مجلة البعث الأسبوعية

الاحتراف بصافراتنا غائب.. حكم السلة مصباح فاخوري: إصابتي خطيرة وأحتاج للمساعدة!!

“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش

أمور كثيرة تفتقدها رياضتنا، ومنها الضمان الصحي، سواء للاعبين أم الحكام أم المدربين.. قضايا غابت عن ملاعبنا، لا سيما في كرة السلة، لتؤثر سلباً على أداء مفاصلها، أندية ولاعبين وإداريين.. هذه العناوين وغيرها طرحها الحكم الدولي مصباح فاخوري في لقاء مع “البعث الأسبوعية”، مقدماً مقترحات لعل الأخذ بها يؤدي إلى نتائج إيجابية فيما يخص التحكيم واللعبة عامة.

 

شماعة دائمة

فاخوري الذي عمل في مفاصل اللعبة كلاعب ومدرب وكحكم في السلة، وإداري في ناديه الذي خرج منه الطليعة الحموي، أشار لضرورة معالجة مشاكل الحكام بداية، مبيناً أن أولى الصعوبات تتمثل في الوضع المادي للحكم، ابتداء من أجور التحكيم الزهيدة، وصولاً إلى عدم الضمان الصحي والاجتماعي، فالحكم دائما شماعة الفرق وإداراتها، والحكم يكمل حلقة الاحتراف إلى جانب كل من اللاعب والمدرب، فالجميع محترف، ما عداه، وهو مطالب بذلك من خلال صافرته، ولكنهم لا يلبون طموحه الاحترافي المادي!!

وعلى العموم – يضيف فاخوري – التحكيم السوري مقبول نوعا ما، لكن لدينا شحا بالحكام القادرين على قيادة المباريات، خاصة فئة الرجال؛ والدليل على ذلك أن لجنة الحكام طالبت لجنة المسابقات بوضع مباراتين فقط باليوم، وهذا لا عدل فيه، حيث يقوم أحد الحكام بتحكيم المباراتين في حين لا يطال الآخرين تحكيم أي لقاء. إضافة لذلك، لدينا ستة حكام قادرين على تحكيم مباريات الرجال، وهذا أيضا عدد غير كافٍ، وقد حاولت لجنة الحكام إقامة معسكرات للحكام، لكن – للأسف – هذه المعسكرات تكرر نفسها، فالهدف ليس جمع الحكام بل إنشاء جيل جديد منهم؛ وهناك وجوه شابة جديدة ظهرت لكنها بحاجة للخبرة لتحكيم مباريات الرجال، ولو كان هناك حضور جماهيري هذا الموسم لاختلف وضع الحكام كثيراً، ولتعرضوا للانتقاد أكثر من تعرضهم حالياً.

 

مرحلة صعبة

ويرى فاخوري أن لعبة كرة السلة مقبلة على مرحلة صعبة، خاصة وأن هناك تفاوتا بوضع الحكام من حيث فهم القانون وطريقة التعاطي مع المباريات، والمفارقة أن تحكمينا السوري ينطوي على تفاوت بين الحكام أنفسهم، فهناك حكام على مستوى عال، وهناك فئة أخرى مستواها ضعيف جداً، وهي غير قادرة على قيادة أي مباراة من مباريات الدوري، كون القرارات التي تتخذها لا تصب بمصلحة اللعبة؛ ولجنة الحكام الرئيسية مطالبة بالمزيد من تفعيل عمل أعضاء لجان الحكام بالمحافظات.

ولكي تعم الفائدة على جميع الحكام العاملين باللعبة، اقترح فاخوري أن يتم تفعيل عمل الحكام في المحافظات، فالتشاركية بالرأي تفرز قرارات صائبة، وقد كان التفرد بالقرار من قبل لجنة الحكام وأعضاء اتحاد السلة عنوان المرحلة الماضية، قبل نهاية الدوري بمرحلته الأولى وقبل بداية دور الأربعة.

