صحيفة البعثمحليات

في بلد الزيتون.. الزيت يباع بـ “ظرف الغرامات”..!

دمشق – البعث

انتشرت خلال الأيام الماضية على صفحات التواصل الاجتماعي صورة لظروف زيت زيتون تباع في الأسواق السورية بوزن 20 غرام وسعر 500 ليرة سورية لكل منها، لتنهال التعليقات المحزنة الساخرة عن ارتفاع تكاليف المعيشة لدرجة يضطر فيها البعض إلى شراء الكثير من السلع بالغرام والوقية.

ولعل الكثير من السلع التي ارتفع سعرها كانت -حسب التجار – مستوردة، بالتالي يتناسب ارتفاع سعرها مع ارتفاع سعر الصرف، لكن ما يدعو للاستغراب والتساؤل، ونحن في تقرير صدر العام الماضي للمجلس الدولي للزيتون حلّت فيه “سورية” المرتبة الثالثة عربياً في إنتاج الزيت بنسبة 3.8% من الإنتاج العالمي، هو أن إنتاجنا من زيت الزيتون لا يُلبي حاجة السوق المحلية، أو أن تصديره أدى لارتفاع سعره وإحجام المواطنين عن شرائه بكميات كبيرة للمونة، بالتالي إيجاد حلول بديلة “زيت في ظرف” في حال اضطر المواطن لاقتنائه في ظل انتشار ثقافة البيع “بالفرط”.

لأغراض سياحية

ومع أن ثمة من ألقى اللوم على التصدير العشوائي وجشع التجار أكدت عبير جوهر مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة”تكليفاً” في تصريح لـ “البعث” أن ظاهرة بيع الزيت على شكل ظرف صغير أمر موجود في جميع دول العالم لأغراض المطاعم السياحية والسفاري. وعلى الرغم من ارتفاع سعر الزيت هذا العام، إلا أنه ما زال أدنى من السعر العالمي، وأرخص من زيت زيتون إسبانيا والتي تعتبر الدولة الأولى في الإنتاج، وقدّرت جوهر كمية زيت الزيتون المنتجة العام الماضي بـ 150 ألف طن، مشيرة إلى أن الاستهلاك المحلي للمادة وصل قبل الأزمة إلى 120 ألف طن، أما حالياً 60 ألف طن نتيجة الظرف الاقتصادي الصعب، مشيرة إلى أن الفائض التصديري رغم ظروف الحرب ما زال قائماً لكن دون مستويات الفائض قبل الأزمة.

بسعر الكلفة

وبين الصد والرد، تواصلت “البعث” مع إدارة المبيعات في الشركة المنتجة لظرف الزيت، والتي أكدت أن هذا المنتج كباقي المنتجات هو لتلبية حاجة السوق المحلية، خاصة في ظل احتراق قسم كبير من جبال الساحل العام الماضي وندرة زيت الزيتون التي أدت لارتفاع سعرها وإحجام أغلب الأسر عن شرائها لـ “المونة”.

إدارة الشركة أكدت أن قلة استهلاك المادة خلال الأشهر الثلاثة الماضية خاصة مع وصول سعر اللتر إلى 17 ألف ليرة أوحى بفكرة هذا المنتج لتلبية حاجة شريحة واسعة في المجتمع (طلبة جامعة، شاب أعزب…)، وتم طرح المنتج منذ 15 يوما في دمشق وريفها بسعر التكلفة، لكن تعرض هذا المنتج لحملة تجييش سلبية بدأت بالتلاعب بسعر الظرف الذي طرحناه بـ 300 ليرة وتفاجأنا بصفحات التواصل الإجتماعي بأن سعره 500 ليرة، وأشارت الشركة إلى أن ثقافة استهلاك السلع بـ “الفرط” موجودة في مجتمعنا، كما لاقى المنتج إقبالا عليه وتسعى الشركة لطرحه في كافة المحافظات، وأشارت الشركة إلى حاجة البلد اليوم لإدارة مواردنا بهذه الطريقة منعاً للتبذير.