مجلة البعث الأسبوعية

أردوغان.. لا يخرج بشيء

بدت الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة أكبر بكثير من أن تعالج خلال لقاء بين بايدن وأردوغان على هامش قمة الأطلسي في بروكسل الاثنين الماضي، رغم فسحة الأمل التي أبدتها أنقرة، فالنتائج غير مضمونة وقد لا ترقى إلى مستوى ما يتطلع له الأتراك.

وأرخت ملفات حقوق الإنسان والتدخلات التركية الخارجية وشراء أنقرة منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية اس 400 بظلال ثقيلة على اللقاء فيما يسود خلاف شخصي بينهما، فالرئيس الأميركي سبق أن نعت نظيره التركي بـ “المستبد” ووعد خلال حملته الانتخابية التي أوصلته لرئاسة الولايات المتحدة بالحزم في مواجهة سلوكه العدواني، بينما هاجم أردوغان قبل فترة قصيرة بايدن وقال إن يديه ملطختان بالدماء.

كذلك سيعد أي تنازل من بايدن ضعفا بينما يواجه ضغوطا من الجمهوريين ومن شخصيات ديمقراطية نافذة تطالبه بحزم أشدّ للجم الانتهاكات التركية المتناثرة.

وتؤكد واشنطن أن تركيا حليف مهم، لكن الأخيرة أثارت انقسامات في حلف الناتو في الوقت الذي يسعى فيه بايدن لراب الصدع الذي سببه سلفه دونالد ترامب بين ضفتي الأطلسي.

وكان موقف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في ما يتعلق بالقضايا الخلافية أقل حدّة إلا أنه اضطر في النهاية لفرض عقوبات على قطاع الصناعات الدفاعية التركية قبل مغادرته البيت الأبيض.

وكان قد حمّل سلفه الديمقراطي باراك أوباما، وكان الرئيس الحالي جو بايدن نائبه حينها، المسؤولية عن التقارب التركي الروسي، مشيرا إلى أنه رفض بيع أنقرة منظومة الصواريخ الدفاعية الأميركية “باتريوت”.  وسممت الصفقة العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، في حين لا يوجد في الأفق حلّ وسط لإنهاء الأزمة المتعلقة بالصواريخ الدفاعية الروسية التي ترفضها واشنطن وشركاؤها الأوروبيون في حلف الناتو.

وكان أردوغان ذاته قد أعلن أن بلاده لن تتخلى عن صواريخ اس 400 الروسية، وهو عالق الآن في استرضاء الحليف الأميركي وعدم إغضاب الشريك الروسي.

ومنذ أن تولى بايدن منصبه، اعترف بأن مذبحة الأرمن عام 1915 تمثل إبادة جماعية، وصعّد من انتقاداته لسجل حقوق الإنسان في تركيا متبعا نهجا أكثر فتورا تجاه أردوغان مقارنة بسلفه دونالد ترامب.

ومن بين المناطق التي يأمل أردوغان أن يبرز دورا رئيسيا لتركيا فيها داخل حلف الأطلسي قضية أفغانستان، حيث عرضت تركيا حراسة وتشغيل مطار كابول لتأمين الوصول إلى البلاد بعد انسحاب حلف الأطلسي بدافع من الولايات المتحدة.

وقالت مجموعة تينيو للاستشارات في مذكرة قبل المحادثات: “لن تُحل أي من نقاط الخلاف الرئيسية، وهو ما يعني أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ستظل محفوفة بالمصاعب وتتسم بالفتور”.

عن “أحوال” التركية