صحيفة البعثمحليات

في خضم الاستحقاق

من الطبيعي أن يتصدّر الاستحقاق الدستوري الرئاسي قائمة أولويات اهتمامات السوريين ومتابعاتهم لكل المجريات والتحضيرات والاستعدادات والتفاصيل، وحملات المرشحين الإعلامية والإعلانية وبرامجهم الانتخابية التي ستتحوّل في لحظة الحقيقة إلى برامج تنفيذية وأجندات عمل لسبع سنوات قادمات.

ومن الطبيعي أيضاً أن يتحوّل الحدث الانتخابي السوري المحض إلى حدث إقليمي ودولي، نظراً للمكانة والأهمية الكبيرة التي تحتلها سورية على مر التاريخ أولاً، ولخصوصية الحالة السورية اليوم بعد حرب قذرة شُنّت عليها زوراً وبهتاناً وبلا ذنب على مدى عشر سنوات متواصلة، والتداعيات الجيوسياسية والبوليتيكية التي أحدثتها على مستوى العالم ثانياً.

بالعودة إلى مجريات الاستحقاق الرئاسي الذي أغلقت بالأمس صناديقه الانتخابية في الخارج وسط إقبال غير مسبوق شهدته السفارات والقنصليات خارج سورية رغم الضخ الإعلامي المضلّل، ورغم استماتة القوى العميلة المتآمرة في عرقلة توجّه السوريين في بعض الدول المجاورة الشقيقة مع الأسف إلى صناديق الاقتراع، فيما لا تزال تفصلنا عن موعد الاستحقاق في الداخل السوري مسافة خمسة أيام لا أكثر. فقد كان لافتاً عنوان حملة المرشح الرئاسي الرفيق الأمين العام للحزب القائد بشار الأسد “الأمل بالعمل” التي حملت في إيجازها الشديد بلاغتها الشديدة لإحاطتها بكل العناوين والموضوعات التي تشغل الرأي العام وآماله وآلامه من دون تحديد، وفي الوقت نفسه البعد عن الوعود الصرفة التي قد تذروها الرياح لسبب أو لآخر، أو أن تصنّف في خانة الكلام الانتخابي العابر، فاعتمدت في مضمونها العميق على الكلام القليل والعمل الكثير الذي سيفضي بطبيعة الحال  إلى الأمل الكبير.

وهذا ما أوحى به ولخّصه وعبّر عنه بحرفية عالية لوغو حملة “الأمل بالعمل” عبر تشكيلاته الإيحائية والهندسية البسيطة الرائعة.

بكل الأحوال، لقد أثار شعار المرشح الرئاسي الأمين العام للحزب الكثير من الحماس والتفاؤل، بأن الأمل موجود وأن العمل مطلوب من الجميع وللجميع، ليس لإنجاح حملة “الأمل بالعمل” أبداً بل لإنجاح وانتصار مشروع الوطن والدولة والحياة السورية على أعداء الشعب السوري وداعميه ومشروعهم الإلغائي التقسيمي، وإعلان إعادة إقلاع محركات العمل والإنتاج في كل الاتجاهات وعلى مختلف الصعد الزراعية والصناعية والخدمية والسياحية والعلمية والإنتاجية وغيرها..

ترى أما آن لهذا الليل السوري الطويل الحالك أن ينجلي، وآن لطائر الفينيق أن يطلق أجنحته للريح؟.

وائل علي

Alfenek1961@yahoo.com