مجلة البعث الأسبوعية

مارك تاليانو: انتصار سورية انتصارً للحضارة نفسها “أصوات من سورية”.. تحليل مستنير يدحض السردية الإعلامية الغربية المهيمنة

البعث الأسبوعية” ــ محرر الشؤون السياسية

ككاتب وباحث درس وكتب كثيراً عن سورية، وكصحفي استقصائي كندي زارها مرات عديدة خلال فترة الحرب، وثّق مارك تاليانو الكثير من الحكايات والروايات والفضائح المدوية التي صنعها الغرب وإرهابيوه في هذا البلد الآمن. لقد أدرك طيلة سنوات أن الروايات الرسمية التي يتم تلقينها للرأي العام الغربي، وخاصة في أمريكا الشمالية وأستراليا، عبر شاشات التلفزة، وعلى ورق الجرائد، وعلى صفحات الإنترنت، كانت مضللة ومزيّفة. غزوات أفغانستان والعراق وليبيا، كلها قامت على الأكاذيب، وكذلك الأمر بالنسبة لأوكرانيا، فقد بيعت جميع حروب ما بعد 11 أيلول للجمهور الغربي من خلال شبكة متطوّرة من الوكالات الأفعوانية المهيمنة، والتي تنشر البروباغاندا لكل من الجمهورين المحلي والأجنبي على السواء، و”لكن الحرب القذرة على سورية شكّلت، هذه المرة، شيئاً مختلفاً، ولا بد أن كثافة الدعاية الموجّهة هنا، ومحاولات تلويث البشرية في لحظة الحرب هذه، كانت على الأرجح غير مسبوقة”.

في الفترة ما بين 15 و23 أيلول 2016، مع جولة السلام الدولية الثالثة، عاد تاليانو مرّة جديدة إلى سورية في محاولة لسماع ما يحدث بالفعل من السوريين أنفسهم، لم يتفاجأ عندما وصل، فما رآه كان قصة مختلفة تماماً، فسورية هي الحضارة نفسها، وشعبها فخور وطموح ومتطلّع إلى الأمام.. “أرسلنا إلى هذه الأرض القديمة والمقدّسة المرتزقة والكراهية وسفك الدماء والدمار.. كزائر شعرت بالخجل، لكن السوريين رحبوا بي كواحد منهم”، يقول في سياق حوار إذاعي حول كتابه “أصوات من سورية” الذي وضعه في ختام هذه الرحلة، وأهداه لـ “لشعب السوري القابع على خطوط المواجهة الأولى في المعركة ضد الإرهاب الدولي.. دماؤكم تسفك بسبب خطايانا”.

 

حرب “تغيير النظام”

في كتابه الذي صدرت طبعته الأساسية عن مركز “غلوبال ريسيرتش”، مونتريـال، كندا، في أيلول 2017، وصدرت طبعته العربية عن دار ديلمون الجديدة للنشر والتوزيع، بترجمة الدكتور إبراهيم علوش وبسمة قدور، يحشد تاليانو خلاصة سنوات من البحث والملاحظات الميدانية لتوثيق المأساة المستمرة التي تمثّل حرب الغرب الكارثية على سورية والسوريين تحت عنوان “تغيير النظام”، جاهداً لتقديم تحليل مستنير يدحض الرواية الإعلامية الغربية المهيمنة عن سورية. يستجمع تاليانو عشرات الشهادات لمواطنين عاديين، ويستعيد الوثائق الغربية مفتوحة المصدر والذاكرة التاريخية، ليمزج بمهارة قصص الجنود والأطباء والسياسيين ورجال الدين والمواطنين العاديين مع قراءاته السابقة، وإثبات أن سورية، التي رفضت أن تكون تابعة لقوى الرأسمالية المفترسة التي تقودها الولايات المتحدة، تقف اليوم في خندق المواجهة الأول ضد ديكتاتورية العولمة، وضد الإيديولوجية الاقتصادية الضاغطة لفرض هيمنة رأس المال والأسواق على شعب ودولة الوطنية.

يفضح تاليانو إستراتيجية واشنطن، ويكشف عن أهدافها السياسية من خلال كلمات الشعب السوري نفسه، وذلك في رسالة قوية من هذا الشعب تطالب الغرب بالتوقّف عن قتل الأبرياء.. شهادات لسوريين آثروا البقاء في بلدهم تؤكّد أن ما يحدث ليس ثورة ولا حرباً أهلية، وأن واشنطن هي العقل المدبر والمخطط الرئيسي للحرب، وهي التي تدعم الإرهابيين بكل الوسائل، وأن هؤلاء الإرهابيين (“داعش”، “القاعدة/ جبهة النصرة”، “الخوذ البيضاء”، “هيئة تحرير الشام”) هم عملاء أطلسيون ارتكبوا مئات الجرائم البشعة بحق السوريين، وما من معتدلين بينهم.

