دراساتصحيفة البعث

رحيل نتنياهو لا يعني تغيير السلوك العدواني للكيان

تقرير إخباري

لن يغيّر رحيل نتنياهو، بعد 12 عاماً، من السلوك العدواني للكيان الإسرائيلي، ويعود ذلك إلى جملة من الأسباب، يأتي في مقدمتها أن الكيان قام منذ نشوئه على طرد وتهجير السكان الأصليين من مدنهم وقراهم وتحويلهم إلى لاجئين بعد أن ارتكب مجازر وحشية ضدهم راح ضحيتها آلاف الشهداء، وهدم ودمّر مئات القرى والمدن الفلسطينية، وأقام مستوطنات مكانها، مستفيداً من الدعم البريطاني، واليوم تحظى جرائمه بدعم لامحدود من الولايات المتحدة، ولعل أبرز مثال على ذلك تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بعد لقاء وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: “بغض النظر عما يحدث، وبغض النظر عن الحكومة القائمة، فإن دعمنا القوي لإسرائيل سيبقى”، وسبقه في ذلك السناتور الأمريكي ليندسي غراهام الذي أكد لقناة فوكس نيوز أن الولايات المتحدة ستقدم مليار دولار إضافياً من المساعدات الأمريكية لإسرائيل لتجديد نظام الدفاع الصاروخي، أو ما يسمى “القبة الحديدية” التي أثبتت صواريخ المقاومة أنها ليست أكثر من سراب، أو “أنها” أكبر خدعة شهدها العالم.

إن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة لا يعني بالضرورة إنهاء قبضة نتنياهو على السلطة إلا بعد تصويت الكنيست، وهو أمر متوقع، وحتى يحدث ذلك يظل نتنياهو متمسكاً برئاسة الحكومة رغم أن حربه العدوانية على غزة أفقدته آخر فرص البقاء، لكن ذلك لن يثنيه عن محاولاته إقناع أعضاء الكنيست حتى لا يحصل لبيد وبينيت على أغلبية 61 مقعداً في الكنيست المكوّن من 120 مقعداً، وفي أول تصريحات علنية له دعا نتنياهو عدداً من أعضاء أحزاب الكنيست إلى معارضة التحالف الجديد، واصفاً حكومة لبيد-بينيت بشكل يدعو إلى السخرية بـ “اليسارية” الخطيرة.

وكانت مجموعة من ثمانية أحزاب، بما في ذلك بعض القوى التي لم يكن من المتوقع انضمامها لمثل هذا التحالف مثل: القائمة العربية المتحدة، و”إسرائيل بيتنا”، قد توصلت إلى اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، وبموجب الاتفاق فإن رئيس حزب “يمينا” اليميني نفتالي بينيت الذي يمثّل العنصرية الصهيونية في أشد صورها تطرفاً، والذي حث على قصف غزة، سيشغل منصب رئيس الوزراء لمدة عامين قبل تسليم المنصب إلى يائير لبيد زعيم حزب “يش عتيد”، حكومة يقودها أمثال نفتالي بينيت العنصري الذي لا يخفي عداءه للسلام، والداعي إلى قتل العرب علناً، لن تكون أقل عدوانية وخطورة، لاسيما أنها ستحظى بالدعم الكامل من واشنطن.

 عناية ناصر