اقتصادصحيفة البعث

معمل الأبنية مسبقة الصنع “الأقدم في الشرق الأوسط” يعود للعمل بطاقته القصوى

دمشق – محسن عبود

عاد معمل الأبنية المسبقة الصنع في الشركة العامة للبناء والتعمير (فرع دمشق)، والذي يعدّ الأقدم في منطقة الشرق الأوسط للعمل بعد إعادة تأهيله نتيجة تدميره وتخريبه من قبل الإرهاب، وهو متخصّص بصناعة الأبنية مسبقة الصنع من جدران بيتونية وغرف مسبقة الصنع ومنازل طابقية وغرف محارس وحواجز وأطاريف بيتونية.

وأكد المهندس نضال سليمان مدير فرع دمشق في الشركة أنه ومع عودة المعمل إلى الإنتاج بعد تأهيله وفق الخطط الإسعافية التي منحتها الحكومة للشركة لتجهيز المعمل والورشات الإنتاجية الملحقة بالعمل، تم مؤخراً إعادة تأهيل كافة الآلات والآليات الإنتاجية التي تساهم في عملية إنتاج بيتون مسبق الصنع بمختلف أنواعه. وأضاف أنه بعد إعادة تأهيل المعمل الذي مضى على صلاحيته واستثماره أكثر من أربعين عاماً واهتلاك ومعظم تجهيزاته وآلاته الإنتاجية، إلا أننا بقينا محافظين من خلال مهندسينا وفنيينا وعمالنا على طاقة المعمل الإنتاجية من خلال الصيانة المستمرة للمعمل بخيراتنا الوطنية، حيث قمنا خلال الفترة الأخيرة بإنجاز مشروعي مساكن عدرا العمالية ومساكن إيواء المهجرين بعدرا، إضافة لتصنيع غرف مسبقة الصنع وكذلك وغرف محارس وحواجز وأطاريف بيتونية. وينتج المعمل متطلبات كافة مشاريع الفرع والشركة، وأيضاً لمصلحة القطاعين العام والخاص بسبب الخبرات المتراكمة لدى كادره البشري.

وعن الوحدات الإنتاجية الملحقة بالمعمل، كشف سليمان أنه يوجد لدى الفرع عدة وحدات وورشات عمل تلحق بالمعمل أهمها: وحدة البلاط– وحدة المنجور الخشبي– وحدة المنجور المعدني- وحدة الكهرباء– وحدة الألمنيوم، حيث تقوم هذه الوحدات بتصنيع كافة منتجات المنجور الخشبي والمعدني من أبواب ونوافذ وأبجورات وصناديق وملابن وكشوف وخزن موبيليا خشبية، ونقوم الآن بتصنيع الأقواس والأبواب الخشبية في مشروع إعادة تأهيل محور سوق السروجية بدمشق، وأيضاً هناك ورشة الحدادة لتصنيع الأبواب المعدنية والنوافذ والخزانات لمختلف الأنواع والمقاييس، سواء لمشاريع الشركة أو للقطاعين العام والخاص، كما نقوم في وحدة صناعة البلاط بتصنيع كافة أنواع البلاط بمختلف الأحجام والأنواع، بما يتناسب مع متطلبات المعمل، ونعمل في وحدة الكهرباء والموبيليا المعدنية على تصنيع كافة لوحات الكهرباء والتحكم والأتمتة لزوم مشاريع الفرع والشركة وللقطاعين العام والخاص.

وتعدّ هذه الصناعة منافسة جداً لمثيلاتها في الأسواق المحلية نظراً لجودتها ونوعيتها ومواصفاتها القياسية، كما يوجد لدى الفرع كسارة لإنتاج الحصويات بكافة أنواعها، حيث تعرضت للتخريب والتدمير من قبل الإرهاب، وجميع هذه الوحدات تمّ إصلاحها وإصلاح كافة تجهيزاتها بعد تعرضها للتخريب والتدمير والنهب والحرق الممنهج على يد العصابات الإرهابية.

ولفت سليمان إلى أنه تمّ مؤخراً إعادة تأهيل كافة الأبنية الإدارية والإنتاجية والخدمية مع تأمين كافة الخدمات لهذه الأبنية من بنية تحتية شملت المياه والكهرباء والصرف الصحي.

وعن الصعوبات التي تواجه العمل، بيّن مدير الفرع أن في مقدمتها النقص الحاد في اليد العاملة وخاصة الفنية والخبيرة منها بسبب إحالة العديد من العمال ذوي الخبرة العالية إلى التقاعد بسبب التقدم بالسن، وكان للقرار الحكومي بعدم التمديد لهؤلاء وأمثالهم في مختلف القطاعات العامة انعكاس سلبي على الطاقة الإنتاجية لهذه القطاعات، ونطالب بضرورة تعويض هذه الخبرات من خلال ضخ دماء جديدة شابة تساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية لجميع جهات القطاع العام.

وبيّن المدير أنه تمّ تنفيذ 17 محضر أبنية مسبقة الصنع من إنتاج المعمل في الجزيرة 13 توسع عدرا العمالية بقيمة وصلت إلى نحو ملياري ليرة لمصلحة المؤسسة العامة للإسكان، وكذلك تنفيذ مشروع سكن الادخار في ضاحية الفيحاء السكنية في الصبورة بقيمة وصلت إلى نحو 4.3 مليارات ليرة أيضاً لمصلحة المؤسّسة العامة للإسكان، إضافة للعديد من المشاريع التي ينفذها الفرع على مساحة دمشق وريفها، وتبلغ قيمتها مليارات الليرات.