صحيفة البعثمحليات

تطبيق مبدأ الإصلاح الإداري والتسلسل الإجرائي للمرضى في خدمات “مشفى الباسل”

دمشق – حياة عيسى

تتجسّد الرؤية التي تعمل عليها الهيئة العامة لمشفى الباسل لجراحة القلب بدمشق بتحسين العمل، وتهيئة البيئة المناسبة لمقدمي الخدمة ومستقبليها في آن واحد، إضافة إلى تقديم أفضل الخدمات وتسهيل خطواتها، وإجراء توافق بين الأولويات والحاجة للإجراء اللازم، مع السعي للتقدم من الناحية العلمية لينال المشفى مكانة عملية وريادية على مستوى القطر والمنطقة.

مدير الهيئة الدكتور راغب سليمان بيّن في حديث لـ “البعث” أنه يتم حالياً التوجه نحو تقديم أفضل الخدمات للمرضى بأسرع وقت من خلال تقليل الخطوات الروتينية للوصول للخدمة المرادة، والعمل على مبدأ الإصلاح الإداري على مستوى المشفى، وإصلاح التسلسل الإجرائي للمرضى، حيث تم تكثيف عدد الإجراءات العملية لتقديم الخدمة ضمن الإمكانات المتاحة، وذلك من خلال استقبال كافة مراجعي الإسعاف والعيادات، وتحسين طريقة قبول المريض الجراحي عبر مكتب القبول بعد تشخيصه، وتنسيق عملية دخوله لتهيئته للعمل الجراحي، إلى جانب تقديم العديد من الخدمات كـ: (عمليات جراحة القلب المفتوح، القثطرة القلبية التشخيصية، عمليات التوسيع، إضافة إلى خدمات العيادات الخارجية من العيادات القلبية الداخلية للفحص والتقييم وإجراء الايكو القلبي والهولتر القلبي وهولتر الضغط، والعيادة الجراحية لمتابعة المرضى من الناحية الجراحية، بالتزامن مع وجود الغاما كاميرا، والتصوير الشعاعي، والخدمات المخبرية، والإسعاف الذي يعتبر من الخدمات الرائدة)، مع الإشارة إلى أخذ خطوات تساهم في تخفيف العبء عن المريض وتهيئته للدخول إلى الإسعاف لتقييم كافة الحالات، وأخذ الإجراء اللازم للحالة من خلال تطبيق بروتوكول معين.

أما بالنسبة لأسعار العمليات فقد بيّن سليمان أن الأسعار في المشفى مقترنة بموضوع القبول، لاسيما بوجود عدة أقسام له: (قسم خاص وقسم عام وقسم مجاني تم تحقيقه لخدمة المرضى من ذوي الشهداء وفقيري الحال)، وبالنسبة للقسم الخاص فإن تسعيرة العمليات فيه تمت من خلال الاتفاق مع وزارة الصحة، وهي تسعيرات نظامية، والمبالغ تختلف حسب الإجراء الجراحي، والحالة، واستهلاك المريض، وقيمة العملية الجراحية للمجازات الإكليلية فيه لا تتجاوز الـ /600/ ألف ليرة، وفي حال استهلك المريض مواد إضافية مدفوعة الأجر من قبل المشفى فإنه يتحمّل جزءاً منها، أما بالنسبة لمرضى القسم العام فالدفع المادي يكون بنسبة أقل من مرضى الخاص بحوالي 50% تقريباً، وهي أسعار رمزية لا تتجاوز 10% من قيمة التكاليف التي تقدمها الحكومة للمواطن وتقدم الدعم فيها، أما الخدمة المجانية فيتكلّف المريض بنصف ثمن المؤكسج أو ثمن الصمام أو نصف ثمنه أو يكون مجانياً 100%، وذلك  حسب ما ترتئي لجنة الكشف عن حالات المرضى المجانية.

وبالحديث عن أهم العمليات الجراحية النوعية تطرّق سليمان إلى عمليات الأذيات الحربية التي تدخل المشفى، والسيطرة عليها من خلال ترميم المنطقة المصابة، بالإضافة إلى العمليات عالية الخطورة ومتعددة الإجراء كتسلّخ الأبهر، وعمليات صمامين وإكليلي وأمهات دم قوس الأبهر والجراحة الإكليلية الروتينية، وتابع سليمان بأنه تم الحصول على جهاز قثطرة جديد من قبل الوزارة سيكون في الخدمة قريباً، ما يساعد باستقبال عدد أكبر من المرضى، إضافة إلى جهاز طبقي محوري، بالتزامن مع تهيئة البناء الجديد الذي يعتبر شبه جاهز من حيث البناء والتجهيزات الداخلية، وتمت الموافقة على عقد ملحق من قبل رئاسة مجلس الوزراء، وقريباً سيتم العمل به لاستكماله وافتتاحه، ليكون صرحاً علمياً كبيراً لتقديم الخدمات الجراحية والعناية، مع السعي للوصول إلى جراحة قلب الأطفال، وخاصة العمليات الروتينية.

كما تطرّق مدير الهيئة لأهم الصعوبات التي تمثّلت بنقص بعض المواد، والاستجرار المركزي الذي أدى إلى تأخير تأمين بعض المواد اللازمة للعمل، وذلك نتيجة الحصار الجائر، وتذبذبات العملة، وتغير قيمة الصرف، إلا أنه بالرغم من تلك الظروف يتم العمل بالتنسيق مع وزارة الصحة لتأمين ما يلزم ضمن الإمكانات المحددة.

الجدير ذكره أن المشفى يتطلع لإنشاء دائرة البحث العلمي والتدريب المستمر، ووضع برامج محاضرات لأحدث التطورات العلمية والتغيرات العالمية ضمن مجال جراحة القلب والأمراض القلبية، وخاصة تركيب البطاريات، إضافة إلى إجراء المؤتمرات على مستوى الرابطة أو النقابة أو الوزارة، والإكثار من اللقاءات العلمية، والوصول إلى إجراء جلسات خاصة بالاختلاطات والحالات السريرية النوعية، ونشرها بالمجلات العلمية.