضا بصيانة وتأهيل الآبار الزراعية، لافتاً إلى أن مساحة الأراضي الزراعية في اللطامنة تبلغ 72 ألف دونما.

وأشار السلوم إلى أن الجهات المعنية في المحافظة وبالتعاون مع المنظمات الدولية كاليونيسف قامت بتجهيز عدد من المدارس، حيث تم تأهيل مدرسة الشهيد علي سجناوي (اللطامنة الجنوبية المحدثة) وذلك بالتعاون مع مديرية التربية، وقامت مديرية الخدمات الفنية في حماه بفتح الشوارع وترحيل الأنقاض بتكلفة 25مليون ليرة، ويوجد الآن حوالي40 ألف متر مكعب من الأنقاض قامت المحافظة بمراسلة وزارة الإدارة المحلية بهذا الخصوص لرصد الإعتمادات المالية لإزالتها.

وبين فادي القدور نائب رئيس مجلس مدينة اللطامنة أن عدد سكان المدينة الأصليين يتجاوز 30 ألف نسمة ويوجد أكثر من 200عائلة مستعدة للعودة، لكن تردي الواقع الخدمي يحول دون عودتها بسبب عدم توفر أبسط مقومات الحياة من مياه وكهرباء بالدرجة الأولى، وعدم توفر خدمات المحمول، وعدم وجود أغطية (ريكارات) والذي أدى إلى تفشي العديد من الأمراض أخطرها اللاشمانيا، مؤكداً تقديم عدة طلبات للمحافظة بهذا الشأن والتي وعدت بحل هذه المشكلة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية.

وطالب القدور بعودة الدوائر الحكومية إلى المدينة وعلى رأسها البلدية والذي دمر مبناها بشكل شبه كامل، والإرشادية الزراعية، خاصة أن  المدينة  تعتمد بشكل رئيسي  على الزراعة  وأرضها خصبة تصلح لكافة المزروعات من خضار وفواكه وحمضيات وكانت من أكبر منتجي البطاطا سابقاً، وطالب أيضاً بتأمين مركز صحي وجرار زراعي لنقل النفايات، وخزان مياه.

وفي إتصال هاتفي مع الدكتور مطيع عبشي مدير المياه في حماه، أكد أن مؤسسة المياه تقوم حالياً بتأهيل أحد الآبار في مدينة اللطامنة، حيث قامت المؤسسة بتركيب منهل على احد الآبار وسيتم تجهيز البئر الثاني قريباً. أما لطمين”التابعة لها فقد تم الإنتهاء من تجهيز البئر وسيوضع بالخدمة قريباً.

هيثم العيسى رئيس قسم الطرق في مديرية الخدمات الفنية بين أن  توقف العمل سابقاً كان  بسبب الإرهاب، وأكد على البدء بالعمل على الطرق اعتباراً من 18 آذار وتسليم المشروع إلى المتعهد السابق وإن لم يلتزم أو ينفذ سيتم إنذاره من المحافظة وسحب الأعمال وتسليمها لمتعهد آخر، مع تحميل المتعهد السابق جميع الخسائر الحاصلة ، وأكد أن قلة المواد الضرورية وخاصة  المازوت  أدى إلى تأخر تأهيل تلك الطرق، لكن التحسن الملحوظ حالياً بهذا الشأن وبدء توفر المواد سيسرع من إنجاز هذه المشاريع.