 

شهادات

يعرض المؤلف وقائع موثّقة تدحض السرديات الإعلامية الغربية عن الحرب، ويشدّد على أن وسائل الإعلام الغربية تعمل كوكالات للحرب الإمبريالية، وليس كوكالات للحقيقة، وأن ممثليها يتبعون السيناريو المعهود نفسه، والمتمثّل في إلقاء اللوم على الضحية في الجرائم التي ارتكبتها الدول المعتدية، كما يعرض جملة من شهادات السوريين وعدداً من وثائق ويكيليكس، وقائمة بالمجازر التي ارتكبتها أمريكا والغرب في سورية.

– يقول عمار: “كعادتها كل صباح.. كانت أختي في طريقها إلى الجامعة عندما فجّر انتحاريّ سلفي وهّابي دمويّ سيارة مفخخة في محطة للحافلات، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من المدنيين وطلاب الجامعات الذين كانوا في طريقهم لامتحاناتهم.. وبعد 10 دقائق فجّر انتحاري آخر نفسه في المكان ذاته مستغلاً تجمّع الناس وفرق الإسعاف.. عادة عندما يقع هجوم إرهابي نتصل بجميع أفراد الأسرة والأصدقاء للتأكّد من أنهم جميعاً بخير، ولكن”.

– “بدأنا بالبحث عنها في المستشفيات.. الصدمة كانت في المناظر الدموية هناك.. كانت هناك العديد من الجثث المحترقة والأشلاء البشرية المتناثرة على الأرض.. هناك رأيت أختي، جسداً بلا روح”.

– ليلي مارتن، أمريكية مقيمة في سورية، تقول: “الإرهابيون المدعومون أمريكياًدمّروا منزلي في 21 آذار 2014، وقطعوا رؤوس جيراني واغتصبوا السيدات المسنات اللواتي خُطفن وأُخذن إلى تركيا ودمّروا قرية كسب السورية بكاملها.. هذه ليست إشاعة.. إنها حقيقة وقد تمّ توثيق ذلك جيداً”.

– الدكتور ديكلان هايز: “لقد بدأ انحدار كسب إلى الجحيم عند الساعة 5.30 صباحاً، على وجه التحديد، في 21 آذار 2014، عندما أمطر قصف لا يرحم من الجانب التركي للحدود مع سورية القرية غير المحمية، مما لم يصب سكانها بالذعر فقط، بل راح ينذرهم بنهاية العالم التي كانت على وشك أن تحل بهم..”.

– بيبكن دجوريان وزوجته أعدم الغزاة ابنهما الوحيد أمامهما، وتركوه يتعفن لمدة ثلاثة أيام في الشمس، قبل أن يرموه مثل الكلب – بحسب وصفهما – في حفرة حفروها على عَجَل في بستان التفاح الذي يمتلكه الوالدان.. وتم بعدها احتجاز الوالدين قسراً في تركيا لأربعين يوماً، حيث أحضر الخاطفون السفيرَ الأمريكي في تركيا ليبدي إعجابه بطريقة معاملة الخاطفين “الإنسانية” للمخطوفين”.

– صموئيل بولاديان، الذي يعيش على بعد 200 متر فقط من مركز للشرطة التركية، قال: إن “تركيا هي التي قادت الهجوم على كسب”.

ويصف شاهد على مجزرة منطقة عدرا بريف دمشق المشهد بهذه الكلمات:

“بدأ المتمردونبمهاجمة المراكز الحكومية وهاجموا مراكز الشرطة، حيث قتل جميع رجال الشرطة بعد اشتباك قصير فقط بسبب كثرة المهاجمين. ثم توجهوا (المهاجمون) إلى الحاجز الواقع على أطراف المدينة، قبل أن ينتقلوا إلى العيادة، حيث ذبحوا أحد أفراد الطاقم الطبي، ووضعوا رأسه في السوق الشعبي. ثم قاموا بسحل جسده أمام سكان البلدة الذين تجمّعوا ليروا ما يحدث. عمال المخابز الذين قاوموا الاستيلاء على أجهزتهم تم تحميصهم في فرنهم الخاص. انتقل مقاتلو جبهة النصرة وداعش من منزل إلى منزل مع قائمة بالأسماء، ولم يُر أي من الذين تم اقتيادهم بعد ذلك”.

 

توثيق

يتحدث الكاتب عن عدد كبير من جرائم الإرهابيين التي تمّ توثيقها، والتي تتجاهل وسائل الإعلام الرئيسية الغربية نشرها.. يسرد أحداث معلولا ونهب وتدمير مزار القديسة تقلا الأثري قبل أن يحرّرها الجيش العربي السوري، كذلك يتحدّث عن حرمان دمشق من مياه الشرب بتفجير نبع “عين الفيجة”.. بدعم من الغرب.