وكشف فاخوري أن ما تتطلبه المرحلة المقبلة بالنسبة للتحكيم السلوي هو فتح مدارس تحكيمية في بعض المحافظات، مثل حماة واللاذقية وحمص، والتي لا تمتلك أندية كثيرة تمارس اللعبة. وعلى سبيل المثال، لا تمتلك اللاذقية سوى حكم واحد، وبسبب مرضه لم يتم تكليفه بقيادة الكثير من المباريات، وكذلك الأمر بالنسبة لحمص وبعض المحافظات الشرقية والجنوبية.

وشدد فاخوري على أن التحكيم بات اليوم مهنة قائمة بحد ذاتها، وهو فكرة لم يتبناها اتحاد اللعبة السابق، فمعسكر مدته ثلاثة أيام لتأهيل أي حكم غير كافية، ولا يمكن أن تؤهل مثل هكذا معسكرات قاعدة تحكيم قادرة على انتشال التحكيم من واقعه المأساوي. وللعلم، فإنه ليس لدينا حاليا سوى حكم واحد معتمد دولياً، في حين كان لدينا في السابق ما يقارب ثمانية منهم.

 

مسيرة وإصابة

الحكم فاخوري تحدث عن بداية ممارسته كرة السلة في نادي الطليعة، حيث اتجه للتحكيم بتشجيع من والده، الحكم الدولي السابق عبد الكريم فاخوري، موضحاً أنه أصبح حكم درجة أولى عام 2000، ونال شارة التحكيم الدولي في العام 2005، كاشفاً أنه شارك في تحكيم عدد كبير من المباريات والبطولات الداخلية والعربية والدولية.. محلياً حكم معظم المباريات النهائية لفئتي الرجال والسيدات، ونهائي دوري الشباب بين الوثبة والجيش، ونهائي الناشئين بين الاتحاد والوحدة، ونهائي الأشبال بين الحرية والاتحاد؛ أما عربياً، فقاد ثلاث مباريات في البطولة العربية للشباب، وقارياً حكم ثلاث مباريات في بطولة آسيا للشباب في إيران، وأيضاً ثلاث مباريات في بطولة غرب آسيا للشباب في الأردن؛ وبسبب المستوى الفني الجيد الذي قدمه، تم تكليفه بتحكيم نهائيات كاس العالم للشابات في تايلاند، عام 2008، وكان أصغر حكم في النهائيات، وثالث حكم عربي تتم دعوته لنهائيات كأس العالم منذ ستة عقود، والمرة الثانية في تاريخ بطولات كأس العالم بكرة السلة، للرجال أو السيدات، التي يستدعى فيها حكم عربي محايد (جرى ذلك لأول مرة في الخمسينيات بواسطة حكم مصري)، حيث تم تكليفه بقيادة ثمان مباريات في كأس العالم، منها الافتتاحية بين فرنسا وكوريا، وأيضاً بين بطل العالم والوصيف (استراليا والبرازيل)، و(الصين واليابان)، وأخيراً نصف النهائي بين كندا وأمريكا التي أحرزت اللقب فيما بعد.

وبين الحكم فاخوري (مواليد 1981) أنه اضطر للابتعاد عن ممارسة مهنة التحكيم بداية الموسم الماضي لأسباب صحية، حيث “أصبت بتكلّس في عنق الفخذ نتيجة تشخيص خاطئ من الأطباء، ولم أقم بالاستراحة حينها، بل تابعت ممارسة التحكيم لحبي للعبة والمهنة، إلا أن الإصابة تفاقمت، وأدت لحالة الشلل غير الكامل، ولم يقم أحد من القائمين على الرياضة بزيارتي أو حتى مساعدتي لإجراء عمل جراحي، وتركت مهنة التحكيم، وأنا بحاجة حالياً لعملية جراحية (تبديل مفصل)، لكن تكلفتها المادية عالية جداً، وليس باستطاعتي تأمين هذا المبلغ، وآمل تأمينه عبر المحبين والقيادة الرياضية لأستطيع المشي من جديد، وأعود للتحكيم، وممارسة المهنة المحببة لقلبي..”.