دراساتصحيفة البعث

اسكتلندا في طريقها للاستقلال عن بريطانيا

تقرير إخباري

صوت الاسكتلنديون يوم الخميس الفائت لانتخاب أعضاء البرلمان الاسكتلندي، ولن يتم تأكيد النتيجة النهائية حتى نهاية هذا الأسبوع. جميع استطلاعات الرأي تشير إلى وجود أغلبية مؤيدة للاستقلال يديرها إما الحزب الوطني الاسكتلندي الانفصالي S.N.P. برئاسة الزعيمة الأولى نيكولا ستورجون، أو مع حليفه حزب الخضر الاسكتلندي اليساري. كان البيان الذي اقترحه S.N.P. واضح بشأن إجراء استفتاء آخر على استقلال اسكتلندا بمجرد انتهاء أزمة كوفيد- أواخر عام 2023.

بقي الاستقلال هاجساً مركزياً في الحياة الوطنية الاسكتلندية لمدة 15 عاماً على الأقل، وفي عام 2014 تم إجراء أول استفتاء على الاستقلال واختار الاسكتلنديون بفارق ضئيل البقاء كجزء من بريطانيا، لكن في عام 2016 صوتوا بأعداد ضخمة ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أدت الفوضى التي تسببت فيها شركات التصدير الصغيرة ومشاهد تعفن الطعام في الموانئ التجارية الأوروبية الرئيسية إلى زيادة اضطراب علاقة اسكتلندا مع بقية بريطانيا.

وحاليا يأمل حزب S.N.P. وربما مع حزب الخضر في الحصول على اتفاق من الحكومة البريطانية بشأن استفتاء آخر، لكن حكومة المحافظين في لندن بقيادة بوريس جونسون أشارت إلى أن الرد على أي طلب سيكون بالنفي.

وحذر كياران مارتن مدير الدستور في الحكومة البريطانية خلال الاستفتاء الأول في ورقة حديثة أنه إذا رفض جونسون منح تصويت جديد وقام فعلياً باستخدام حق النقض ضد حق تقرير المصير الاسكتلندي فسيحوّل بريطانيا من جمعية طوعية قائمة على الموافقة إلى جمعية إلزامية تستند إلى قوة القانون.

لكن ستورجون تبدو واثقة من أن جونسون سينهار في النهاية تحت وطأة الضغط الديمقراطي، وكتبت في نيسان: “إن مستقبل اسكتلندا يجب أن يقرره شعب اسكتلندا”.

حسب المؤشرات ستكون الإجابة “نعم” على ما إذا كان ينبغي أن تكون اسكتلندا دولة مستقلة، فالاتجاهات الديموغرافية وهيمنة حزب S.N.P. على البرلمان الاسكتلندي، وعمق كراهية اسكتلندا لحزب المحافظين البريطاني، كلها عوامل تضع ضغوطاً ضخمة وطويلة الأمد على البنية الدستورية للاتحاد.

ولا يمكن لنتيجة هذه الانتخابات من تلقاء نفسها أن تقدم تفويضاً لفصل اسكتلندا عن بريطانيا، ومع ذلك بافتراض تشكيل أغلبية جديدة مؤيدة للاستقلال في البرلمان الاسكتلندي الأسبوع المقبل  فإن عام 2021 سيكون علامة بارزة أخرى في تفكك الدولة البريطانية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإذا اتبع جونسون إستراتيجيته في الإنكار فسوف ينظر إليه الكثيرون على أنه اعتراف بالهزيمة.

إن الطريقة الأسرع والأكثر فاعلية لإبعاد الاسكتلنديين المترددين عن الوحدة هي إخبارهم بعبارات لا لبس فيها أنه لا يُسمح لهم أبداً بالمغادرة، وستورجون تفهم هذا لكن جونسون الذي لا ينصب اهتمامه على أن يصبح آخر رئيس وزراء للمملكة المتحدة يريد الانتظار والترقب والاسكتلنديون يريدون أن يقرروا بأنفسهم لكن لا يعني ذلك أن الانفصال عن بريطانيا سيتحقق بين عشية وضحاها.

 عائدة أسعد