الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

إخوان الكنيست يدينون عملية “زعترة”: المُستوطنون “أبرياء”!!

تحوَّل النائب عن الحركة الإسلاميّة (إخوان مسلمون) في الكنيست الإسرائيليّ، د. منصور عبّاس، من أراضي 48، إلى نجمٍ المشهد الإعلاميّ الإسرائيليّ، الذي وصِفه بأنّه “صهيونيّ مثل بيغن”، بعدما أدان العملية الفدائيّة في مفترق زعترة بالضفّة الغربيّة المُحتلّة، والتي أسفرت عن إصابة ثلاثة مُستوطنين إسرائيليين.

وقال عبّاس، رئيس ما يسمى حزب “القائمة العربية الموحدة”، في بيانٍ رسميٍّ تناقلته جميع وسائل الإعلام العبريّة، المرئيّة، المقروءة والمسموعة، إنّ “ضحايا الهجوم الإسرائيليين هم أشخاص أبرياء”، وأعرب عن أمله بأنْ يعيش معهم بسلامٍ في يومٍ ما.

وقال عباس، الذي يعتبِر نفسه “بيضة القبّان” في كلّ ما يتعلّق بتشكيل حكومةٍ إسرائيليّةٍ جديدةٍ: “بصفتي أحد الأشخاص الذين صاغوا رؤية القائمة الموحدة، وهي رؤية سلام وأمن متبادل وشراكة وتسامح بين الشعبين، أنا أدين بشكلٍ لا لبس فيه أيّ أذى يلحق بالأبرياء وأدعو إلى الحفاظ على حياة الإنسان وإعطاء الأمل في أن نتمكن العيش معا بسلام”. إلّا أنّ تصريحاته أثارت ضجة في حزبه.

وحسب الإعلام الإسرائيليّ فإنّ “حزب القائمة الموحدة” الإخواني هو مفتاح آمال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للبقاء في الحكم وتجنّب جولة خامسة من الانتخابات في غضون سنتين ونصف، وقد أعرب عباس في خطوةٍ لافتة عن استعداده لدعم حكومة يمين من أجل الدفع بأولويات تشريعية لـ “مجتمعه” (من عرب الـ 48)، على حدّ قوله.

وكان النائب اليميني المُتطرِّف، بتسلليئيل سموتريتش، رفض الشراكة “في حكومة تعتمد بشكلٍ نشطٍ أوْ عن طريق الامتناع على القائمة العربية الموحدة أوْ مؤيّدي إرهاب آخرين”، وذكرت القناة الـ 12 في التلفزيون الإسرائيليّ أنّ سموتريتش لم يتأثر بتصريحات عباس التي لمح فيها إلى استعداده لدعم سموتريتش من خارج الحكومة.

في سياقٍ ذي صلةٍ، كُشِف النقاب عن اجتماعٍ عُقِد في القدس المُحتلّة بين عضو الكنيست عبّاس والحاخام حاييم دروكمان، الاثنين الماضي، في أعقاب ضغوطٍ مارسها مقربون من نتنياهو في محاولة للتأثير على الحاخام.

وكان الحاخام دروكمان، الذي يصفه العديد من الخبراء والمُحللِّين الإسرائيليين بالـ ”نازيّ” قد أعلن عن إتاحة قتل الأطفال الفلسطينيين، زاعِمًا أنّهم إذا لم يُقتَلوا وهم أطفالاً، سيكبرون ويتحوّلون إلى “مُخرِّبين” على حدّ قوله.

ونُقِل عن دروكمان قوله بعد اجتماعه بعبّاس إنّه لا يُمكِن لحكومةٍ إسرائيليّةٍ الاعتماد على الأشخاص الذين وصفهم بشكل ملطف بـالـ ”الأغيار”، مُضيفًا في ذات الوقت: ”ينبغي أنْ تعتمد حكومة اليمين على اليهود الذين صوتوا لها، وليس على آخرين. لن يتوج “آخرون” حكومتنا. ينبغي أنْ تعتمد الحكومة على اليهود”، على حدّ تعبيره.

وأثارت تصريحات منصور عباس، استنكار واستياء ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروا أن كلامه “خيانة لفلسطين وشعبها”، وأشاروا إلى أن “عباس يسعى من وراء تصريحاته لتقديم أوراق اعتماده لليمين الصهيوني وحزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو على حساب حقوق الشعب الفلسطيني”، وأضافوا: “لم نسمع إدانة منصور عباس أمام مواصلة الاحتلال عدوانه على شعبنا وأرضه ومقدساته، ونهب الأراضي وسرقة منازل المقدسيين وسياسة الأبارتهايد والتطهير العرقي في حي الشيخ جراح وسلوان وأحياء وشوارع القدس”.