أخبارصحيفة البعث

“الأوقاف” تصدر الدليل التعريفي لمشروع تطوير مناهج التعليم الشرعي

دمشق – البعث:

تواصل المؤسسة الدينية، ممثّلة بوزارة الأوقاف، تنفيذ مجموعة من الخطوات والإجراءات الهادفة إلى محاربة الفكر المتطرف وتجفيف منابعه وتطوير الخطاب الديني ومأسسته وجعله متماشياً مع تغيّرات وتطورات العصر، خاصة أن الخطاب الديني يحتل أهمية كبرى في العصر الحاضر، نظراً لما يشوبه من التباس، ولما يكتنفه من تشويه أخرجه أحياناً عن جادة الصواب، وأبعده عن مقاصد الشريعة السامية.

وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الأوقاف الدليل التعريفي للمشروع الوطني لتطوير مناهج التعليم الشرعي في الجمهورية العربية السورية، مؤكدة أنه أمام المسؤوليات الكبرى وأولويات العمل، ومتمثلة في التصدي للفكر المنحرف والمتشدد، وللتيارات الفكرية الضالة المضلة، والوقوف في وجه محاولات التشويه والتضليل المستمرة من قوى التكفير والظلام، والتركيز على تصحيح المفاهيم الحقيقية للمصطلحات الفكرية والعقدية. وما تتعرض له الأمة من هجمة تكفيرية وصهيونية كان لابد لنا وقبل كل شيء من التركيز على منابع الخطاب الديني وأساسها تفسير القرآن الكريم، والمناهج الشرعية التي تدرس لطلاب العلوم الشرعية، لتخريج أئمة وخطباء مؤهلين لحمل هذه الأمانة العظيمة والشريفة، لا بد من وضع أسس لتطوير المناهج الشرعية بداية من تطوير الخطاب الديني كأمانة دينية وطنية، وضرورة ملحة لمواكبة العصر، ولمواجهة المشروع التكفيري الظلامي، أو أي فهم غير صحيح ينافي نصوص الإسلام ومقاصده بما يلائم حياة الناس وتطورها، ويحقق المصلحة الوطنية، ولا يمس الأصول والثوابت الاعتقادية أو الشرعية أو القيم الأخلاقية الراسخة ، والأمر الثاني تطوير الخطاب الديني يعني تطوير الوسائل واستخدام المفردات والمصطلحات المناسبة للعصر، والاستفادة من وسائل الاتصال والإعلام والتقانة لتقديم النافع والمفيد، وزرع المحبة لدى أفراد المجتمع. والأمر الثالث ارتكاز الخطاب الديني المعاصر إلى أمور كثيرة والمناهج الشرعية التي تعد منبعاً لهذا الخطاب الديني. ومن أبرزها احترام النفس البشرية وصيانتها، واعتماد الوسطية في الخطاب الديني منهاجاً راسخاً ، وإظهار ارتباط الشريعة الإسلامية بالأخلاق وربط العقيدة بالسلوك، ومراعاة المذاهب الإسلامية كافة دون أي استثناء، واعتماد التفسير الجامع كأساس في فهم معاني التكفير والجهاد والقتال والعلاقة المسيحية الإسلامية والحاكمية، ومراعاة الخصوصية المذهبية واحترام التعددية تحت مظلة الإسلام، والإخوة المسحيين أبناء الوطن شركاء في المواطنة والعيش المشترك نحترم مقدساتهم وشعائرهم الدينية، والتأكيد على أن العلوم الشرعية علوم دقيقة تحتاج إلى تخصص، ومنع استغلال الخطاب الديني لخدمة اتجاهات أو مصالح سياسية شخصية أوفئوية، وتجنب الإساءة إلى العقائد والأديان والمذاهب وأعلام الأمة، والاهتمام بالقضايا الاجتماعية وأهمها أسر الشهداء. وتعاون المؤسسات الدينية والعلمية والتربوية والفكرية والثقافية والفنية والإعلامية على انتاج خطاب عقلي وعلمي وثقافي وديني وتربوي وإعلامي وطني يتناسب مع ظروف العصر.

واحتوى الدليل التعريفي على تقديم أحد عشر محوراً تشرح بالتفصيل مشروع تطوير المناهج الشرعية بداية من الهيكل التنظيمي للمشروع ومسوغاته وأهدافه والمعايير العامة لمنهاج التعليم الشرعي والاهتمام بالمناهج والخطة الدرسية المطورة  ومراحل تنفيذ المشروع وأسس بناء المنهج العلمي ومجالات التدريس في الثانوية الشرعية وغيرها  من الأمور التي تخدم المشروع.