دراساتصحيفة البعث

الكيان الإسرائيلي يقر بالهزيمة

تقرير إخباري

قال موقع  (WALLA) الإخباري الإسرائيلي إنه “بعد أن هدأت المدافع الموجّهة إلى غزة، تبدو الحكومة الإسرائيلية مطالبة بأن تتعامل مع التهديد المباشر، ولا مفرّ من التعامل مع المشكلات المتبقية، منها فشل الجيش، وتأثير ما جرى على تشكيل الحكومة القادمة”. في حين ذكر الخبير العسكري في صحيفة (هآرتس): “إنه وبعد 11 يوماً من القتال، عادت الفصائل الفلسطينية وجيش الكيان إلى المكان المحدّد ذاته الذي بدأت عنده الحملة، وهي أهم خلاصة لجولة القتال الحالية، فعلى الصعيد التكتيكي تفوقت الفصائل الفلسطينية في ضمّ ساحات قتال أخرى إلى غزة مثل الضفة الغربية وإطلاق صواريخ من لبنان، كما تمكّنت الفصائل لأول مرة من إقناع العالم بأن “إسرائيل” هي المعتدية، وهي التي بادرت بالعدوان”.

في حين أشارت القناة العاشرة إلى أن “عدوان غزة أتى على “إسرائيل” في لحظة سياسية حاسمة، ولم يعد معظم اللاعبين في مكانهم عشية بداية الحملة، ومع هدوء ألسنة اللهب، تبدأ الأسئلة بطرح نفسها بعمق لمحاولة فهم الفجوة الاستخباراتية للجيش الإسرائيلي في عدم معرفة قاذفات الصواريخ التي لم تعلم المخابرات بوجودها، ما أشار إلى حالة من إهمال الميدان في غزة خلال السنوات الماضية بالرغم من كل المناورات التدريبية”. وأوضحت أنه “في نهاية كل حرب في غزة منذ 2008، أصبح واضحاً أن إسرائيل تدحرجت أو انجرفت إليها عن قصد، أو عن طريق التقصير بسبب الإهمال وقصر النظر، وعدم وجود سياسة تجاه القضية الفلسطينية، ما يتطلّب من نتنياهو ووزرائه أن يفهموا ضرورة صياغة إستراتيجية شاملة لقطاع غزة، والعلاقات مع الفلسطينيين بشكل عام”.

من ناحيتها القناة 12 الإسرائيلية تبنّت وجهة نظر المستشرق “آفي يسخاروف”، الذي قال إن “الفصائل الفلسطينية نجحت بتحقيق نتائج بما يفوق التوقعات. وبالنظر لنتائج الحرب فمن المشكوك فيه أن يستمر وقف إطلاق النار خمسة أشهر”. وأضاف “أن الفصائل الفلسطينية عقب الحرب ظهرت المنتصر فيها، وخاصة في جميع أنحاء العالم العربي والساحة الفلسطينية، لأن إنتاج الصواريخ في غزة لم يمكّن الجيش من إحداث خفض كبير في عدد إطلاقها باتجاه إسرائيل، وعدم قدرته على  إلحاق الأذى بكبار قادة الفصائل، التي تركت دون أن تصاب بأذى، وعدد النشطاء العسكريين لهذه الفصائل الذين قتلوا منخفض نسبياً وتمكّن معظم المقاومين من النجاة من الجحيم الجوي الذي ألقاه سلاح الجو على غزة”، حسب تعابيره.

علاوة على ذلك، لفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه “على المستوى الاستراتيجي نجح الفلسطينيون في إثارة المظاهرات المتضامنة معهم في أهم مدن العالم بما في ذلك نيويورك ولوس أنجلوس ولندن، وعدد من المدن العربية، حينها تمكّن قادة الفصائل من أن يتنفسوا الصعداء ويتفاخروا بإنجازهم، فيما أدّت الإستراتيجية الفاضحة التي انتهجتها حكومة نتنياهو منذ أكثر من عقد إلى شيطنة فصائل وتحويلها إلى “وحش عسكري”، لم يأت لإسرائيل سوى بالمرارة والخيبة”.

وخلصت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى التأكيد أن المعنويات للفصائل في أعلى درجاتها، وأن شهيتها للحرب ازدادت، ومن المحتمل جداً أنها قريباً، في أي  مواجهة نشطة من قبل الجيش الإسرائيلي أو آخر في القدس، ستميل لإطلاق الصواريخ، أو السماح لإحدى المنظمات الصغيرة بذلك، وهذه هي الحقيقة التي قد نستيقظ عليها في الأيام القليلة القادمة بعد سريان وقف إطلاق النار، وفق تقدير هذه الوسائل.

يُشار إلى أن المشهد السياسي والأمني والإعلامي في كيان الاحتلال يتشح بالسواد بعد الاعتداء الأخير على غزة والجرم القدسي، وهو ما دفع وسائل الإعلام الإسرائيلية للاعتراف بالفشل المدوي في المعركة الأخيرة وعدم تحقيقها أي إنجاز يمكّن حكومة نتنياهو من أن تقوم بتسويقه للناخبين الذين ما زالوا يعانون من هول الصدمة وما بعدها من تداعيات مختلفة.

محمد نادر العمري