أخبارصحيفة البعث

بوتين يحذّر من سباق تسلح جديد: نظام الأمن الأوروبي تدهور بالكامل

تحاول روسيا دائماً إقناع الدول الأوروبية بأن السياسات التي يمليها عليها حلف شمال الأطلسي “ناتو”، هي التي تجلب لأوروبا مناخ عدم الاستقرار، وأن الأنموذج الطبيعي للعلاقات بين أوروبا وجيرانها هو الذي يعزز الأمن والرفاهية للجميع.

وفي هذا الإطار، جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده للتعاون وتعزيز الجهود المشتركة مع جميع الدول الأوروبية بما يحقق الازدهار والأمن في أوروبا.

وقال بوتين في مقال نشرته صحيفة “دي تسايت” الألمانية بمناسبة الذكرى الـ80 لبدء الهجوم الألماني على أراضي الاتحاد السوفييتي: إن “روسيا وانطلاقاً من منطق بناء أوروبا الكبرى التي توحّدها القيم والمصالح المشتركة سعت إلى تطوير علاقاتها مع الأوروبيين وتم بالتعاون معهم إنجاز الكثير على هذا الطريق، ولكن ساد نهج آخر مع توسّع حلف شمال الأطلسي الذي يعتبر بحدّ ذاته من مفرزات الحرب الباردة”، معتبراً أن تمدّد الحلف باتجاه الشرق بالتحديد أصبح أحد أسباب النمو السريع لعدم الثقة المتبادلة في أوروبا.

وأشار بوتين إلى أن السياسة العدوانية التي انتهجها حلف شمال الأطلسي ضد روسيا تمثلت بالتدخل الفاضح في أوكرانيا عام 2014 حيث دعم بنشاط الانقلاب المسلح على الدستور فيها ما تسبّب بانقسام هذا البلد ودخوله في أزمة كبيرة.

ولفت بوتين إلى أن نظام الأمن الأوروبي “تدهور بأكمله بشكل كبير في الوقت الحالي حيث تتزايد التوترات في حين باتت مخاطر حدوث سباق تسلح جديد واقعية”، محذراً من “فقدان فرصة كبيرة في الوقت الحالي يمنحنا إياها التعاون، والأهم من ذلك أنه أي التعاون بحدّ ذاته مهم للغاية الآن وخاصة عندما نواجه جميعاً تحدّيات مشتركة مثل جائحة كورونا وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية الوخيمة”.

وفي شأن آخر، أعلن السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف اليوم أن العقوبات الأمريكية ضد بلاده لن تفضي إلى نتائج إيجابية ولن تغيّر سياسات موسكو الخارجية أو الداخلية.

ونقلت وكالة تاس عن أنطونوف قوله للصحفيين: إن “العقوبات الأمريكية لن تجبر روسيا على التصرّف كما ترغب واشنطن”، داعياً إلى العمل لحل المشكلات المحدّدة بدلاً من محاولات التهديد.

ولفت أنطونوف إلى أن اختيار كيفية بناء العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة يقع على عاتق واشنطن، مشدّداً على ضرورة حل مشكلة الممتلكات الدبلوماسية الروسية التي استولت عليها أمريكا قبل فترة.

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن بلاده مصمّمة على بناء علاقات براغماتية مع الولايات المتحدة وملتزمة بإجراء حوار حول الاستقرار الاستراتيجي معها، مبيّناً أن اجتماعات محدّدة بين الجانبين ستعقد في الأيام المقبلة لمناقشة ما يمكن القيام به لتنفيذ بنود الوثيقة المشتركة الخاصة بالاستقرار الاستراتيجي.

وقال أنطونوف: “أريد تأكيد الموقف البنّاء للدبلوماسيين الروس وللجانب الروسي بشأن إقامة علاقات براغماتية متساوية مع الولايات المتحدة، لكن كل شيء يعتمد على الإرادة السياسية لواشنطن وما إذا كانت مستعدة بالفعل لتنفيذ التصريحات الإيجابية التي صدرت عن رئيسي الدولتين في جنيف”.

من جانب آخر، وفي إطار الحوار التقليدي الساخن الذي يدور بين موسكو ولندن، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن السلطات البريطانية ستحاول استخدام جميع مجالات القانون من أجل الحفاظ على السيطرة على التعبير والآراء.

وأضافت زاخاروفا، في تعليقها على مشروع القانون البريطاني Online Safety Bill (حول الأمن في الإنترنت): “ولكن سلطات لندن ستواصل في الوقت ذاته، اتهام روسيا ووسائل الإعلام الروسية بانعدام حرية التعبير”.

وترى زاخاروفا أن “السلطات البريطانية تخشى الصلاحيات التي تملكها شركات الإنترنت العملاقة، لذلك قرّرت محاولة استعادة الاحتكار الذي فقدته منذ فترة طويلة، في مجال تشكيل الأفكار في أذهان الرعايا”.

وتابعت زاخاروفا القول: إنهم سيحاولون التستر خلف كلمات رنانة حول “الأهمية الديمقراطية” والحماية من “المحتوى الضار”، وسيتفادون حتماً استخدام كلمة “الرقابة” البسيطة والمفهومة، وسيتسللون إلى جميع مجالات القانون من أجل الاحتفاظ بخيط ضبط والسيطرة على الآراء التي أخذت لندن تفقد السيطرة عليها، وهي تواصل خلال ذلك اتهام روسيا ووسائل الإعلام الروسية، في انعدام حرية التعبير”.

وأشارت زاخاروفا إلى أنه في حالة إقرار هذا القانون، ستنال هيئة تنظيم البث البريطانية Ofcom حق فرض غرامات على شركات التكنولوجيات المعلوماتية “التي تخفق في القضاء على المحتوى الضار”.