الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

كارثة إنسانية تلوح في الأفق.. “اللص أردوغان” يسطو على حصة سورية من الفرات

شهد نهر الفرات انخفاضاً كبيراً في منسوب المياه خلال الأيام القليلة الماضية نتيجة قيام النظام التركي بالسطو على كميات كبيرة من مياه النهر ومنعها من الجريان باتجاه سورية، ما انعكس سلباً على الواقع المعيشي والزراعي في الحسكة وريفي الرقة ودير الزور.

وأعلنت محافظة الحسكة أن حبس نظام أردوغان لمياه نهر الفرات أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظة، لليوم الثالث على التوالي، وقال المكتب الصحفي للمحافظة: إن الحسكة تعاني من عدم وصول الكهرباء من سد الطبقة وتوقف محطات التوليد الكهربائي فيه عن العمل، نتيجة انخفاض مناسيب المياه بشكل كبير، بسبب حبسها من قبل النظام التركي، وأوضحت أن “ما يتم إنتاجه من كهرباء في محطة توليد السويدية يخصص للخطوط الكهربائية المستثناة التي تغذي القطاع الخدمي من مشافٍ ومطاحن ومخابز ومياه”.

وتنصّ الاتفاقية الموقعة مع الجانب التركي في عام 1987 على ألا يقل الوارد المائي في نهر الفرات من تركيا إلى سورية عن 500 متر مكعب في الثانية لتشغيل عنفات الكهرباء في سد الفرات.

وأكد محافظ الرقة عبد الرزاق خليفة “قيام الجانب التركي بتخفيض الوارد المائي من نهر الفرات إلى سورية من 500 إلى 200 متر مكعب في الثانية في الفترة الأخيرة الأمر الذي حال دون تشغيل عنفات توليد الكهرباء المنتجة في سد الفرات، ناهيك عن تدني المتاح المائي من مياه الري والشرب”، فيما أشار عضو المكتب التنفيذي لمحافظة دير الزور المهندس زياد الكاظم إلى أن “الانخفاض الكبير والمتسارع في منسوب نهر الفرت أثر في عمل المعبر الطوفي العائم لتسهيل انتقال المواطنين المقيمين في القرى والبلدات الواقعة في ريف المحافظة الشمالي ويهدد عمل محطات مياه الشرب التي تستمد مياهها من مجرى النهر”.

بدوره حذّر رئيس اتحاد الفلاحين بدير الزور خزان السهو من مخاطر”انخفاض منسوب النهر لجهة توقف المضخات المائية على النهر المخصصة لري الأراضي الزراعية”، مبيناً أن “انخفاض منسوب المياه يهدد المحاصيل الزراعية ولا سيما محصول القمح الاستراتيجي الذي تبلغ مساحة الأراضي المروية المزروعة به نحو 30 ألف هكتار”.

عدد من أهالي دير الزور عبروا عن خشيتهم من تأثر محاصيلهم الزراعية حيث أشار محمد العلي من أهالي حطلة بريف دير الزور إلى أن “انخفاض منسوب المياه سبب لهم مشكلات في عملية الانتقال ونقل منتجاتهم الزراعية إلى مدينة دير الزور نظراً لتقييد قدرة عمل العبارة المائية وانخفاض استطاعتها وأحياناً توقفها عن العمل”، وقال عثمان العبد الله: إن هذا الإجراء هو جزء من الجرائم التي يرتكبها النظام التركي بحق أبناء سورية لكنه وفي كل مرة يفشل في النيل من إرادتنا”.

وكان عدد من الناشطين أطلقوا حملة شعبية بعنوان “أطلقوا حصة سورية من مياه نهر الفرات” لمطالبة المجتمع الدولي بالتحرك، وقالوا إن المنطقة ستواجه قريبا خطر انحسار مياه البحيرات نتيجة قطع مياه نهر الفرات من نظام أردوغان، وهو ما سيوقف خدمات الكهرباء والماء.

وبدأ نظام بخفض منسوب تدفق المياه عبر نهر الفرات إلى سورية منذ كانون الأول الماضي، رغم التحذيرات من كارثة تؤدي إلى إخراج مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية من الاستثمار، وانقطاع التيار الكهربائي، وحتى مياه الشرب.