أخبارصحيفة البعث

موسكو: إجراءات واشنطن بشأن “السيل الشمالي 2” لن توثّر في موقفنا

في إطار الحوار الساخن الذي يجري بين روسيا والدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ومنعاً لأي إمكانية للغرب لكسب أي نقاط قبيل القمّة المنتظرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، التي ستعقد في الـ16 من الشهر الجاري في فيلا “لا غرانج” في جنيف، حسب الخارجية السويسرية، لا توفر الدبلوماسية الروسية وسيلة للردّ على جميع الاستفزازات التي تقوم بها العواصم الغربية ضدّ موسكو في محاولة لمحاصرتها ومنعها من أخذ في موقعها القوي في النظام العالمي الجديد.

وفي هذا السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغى ريابكوف أن إعلان الولايات المتحدة دفع تعويضات لأوكرانيا عن خسائر النقل المحتملة بسبب مشروع “التيار الشمالي2” لن يؤثر في موقف موسكو وسيتم المضيّ بالمشروع حتى النهاية، وقال: “ببساطة.. مندهش من مقدار خروج الأمريكيين بالفعل عن السياق الطبيعي لممارسة الأعمال التجارية مع الشركاء”، مضيفاً: “الأمريكيون ليسوا وحدهم على هذا الكوكب، وهم مخطئون بشدة، فهذا النوع من التفكير لن يغيّر موقفنا بطريقة ما أو يؤثر فيه بل يقوّينا فقط”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال أمس الأول: إن “واشنطن تعمل مع ألمانيا لتخفيف أي آثار قد تنجم عن اكتمال خط أنابيب الغاز الطبيعي التيار الشمالي 2″، مشيراً إلى أن “المزيد من العقوبات ينتظر المشاركين في المشروع”.

ويضمّ مشروع التيار الشمالي 2 بناء خط أنابيب غاز بسعة 55 مليار متر مكعب سنوياً من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، وتقوم شركة “نورد ستريم 2 اي جي” بإنجاز هذا المشروع مع المساهم الوحيد وهو شركة غازبروم الروسية.

في سياق آخر وفيما يتعلق بمعاهدة الأجواء المفتوحة، بيّن ريابكوف أن بلاده ستسلّم مقرري المعاهدة كندا والمجر مذكرة بشأن الانسحاب من المعاهدة في المستقبل القريب بغض النظر عن انعقاد قمة الرئيسين الروسي والأمريكي في جنيف.

وأوضح ريابكوف أن قانون الانسحاب من المعاهدة يدخل حيز التنفيذ بعد عشرة أيام من توقيعه والإعلان عنه، وأنه بعد دخوله حيّز التنفيذ ستطرح مسألة كيفية تحويل المذكرة إلى جهات المقرّرين، مشيراً إلى أنه “لا توجد اعتبارات تتعلق بكيفية تصرّف الأمريكيين أو أي من حلفائهم”.

ووقع الرئيس الروسي الاثنين الماضي قانوناً يقضي بإنهاء العمل بمعاهدة الأجواء المفتوحة في أعقاب إعلان وزارة الخارجية الروسية في الـ15 من كانون الثاني الماضي انسحاب روسيا رسمياً من المعاهدة، وذلك بعد أن غادرتها الولايات المتحدة من جانب واحد العام الماضي.

ودخلت المعاهدة حيّز التنفيذ في الأول من كانون الثاني 2002 وأصبحت أحد تدابير بناء الثقة في أوروبا بعد الحرب الباردة، حيث سمحت لـ34 دولة مشاركة فيها بجمع المعلومات بشكل علني حول القوات والأنشطة العسكرية لأطراف المعاهدة.

إلى ذلك، وإشارة منها إلى الازدواجية في مواقف الدول الغربية من الأحداث التي تجري في أوروبا، انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم صمت البرلمان الأوروبي عن فضيحة التجسس الأمريكية الدنماركية على مسؤولين أوروبيين رغم أن هذه القضية مرتبطة بشكل مباشر بمهام البرلمان.

ونقلت وكالة تاس عن زاخاروفا قولها اليوم لقناة سولوفيوف مباشر على اليوتيوب: “أين البرلمان الأوروبي، هذه قضيتك الخاصة نظراً لأن الدول الأوروبية تعرّضت لهجمات وعمليات تجسس إلكترونية وهي ممارسات غير مقبولة وغير قانونية على الإطلاق من دولة غير أوروبية”، مضيفة: “إن ردّة فعل البرلمان كانت صفراً”.

وكانت هيئة الإذاعة الدنماركية العامة ذكرت في نهاية الشهر الماضي أن وكالة الأمن القومي الأمريكية “إن إس إيه” تنصّتت على كابلات الإنترنت الدنماركية للتجسّس على سياسيين ومسؤولين رفيعي المستوى في ألمانيا والسويد والنرويج وفرنسا، كما استغلت تعاونها في مجال المراقبة مع وحدة الاستخبارات العسكرية الدنماركية للقيام بذلك.

وفي تعليقها على دعوة البرلمان الأوروبي لتمديد العقوبات على بيلاروس بحجّة حادثة الهبوط الاضطراري لطائرة ريان إير في مينسك والتحقيق في دور روسيا المزعوم في ذلك، لفتت زاخاروفا إلى الازدواجية في المواقف الأوروبية، موضحة أن البرلمان الأوروبي تجاهل قضية هبوط الطائرة ريان إير في برلين في الـ31 من أيار الماضي وركّز على هبوط طائرة في حادث مماثل في مينسك، داعية أعضاء البرلمان لمناقشة الحادثتين ورؤية أوجه التشابه والمقارنة بينهما.

وفي سياق آخر قالت زاخاروفا: إن وزارة الخارجية الروسية تجري اتصالات وتعمل منذ أشهر على حل قضية المواطن الروسي فلاديسلاف كليوشين الذي اعتقلته السلطات السويسرية بناء على طلب من الولايات المتحدة، وتعمل السفارة الروسية هناك بشكل حثيث لحماية حقوقه تماماً كما تفعل البعثات الروسية في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بحماية حقوق المواطنين الروس فيما وراء البحار.

وردّاً على إجراء مماثل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية دبلوماسياً في سفارة مقدونيا الشمالية لدى موسكو شخصاً غير مرغوب فيه.

ونقل موقع روسيا اليوم عن الوزارة قولها في بيان: “تمّت اليوم دعوة القائمة بأعمال سفير مقدونيا الشمالية لدى الاتحاد الروسي أوليفيرا تشاوشيفسكايا ديموفسكايا إلى وزارة الخارجية الروسية وجرى تسليمها مذكرة دبلوماسية حول إعلان موظف في سفارتها شخصية غير مرغوب فيها”.

وأضاف البيان: إن هذا الإجراء يعدّ ردّاً على القرار غير المبرر الذي اتخذته مقدونيا الشمالية في أيار الماضي حول إعلان دبلوماسي روسي لدى سكوبيي شخصية غير مرغوب فيها.