تحقيقاتصحيفة البعث

مشفى جراحة الوجه والفكين موجوع بنقص الأدوية وأطباء التخدير

دمشق _حياه عيسى

رغم المحاولات الحثيثة لتذليل المشاكل والصعوبات التي يعاني منها مشفى “جراحة الوجه والفكين” في كلية طب الأسنان، لاسيما في الوقت الراهن الذي يشهد حصار اقتصادي نال من القطاع الطبي كغيره من القطاعات الأخرى، إلا أن النقص في بعض الزمر الدوائية لزوم سير العمل من أهم تلك الصعوبات التي تشكل هاجس لدى القائمين على الكلية والمشفى على حد سواء، إضافة إلى افتقار المشفى لقسم العناية المشددة الذي يعتبر من أهم الأقسام الذي يجب تأمينه، كون المشفى يسعى جاهداً لإجراء العديد من العمليات لاسيما النوعية منها.

مشاكل وعقبات

مدير المشفى المهندس منح سمارة كشف في حديث لـ”البعث” عن عدم إمكانية التعاقد مع أطباء /تخدير،داخلية/، مما أدى لعدم إجراء عمليات جراحية في الفترة الأخيرة، نتيجة الحاجة للكادر الطبي وخاصة أطباء التخدير، إضافة إلى عدم إمكانية صرف حوافز للعاملين في المشفى، كون كافة خدماته مجانية ولا يوجد إيرادات، في ظل عدم القدرة على الإنفاق على المشفى، إلا من خلال الإنفاق على جامعة دمشق (كلية طب الأسنان)، مع الإشارة إلى انعدام وجود نظام مالي مستقل، وعدم القدرة على استثمار التجهيزات الموجودة فيه بالشكل الأمثل نتيجة اقتصار دوام المشفى على الدوام الصباحي فقط مع دوام الكلية، متابعاً أن المشفى مجاني ويخدم أكثر الشرائح الاجتماعية حاجة.

تبريرات وتنصل

جامعة دمشق بررت كل ما سبق من صعوبات على لسان نائبها للشؤون الإدارية الدكتور صبحي البحري بأن موضوع نقص الأدوية مرتبط بالاستجرار المركزي المتعلق بوزارة الصحة، ليكون دور الجامعة متعلق بدفع التكلفة المترتبة على الدواء فقط، أما بالنسبة لنقص أطباء التخدير، اعتبرها النائب مشكلة عامة تعاني منها كافة المشافي نتيجة وجود نقص باختصاص التخدير، مع تأكيده أنه لا يمكن صرف حوافز للعاملين في المشفى كون المشفى تابع للكلية والأخيرة تابعة للجامعة، ولا يمكن تميزهم بحوافز، إلا إذا كانوا فنيي تخدير يمكنهم التمتع بمكافآة شهرية تقدر بحوالي ٢٥ ألف ليرة، أما النظام المالي المستقل، فلا يمكن للمشفى الاستقلال المالي كونه ليس هيئة مستقلة بل هو تابع للكلية، علماً أن المشفى ينسق بشكل كبير مع مشفى المواساه قسم (الأذنية) لإجراء العمليات الكبرى واستخدام العنايات المشددة إن لزم الأمر.

ضمن الإمكانيات

وبالعودة إلى مدير المشفى الذي أوضح خلال حديثه أنه بالرغم من الإمكانيات المحدودة المشفى، إلا أنه استطاع تطوير قسم زراعة الأسنان لإجراء عمليات الزراعة بإشراف اخصائيين وبأدوات حديثة وجديدة وبسعر التكلفة، علماً أن تكلفة تلك العمليات التي تعتبر من أهم وأعقد الجراحات تتراوح بين ٨_١٠ مليون ليرة في العيادات الخارجية، مبيناً أن قسم الزرع يحوي على/ ٦/  عيادات متطورة، إضافة إلى عيادات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، علماً أن المشفى يغطي كافة العمليات ابتداء من الأورام وانتهاء بالقلوع البسيطة للأسنان تحت التخدير العام، واستئصال الأورام، وتصحيح تشوهات الوجه، ومعالجة بعض الإصابات الحربية، إضافة إلى الحالات الإسعافية وتغطية كافة حالات الأورام والأكياس التي تصيب الفكين، وعمليات المفصل.

