اقتصادصحيفة البعث

قراران قاسيان!!

حسن النابلسي 

قراران قاسيان تلقاهما المستهلك نهاية الأسبوع الماضي.. تضمن الأول رفع أسعار الأدوية بنسبة 30% بناء على طلب أصحاب معامل الأدوية، والثاني أصدرته وزارة المالية ويقضي برفع قيم المستوردات (الأسعار الاسترشادية) لـ 15 سلعة..!.

قد نتفهم نسبياً مبررات القرار الأول المتعلقة بارتفاع مستلزمات إنتاج ما يقارب 12 ألف صنف دوائي، وبالتالي الحرص على عدم انقطاعها من السوق المحلية، مع التحفظ بالطبع على هذا القرار، وما يشكله من عبء جديد يضغط على المستهلك..!

أما بالنسبة لقرار وزارة المالية – وهنا تكمن الطامة – فلا يفهم منه إلا أنه يأتي في زيادة واردات الخزينة على حساب دخل المواطن المتواضع جداً..!

فهل فكرت الوزارة كيف سيتم تأمين الاحتياجات الغذائية الأساسية بعد رفع أسعارها الاسترشادية، في ظل تدني القوة الشرائية إلى مستويات غير مسبوقة..؟ ألم يكن الأجدى الاشتغال على تحسين مستوى الدخل قبل التسرع بإصدار مثل هكذا قرار؟

لاشك أن زيادة الواردات من صلب عمل الوزارة، ولكن هناك منافذ أجدى وأنجع لتحقيق ذلك، يتصدرها تفعيل قسمي كبار ومتوسطي المكلفين ضريبياً، والعمل على تعزز الثقة والمصداقية بين المكلفين والدوائر الضريبية.. والأهم من هذا وذاك تكريس قناعة المكلف بدفع الضريبة أسوة بالعديد من دول العالم والتي يعتبر التهرب الضريبي فيها جريمة كبرى، ويُنظر للمتهرب بازدراء كونه يتخلى عن دوره بالمساهمة بتحسين بلده والارتقاء بالخدمات المقدمة للصالح العام، أما المكلف غير الواثق بسبل وأقنية ما سيدفعه فلن يعدم الوسيلة التي تقيه شرّ الضريبة، لاسيما مع انعدام العدالة الضريبية التي عجزت أيضاً وزارة المالية عن تحقيقها..!.

hasanla@yahoo.com