كما يتطرّق إلى قصة الطفل عمران والكذب الدعائي للإرهابيين والغرب، وفضح والد الطفل لأكاذيبهم، ويذكر أيضاً ما حدث لتدمر عروس الصحراء من تخريب ودمار، ويعرض بشكل توثيقي لمعاناة أهل حلب، وتحرير الجيش العربي السوري لها بعد أن كان الإرهابيون يحاصرونها ويرمونها بقذائف الموت يومياً.

 

خداع

وللتدليل على خداع الحكومات الغربية ونفاقها، يستعرض المؤلف واقع العراق وليبيا قبل الحرب عليهما وتدميرهما، ويعرض لواقع التعليم الجيد والمجاني والخدمات الصحية المجانية ومستوى المعيشة الجيدة في سورية، بحسب مؤشّرات مراكز دولية متخصصة.

يقول تاليانو في مقدمة كتابه: إن الحكومة العلمانية في سورية يقودها الرئيس بشار الأسد، الذي يتسم بالتقدّم والرؤية المستقبلية.. لقد حصل الرئيس الأسد على دعم معظم السوريين من خلال إعالتهم وحمايتهم. الرعاية الصحية والتعليم، بما في ذلك التعليم العالي، مجانيان في سورية. وقبل أن تبدأ الحرب المدبّرة والمُنفذة خارجياً على سورية، كانت سورية من أكثر دول العالم أماناً.

ويورد الكاتب قائمة بأبرز إنجازات الرئيس الأسد، منذ العام 2000، ومن بينها: بناء وترميم 10 آلاف مسجد، و500 كنيسة، و8 آلاف مدرسة، وألفي معهد، و40 جامعة، إلى جانب تطوير السياحة، والنقل العام.

 

الحرب على الإرهاب

يقول تاليانو: إن “الحرب العالمية على الإرهاب هي خديعة كبرى، إنها، حرفياً، حرب عالمية من أجل الإرهاب، فالإمبراطورية تخلق وتستخدم وكلاء لها لتحقيق أهدافها، بما في ذلك داعش والنصرة. وممالك الخليج وإسرائيل وحلف شمال الأطلسي – بما في ذلك تركيا بالطبع – متورطون في المؤامرة لفرض تغيير النظام في سورية بشكل غير قانوني وبأي كلفة”..

ويؤكّد الكاتب أن “الغرب الامبريالي متوحش وبربري وليس إنسانياً عندما يتعلّق الأمر بتنفيذه مشاريع الهيمنة والتوسّع، فهو يخطط ويعلم النتائج المترتبة على حروبه وحصاره، ولا شيء يحدث صدفة عنده، وعندما قتلوا، بسبب حصار العراق، 500 ألف طفل دون سن الخامسة، وأكثر من مليون شخص آخرين، لم يرف لهم جفن، بل قالت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت: إن الثمن الذي نريده يستحق هذا العناء.

و”الحرب العالمية على الإرهاب”، المعروفة زوراً واحتيالاً باسم “الحرب على الإرهاب”، هي حرب عالمية من أجل الإرهاب، فالإمبراطورية تخلق وتستخدم وكلاء إرهابيين متطرفين، بما في ذلك “داعش”، لتعزيز أهدافها الجيوسياسية، كما يقول تاليانو، مشيراً إلى أن المحافظين الجدد يريدون تدمير الشرق الأوسط حتى يتمكنوا من التحكم به.

ويتحدّث الكاتب عن ” تدمير الغرب لمقوّمات الحياة لدى الدول التي يستهدفها، ومن ثم محاصرتها وتجويعها بطريقة عمل العصابات”، ويضيف: إن الكاتب والباحث والأستاذ الجامعي، ومترجم الكتاب، الدكتور إبراهيم علوش لاحظ “أن أمريكا – بقانون قيصر – تسعى إلى اغتيال سورية ومعاقبة شعبها جماعياً، حيث تمنع المليشيات التابعة لكل من أمريكا وتركيا بيع القمح والشعير من قبل الفلاحين السوريين شرق الفرات إلى الدولة السورية، كما شارك الطرفان في إشعال الحرائق في المنطقة في محاولة للقضاء على محصول سورية الاستراتيجي من القمح والشعير.. وقد باتت الحرائق حدثاً سنوياً متصاعداً قبل وأثناء موسم الحصاد.. وفي الآونة الأخيرة، تم حرق ملايين أشجار الزيتون المثمرة مباشرة قبل أوان قطافها في الساحل السوري ومناطق أخرى من البلاد، وتحديداً في المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية”. ويضيف الكاتب – نقلاً عن الدكتور علوش أيضاً – أن “الولايات المتحدة ووكلاءها يسيطرون على 90% من آبار النفط، وعلى 50% من آبار الغاز السورية، وأن أمريكا تنهب هذه الآبار بطريقة المافيات”.