كما تطرق سمارة إلى دراسة إمكانية تحويل المشفى إلى هيئة مستقلة لوجود بناء مستقل للمشفى، وتوفير تجهيزات طبية وفنية وغرف عمليات وغرف مرضى، ووجود خدمات علاجية وطبية لذوي الاحتياجات الخاصة، وإمكانية قيام المشفى بتقديم خدمات تعليمية وبحثية وخدمية، مع وجود كادر إداري وتمريضي ومخبري وأطباء جراحة مختصين.

مخبر المجاهر النوعي

من جهته عميد كلية طب الأسنان الدكتور أسامة الجبان بين في حديثه مع “البعث” أن الكلية تسعى لزيادة مهارة الخريجين وطلاب الدراسات من خلال التعاون مع مكتب ممارسة المهنة لافتتاح “مخبر المجاهر” وهو الوحيد على مستوى القطر الذي تنفرد به كلية طب الأسنان  المخصص لطلاب الدراسات العليا والمتفوقين من طلاب المرحلة الجامعية الأولى، حيث تم إعداد كورس ودورات ضمن المخبر المتطور، إضافة إلى تشجيع طلاب الدراسات بنشر أبحاثهم بمجلات محكمة عالمية من خلال التنسيق مع مجموعة مجهزة للتعامل مع المجلات المحكمة العالمية لمساعدة الطلاب بنشر أبحاثهم وذلك بهدف رفع ترتيب الجامعة وتصنيفها.

أعمال منجزة

أما بالنسبة للعمل السريري فقد أوضح الجبان أنه يشمل كافة الأعمال السريرية التي تنجز بشكل عالي والتي تقع على عاتق طلاب السنوات المتقدمة بإشراف أساتذة مختصين، في حين يقتصر عمل طلاب السنة الثانية والثالثة على الأعمال المخبرية، ليصار الوصول إلى الأعمال السريرية في السنوات الرابعة والخامسة والتي تشمل الأعمال السريرية المتكاملة ابتداء من التخدير والقلع والأطفال, التعويضات المتحركة, المداواة, التقويم, العلاج اللثوي, وطلاب الدراسات العليا يقومون بالأعمال المتميزة والأدق والعمليات النوعية كحالات الكسور وبعض حالات الأورام.

التزام ومطالبة بلقاح

وبالتعريج إلى جائحة كورونا فقد أكد عميد الكلية على أنه تم الالتزام الكامل بالإجراءات الوقائية اللازمة والعقامة ونشر البروشورات  التوضيحية, وحالياَ تم طلب لقاحات من وزارة الصحة لتلقيح الكوادر التدريسية وطلاب الدراسات العليا كونهم خط المواجهة الأول، لاسيما أنهم  في مجال الاحتكاك المباشر مع المرضى، وهناك تطلع لإمكانية تلقيح كافة طلاب الكلية كونها خدمية وعلى تماس مباشر مع المرضى, ومرحلة الانقطاع تندرج وفق القرارات الوزارية, في حين تم انقطاع الدوام  العام  الماضي نتيجة الجائحة لفصل واحد فقط، إضافة إلى إيقاف العمل السريري حرصاً على الطلاب, وتم الاستعاضة عنه بالعمل المخبري والمحاكاة السريرية وفتح دورات مكتب ممارسة المهنة لتقديم الدورات الإضافية، لترميم المعلومات, إضافة إلى العمل على منصات التواصل الاجتماعي لنشر الدور، والعمل على منصات التواصل الاجتماعي لنشر الدروس من قبل الأساتذة المختصين لمنع الطلاب من الانقطاع عن دروسهم ولاطلاعهم على كل ما هو جديد في عالم طب الأسنان، إضافة إلى التنسيق  مع محاضرين خارجين لترميم نواقص طب الأسنان.

ذكرى مئوية

يشار إلى أن الكلية تعتبر  خدمية بالإضافة إلى أنها تعليمية، حيث تحتوي على عشر عيادات كل عيادة تحوي على /50/ كرسي معالجة أي حوالي /500/ كرسي لطلاب طب الأسنان, كما تحتوي على طلاب المرحلة الجامعية الأولى يبدأ دوامهم من السنة الثانية للخامسة وطلاب الدراسات العليا, طلاب المرحلة الجامعية الأولى يبلغ عددهم حولي /700/ طالب، أما طلاب الدراسات العليا “الماجستير والدكتوراه” العاملين في الأعمال السريرية وضمن الأبحاث المخبرية يبلغ عددهم حوالي /900/ طالب، فالكلية تعتبر من أكبر وأقدم الكليات والآن بصدد الإعداد لمؤتمر الكلية العاشر بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس كلية طب الأسنان.