صحيفة البعثمحليات

المتحدي الأول!

لم يسجّل تاريخ الطبقة العاملة، إلا كل ما يندرج تحت بند الوطنية والإباء والتفاني والعطاء في خدمة البلد، ولسنا بحاجة إلى إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء كثيراً، فقد استبسل العمال في ساحات العمل الإنتاجي وأمنوا استمرار دوران العجلة الإنتاجية، رغم كل ما تعرّضت له المنشآت العمالية والاقتصادية من سرقة وتخريب وتدمير.

وفي هذه المرحلة الخطيرة التي يعيشها العالم في مواجهة وباء كورونا كانوا في مقدمة الجهات المتصدية لهذه الجائحة، فكانوا وتنظيمهم النقابي شركاء  في خدمة الوطن والوقوف في وجه كل التحديات التي تواجهه، فاستنفروا وحشدوا طاقاتهم الخدمية والعينية في شراكة حقيقية مع الحكومة لمواجهة تداعيات فيروس كورونا من خلال خلية طوارئ وإطلاق مبادرة تعقيم مواقع العمل في القطاع العام والخاص.

وفي الأول من أيار الذي أحياه الاتحاد العام لنقابات العمال بالأمس بمأدبة إفطار وحفل تكريمي لأبطال الإنتاج وجرحى الطبقة العاملة عاد المشهد العمالي النقابي، ليؤكد فشل كل المحاولات للالتفاف على مقومات الدولة التي بناها العمال والفلاحون والحرفيون وصغار الكسبة وكافة القوى المنتجة بسواعدهم التي تشابكت خلال الحرب مع سواعد الجيش العربي السوري لحماية البلد وصناعة الانتصار، فالعامل السوري المقاوم كان المتحدي الأول لكل معاني وأشكال الانقضاض على عقله وشلّ حركة تفكيره ومحاولات قتل إرادة الحياة فيه، حيث مضى الآلاف من العمال قدماً على دروب الشهادة دفاعاً عن تراب بلدهم وواصلوا العمل والإنتاج في جميع مواقع العمل رغم جسامة التحديات والظروف.

وفي المقابل تسارع الحراك النقابي، ليؤكد على أن النقابات شريك حقيقي وفعّال في صنع القرار الوطني، وكل ما من شأنه خدمة المجتمع السوري ومراقبة الواقع الحياتي للناس وتقديم الحلول التي من شأنها المساهمة في معالجة الكثير من القضايا العالقة والتعامل مع تداعيات الحصار الاقتصادي بنهج الاعتماد على ما هو موجود فعلاً على أرض الواقع، وتفعيل العمل والأداء النقابي والإنتاجي ومعالجة واقع المؤسسات والشركات العامة، وذلك حسب الأولويات التي تفرضها جملة من التحديات الكبيرة.

ولن ننسى في الأول من أيار التذكير بسلة المطالب العمالية التي تنتظر الاستجابة من المؤسسات التنفيذية التي وعدت بمعالجة الكثير من الملفات والقضايا العمالية والإنتاجية، وخاصة في هذه الظروف الصعبة اقتصادياً ومعيشياً على أمل أن تخرج هذه المطالب من خانات التجيير والتأجيل إلى ساحات التنفيذ.. وكل عام وعمال الوطن بألف خير.

بشير فرزان