 

أصدقاء لسورية

يقول المترجمان الدكتور إبراهيم علوش وبسمة قدور، في تقديمهما للكتاب: “كما أن لسورية أعداء كونيين فإن لها أصدقاء كونيين أيضاً، وهذا أمر طبيعي لأن الحرب عليها ذات طابع كوني.. أما أعداء سورية فمعروفون جيداً، وأصدقاؤها فليسوا جميعاً معروفين، في هذا الكتاب يكشف الكاتب عن أصدقاء لسورية، خاضوا على مدى سنوات معركةَ دفاعٍ عنها أمام الرأي العام الغربي في مواجهة آلة إعلامية طاغية يقدمها أعداؤها”.

عمل المؤلف – يتابع المترجمان – على تفكيك المقولات الإعلامية التي تمّ توظيفها لتبرير الحرب واحدةً تلو الأخرى، ابتداء من مزاعم “إطلاق النار على المتظاهرين السلميين”، و”حكومة الأسد تقتل شعبها”، و”الطفل عمران”، و”صور قيصر”، و”شرق حلب”، ودرعا والأسلحة الكيميائية.. إلخ، وصولاً إلى مزاعمهم في الحرب على الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان واللاجئين السوريين، يرافق ذلك كله توثيق للدعم الذي قدمه الغرب للإرهابيين.

 

ما لا يستطيعون سرقته يدمّرونه

يدرك تاليانو أن الولايات المتحدة ترتكب “جرائم دولية كبرى” في سورية، وهو يقول: إن “مشروع الخلافة” مشروع تابع لوكالة المخابرات المركزية، حيث يشن الناتو وحلفاؤه حرب “تغيير النظام” ضد سورية، مستخدمين الإرهابيين كعملاء وأصول استراتيجية.. الغرب، بما في ذلك كندا، يدعم جميع الإرهابيين في سورية بشكل مباشر وغير مباشر، يدعم القاعدة وداعش، وما يسمى بالقوات “الكردية” التي يقودها ويسيطر عليها الغرب، مثلها مثل جميع الإرهابيين، ويضيف: إن الغرب كان ينهب سورية طوال الحرب، ويسرق الإرهابيون المعدات الصناعية ويشحنونها إلى تركيا، وما لا يستطيعون سرقته يدمرونه.

البروفسور، تيم أندرسون، الكاتب والمحاضر في الاقتصاد السياسي، في جامعة سيدني، أستراليا يكتب: جمع الكندي مارك تاليانو مزيجاً ممتازاً من الحكايات والتحليلات لإنشاء مؤلف صغير يسهل الوصول إليه عن الصراع الرهيب في سورية، وهو كتاب يجب أن يكون بمثابة كتاب تمهيدي لجميع أولئك الذين يشعرون بالفضول، أو الاستياء، أو الغش، من قبل جوقة الحرب شبه المتجانسة لوسائل الإعلام الغربية المشتركة. تاليانو هو واحد من هؤلاء الغربيين القلائل الذين كلفوا أنفسهم عناء السفر إلى سورية خلال سنوات الحرب، للتحدّث مع السوريين من جميع الرتب، والاطلاع بأنفسهم على الواقع الإنساني لهذا البلد الذي أصبح، في العام 2011، الهدف الأخير للتحالف الذي تقوده واشنطن.

 

شجاعة وطن وشعب

على عكس معظم المحللين الجيوسياسيين لقضايا الشرق الأوسط، يركّز تاليانو على ما يوحّد الإنسانية بشعب سورية في كفاحه ضد العدوان الخارجي، إنه يتحدّث ويستمع، ويكشف عن شجاعة وطن وشعب في حياتهما اليومية. يصرخ تاليانو بأعلى صوته أن أسباب وعواقب الحرب، التي قادتها الولايات المتحدة على سورية، ناهيك عن جرائم الحرب والفظائع الواسعة النطاق، التي ارتكبها الإرهابيون نيابة عن التحالف العسكري الغربي، يتمّ حجبها بشكل روتيني.. إنه يلتزم التواصل مع الرأي العام الغربي نيابة عن الشعب السوري، وكتابه “أصوات من سورية” يقدم نظرة عامة موثّقة بعناية عن الحياة اليومية في سورية المستهدفة بالإرهاب، وعن النضال اليومي للشعب السوري من أجل حماية سيادته الوطنية والحفاظ عليها.

ويبدو تاليانو واثقاً من أن انتصار سورية النهائي، بقيادة الرئيس بشار الأسد، سيكون انتصاراً للحضارة نفسها، على القوى الظلامية لإمبراطورية وحشية تشكّل “القاعدة” و”داعش” و”الإرهابيون المرتبطون بها”، قواتها البرية الفعلية.