صحيفة البعثمحليات

مورك.. نقص في مادة الخبز وتردٍّ في الواقع الخدمي

حماة – ذكاء أسعد

بعد أن تمّ تحريرها على يد الجيش العربي السوري منذ أكثر من عامين، لا تزال بلدة مورك تعاني من تردٍّ شديد ونقص حاد بالخدمات من مياه واتصالات وصرف صحي ونقص في الخبز، إلى جانب الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية والمنشآت الخاصة والعامة جراء ممارسات المجموعات الإرهابية والتي فاقت 80%.

رئيسُ مجلس مدينة مورك أحمد علوش بيّن لـ”البعث” أن المدينة  تعاني تردياً واضحاً في الواقع الخدمي وبعد عودة ما يزيد عن 1200 عائلة في مورك ولحايا التابعة لها، تحتاج المدينة إلى تحسين الواقع الخدمي، ولاسيما ذلك المتعلق بالاتصالات والتي دمّر مبناها بشكل شبه كامل، إضافة إلى نقص الخبز، حيث أكد أن البلدة تحصل على1100ربطة خبز يومياً فقط ويتمّ استجرار الكميات المطلوبة الأخرى من حماه التي تبعد نحو 30كم عن مورك.

وطالب علوش بتأمين آلية لإزالة القمامة، حيث باتت القمامة في الشوارع وعلى الطرقات خطراً يهدّد البيئة والصحة، مؤكداً رفع العديد من الكتب إلى الخدمات الفنية لفرز آلية ليوم واحد في الأسبوع، لكن لا حياة لمن تنادي- حسب قوله، كما طالب أيضاً بإزالة الأنقاض من الشوارع، ليؤكد مناشدة الخدمات الفنية عدة مرات لإزالتها ولكن دون جدوى. وفيما يخصّ مبنى البلدية المدمّر أكد أن الخدمات الفنية قامت عدة مرات بالكشف عن المبنى بعد الطلبات المقدّمة لترميمه، لكن حتى اليوم لم ينفذ شيء، علماً أن المبلغ تمّ تخصيصه للترميم منذ عام ونصف.

أما محمد الصالح عضو مجلس مدينة مورك فقد أكد أن المجموعات المسلحة عاثت فساداً في المدينة وتمّ تدميرها بشكل ممنهج من تخريب وقطع للأشجار، وخاصة أشجار الفستق الحلبي الذي يعمل بزراعته وتجارته أغلب سكان المدينة وسوقها كان يصدّر أجود أنواع الفستق الحلبي لكافة الدول، وتمّ نهب الممتلكات ومصادرة الأراضي، وبعد تحرير المدينة عام 2018 تمّ تأهيل بعض البنى التحتية لكن بإمكانيات قليلة لا تذكر، لذلك يؤكد الصالح على ضرورة تحسين واقع المياه، وخاصة بعد تدمير الإرهابيين لجميع خزانات المدينة، مع وجود نقص شديد  في قطع الصيانة والتي يساهم بعض المواطنين بشرائها على نفقتهم الشخصية بسبب الأعطال المتكررة للشبكة ونقص عمال الصيانة، وضرورة تحسين واقع الكهرباء والصرف الصحي وتعبيد الشوارع، إضافة إلى تأمين وسائل النقل التي لم يتمّ تأمينها حتى اليوم رغم المطالب الكثيرة.

حسن عبد الكريم القاسم عضو مجلس محافظة حماة عرض العديد من المشكلات والمطالب، منها مشكلة الخبز، فبعد تحرير مورك تشهد المدينة عودة متسارعة للأهالي الذين يزيد عددهم الآن على 1200 عائلة يتمّ تزويدها بـ1100 ربطة فقط، بينما تحتاج أكثر من 500 عائلة 3 ربطات يومياً وأكثر من 300 عائلة إلى 4 ربطات يومياً.

