دراساتصحيفة البعث

مشافي الهند تستغيث

إعداد: هناء شروف

وسط ارتفاع غير مسبوق في عدد حالات الإصابة والوفاة، حذّرت المشافي في دلهي من أنها على وشك الانهيار، حيث سجلت الهند ما يقرب من مليون إصابة خلال ثلاثة أيام، وارتفع عدد حالات الوفاة في شتى أنحاء الهند إلى 2624 حالة في غضون الأربع والعشرين ساعة، متجاوزاً كل الأرقام العالمية.

لم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، لعدم توفر الأسرّة الكافية والمعدات الطبية المطلوبة. المشافي على حافة الهاوية إذا نفد الأكسجين فلا مفر لكثير من المرضى. لهذا استوجب الوضع الكارثي ظهور رئيس وزراء الهند في بث تلفزيوني مباشر لطلب إمدادات الأكسجين.

في وقت سابق، اعتقدت الحكومة الهندية أنها تغلّبت على الفيروس بعد انخفاض حالات الإصابة في شباط الماضي، وبدأت الهند تصدّر اللقاحات، وقال وزير الصحة حينها إن البلاد في المرحلة الأخيرة من الوباء، لكن مع التجمعات الجماهيرية، مثل مهرجان “كومبه ميل” الذي شهد تجمع الملايين في أول نيسان الجاري، اندلعت موجة جديدة من الوباء مدفوعة بظهور سلالات متحورة جديدة من الفيروس. ففي دلهي التي يبلغ عدد سكانها نحو 20 مليون نسمة اكتظت المشافي واضطرت لإبعاد المرضى الجدد، وشهد مشفيان على الأقل وفاة المرضى بعد نفاد إمدادات الأكسجين، وأصبحت بعض الشوارع خارج المرافق الطبية مزدحمة بالمرضى المصابين بأمراض خطيرة ويحاول أقاربهم الحصول على نقالات وتوفير إمدادات الأكسجين وهم يتوسلون للدخول.

يقول مسؤولو الصحة: إن انتشار العديد من السلالات المعدية أدى إلى زيادة عدد الإصابات، ومن بينها السلالة البريطانية التي اكتشفت في دلهي والسلالة التي تمّ اكتشافها لأول مرة في الهند في تشرين الأول. وإذا لم تتحرك دول العالم بالمساعدة، فإن عدد الوفيات سيتجاوز كل المعدلات العالمية، خاصةً وأن الهند باتت تعاني من ندرة الأكسجين، الذي يعدّ عنصراً رئيسياً في التكفل بالمصابين بالفيروس، يضاف إلى ذلك أن الانفجار الهائل لأعداد الإصابات يشكل خطراً حقيقياً على بقية دول العالم، إذ يهدّد خطط التطعيم الطموحة في الدول الغربية، كما يؤكّد خبراء.