دراساتصحيفة البعث

ساندرز: “حياة الفلسطينيين تهمني”!

تقرير إخباري

في الوقت الذي أعلن فيه رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو أنه “مصمم” على مواصلة العدوان على قطاع غزة المحاصر، والذي أودى بحياة أكثر من 200 فلسطيني، منع السناتور الأمريكي بيرني ساندرز أمس الأربعاء، ما وصفه بقرار جمهوري “مدمر” للسيناتور الجمهوري ريك سكوت مع 19 سيناتوراً آخرين، يستعدون لتقديم مشروع قرار الأسبوع المقبل يدعم “إسرائيل” في عدوانها المستمر على غزة.

على عكس قرار الحزب الجمهوري، دعا مشروع قرار ساندرز للحيلولة دون المزيد من الخسائر بأرواح المدنيين ووقف التصعيد للصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والحث على الوقف الفوري لإطلاق النار، مؤكداً أن مجلس الشيوخ يدعم الجهود الدبلوماسية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتمسك بالقانون الدولي وحماية حقوق الإنسان. وأشار إلى أن زعماء العالم قد دعوا إلى وقف إطلاق النار، خاصة أن غزة تعاني من حصار مدمر فرضته “إسرائيل” منذ عام 2007، والعدوان الإسرائيلي الحالي “زاد الطين بلة”.

من الجدير بالإشارة، أن اقتراح ساندرز يتناقض بشكل صارخ مع مشروع قرار الحزب الجمهوري الذي يتزعمه السناتور ريك سكوت، والذي يقول إن “الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، حليفنا الأكبر في المنطقة، وحقها في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإرهابية”. وأكد  أن قرار سكوت يعرب عن الألم فقط لفقدان عدد من الإسرائيليين، متجاهلاً مئات القتلى الفلسطينيين في الآونة الأخيرة، متسائلاً إذا كان مقتل 12 إسرائيلياً “مأساة”.. إذاً، ماذا عن خسارة 227 فلسطينياً، من بينهم 64 طفلاً و 38 امرأة؟ “ألا يعتقد السناتور سكوت أن خسارة أرواح هؤلاء الفلسطينيين.. مأساة؟” مضيفاً: “أعتقد أنه علينا أن نحزن على خسارة أرواح الفلسطينيين – أم أن البعض يعتقد أن حياة الفلسطينيين غير مهمة، أتمنى ألا يكون ذلك”.

من جانبه، قال ساندرز إن الدمار في غزة غير معقول، علينا أن نحث على وقف فوري لإطلاق النار، لابد لنا من منع المزيد من الخسائر من الأرواح. نحتاج أن نلقي نظرة فاحصة على المساعدات العسكرية لإسرائيل التي تبلغ 4 مليارات دولار سنوياً، فمن غير القانوني أن تدعم الولايات المتحدة انتهاكات حقوق الإنسان.

في قاعة مجلس الشيوخ يوم الأربعاء، أضاف ساندرز علينا، في الكونغرس، أن نفهم أنه خلال أكثر من عقد من حكومة نتنياهو اليمينية، زرع نتنياهو قومية عنصرية وسلطوية، من خلال جهوده المحمومة للبقاء في السلطة وتجنب الملاحقة القضائية بتهمة الفساد، كما أضفى الشرعية على القوى المتطرفة مثل حزب القوة اليهودية وذلك بضمهم إلى الحكومة. وأضاف: “إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تكون صوتاً ذا مصداقية إزاء حقوق الإنسان على المسرح العالمي، يجب أن ندرك أن حقوق الفلسطينيين مهمة، حياة الفلسطينيين مهمة.. أنا أعترض على قرار سكوت”.

وبدورهم انتقد المشرعون الأمريكيون التقدميون والمدافعون عن حقوق الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم رد إدارة بايدن على إراقة الدماء، بما في ذلك معارضتهم المستمرة لبيان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي دعا إلى وقف إطلاق النار.

وعلى الرغم من أن بايدن أعرب عن دعمه لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار في اتصالاته الأخيرة مع نتنياهو، إلا أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي تعهد بأنه “مصمم على مواصلة “الهجوم على غزة حتى يتم تحقيق الهدف”.

ومن الجدير بالذكر، شهد القصف الإسرائيلي لغزة، الذي يدخل الآن أسبوعه الثاني، هجمات على منشآت طبية ومبان سكنية، بما في ذلك مبنى يضم أيضاً العديد من المؤسسات الإعلامية، مما دفع مجموعات حرية الصحافة إلى اتهام الحكومة الإسرائيلية بمحاولة منع تغطية أرضية.

سمر سامي السمارة