وبالنسبة للمياه هناك نقص حاد في المواد وفي عمال الصيانة بسبب تعرّض الخطوط المنزلية للدمار، لذلك تتمّ بعض أعمال الحفر بالعمل الشعبي وتمّ صيانة الشبكة الرئيسية وتجهيز بئر عن طريق المنظمة الدنماركية وتجهيز بئر أخرى عن طريق مديرية المياه، لكن البئرين غير كافيتين لسدّ حاجة المدينة. وفيما يخصّ الكهرباء أكد القاسم أن هناك نقصاً حاداً في الأعمدة والشبكات الداخلية، الأمر الذي أجبر المواطنين على شراء الشبكات والأعمدة على نفقتهم الخاصة والعمل الشعبي، وهذا يشكّل عبئاً كبيراً، وطالب بتزويد وتخصيص المدينة بكميات أكبر، وأشار أيضاً إلى المدارس التي تحتاج للصيانة ومنها مدرسة الإناث والتي تحتاج إلى نوافذ وأبواب ومدرسة غازي أبو جاموس أيضاً، وطالب القاسم بتعبيد الطرقات وتسليك بعض خطوط الصرف الصحي المغلقة بسبب الأنقاض، إضافة إلى ضرورة إعادة موظفي وفنيي مركزي الكهرباء والمياه الذين نزحوا بسبب الإرهاب وتمّ وضعهم تحت تصرف المديريات وإعادتهم إلى مراكزهم في مورك بسبب الحاجة الماسة إلى خدماتهم، وبالنسبة لتعويضات الأضرار أكد القاسم أنه تمّ توقيفها عام 2015 بسبب خروج المدينة عن السيطرة، وبعد تحريرها تمّ مراسلة الإدارة المحلية واتخاذ قرار بالموافقة على صرف التعويضات ليأتي الردّ بعدم توفر الاعتمادات.

المهندس منيب الأصفر مدير السورية للاتصالات في حماة قال: نظراً للأضرار الكبيرة التي طالت  بناء مركز الهاتف في مورك وتجهيزاته وسرقة وتخريب الشبكة، تمّ دراسة تأهيل البناء ووضعت الاحتياجات لتأهيله والتجهيزات والشبكة ضمن أولويات خطة إصلاح الأضرار، والأمر مرهون بتوفير الاعتمادات اللازمة، وأشار إلى وجود أرقام لاسلكية حالياً CDMA  وهي متاحة لمن يريد الحصول عليها، كما سيتمّ تخديم المنطقة بالإنترنت لاسلكياً بتقنية fixed lte وهي تقنية تدخل القطر لأول مرة.

المهندس أحمد اليوسف مدير الشركة العامة لكهرباء حماة أكد تنفيذ عدة أعمال في مورك، أهمها زرع أبراج وشدّ شبكة توتر متوسط بطول 26كم، وزرع أعمدة توتر منخفض في أرجاء المدينة لتخديم أكبر عدد من المواطنين، وإعادة تأهيل كابلات توتر متوسط أرضية بطول 600 متر ووضع ثلاثة مراكز تحويل بالخدمة. وتعمل الشركة حالياً على استثمار مركز تحويل جديد 100kva  وقريباً عند توفر المواد اللازمة سيتمّ تركيب محولات جديدة وشدّ الشبكات.

من جهته المهندس محمد المشعل مدير الخدمات الفنية في حماة قال: على رئيس مجلس المدينة تقديم عروض أسعار لاستئجار جرار بعد موافقة محافظ حماة لصرف النفقة من الموازنة المستقلة أو الموازنة الاستثمارية، وفيما يخص الأنقاض أكد المشعل ترحيل قسم كبير منها وسيتمّ ترحيل ما تبقى في أقرب وقت ممكن.

أما المهندس محمد كامل زهية مدير الأبنية المدرسية في مديرية الخدمات الفنية، فقد أوضح أن الخدمات الفنية قامت بالدراسة المطلوبة، أما التنفيذ فيكون من اعتمادات لجنة الإعمار وهذه الاعتمادات تخصّصها المحافظة لكل مبنى جزء بسيط لا يؤدي إلى صيانة كامل المبنى، وإنما إصلاحات بسيطة تجعل المبنى قابلاً للعمل فيه نوعاً ما، كالنوافذ والأبواب والمياه والصرف الصحي والكهرباء، ويتمّ استكمال الصيانة في مراحل لاحقة كون الاعتمادات المخصّصة للجنة الإعمار لا تكفي لأن حجم الأعمال لجميع البلديات كبير ويحتاج مبالغ كبيرة.