رياضةصحيفة البعث

حصيلة عربية ضعيفة لأم الألعاب والمكتب التنفيذي في الواجهة

اختتمت البطولة العربية لألعاب القوى للرجال والسيدات التي استضافتها تونس أمس الأول، لكن مشاركة منتخبنا فيها لم تكن مرضية بتاتاً، حيث حصد خلالها ميداليتين برونزيتين عبر اللاعب محمد أمين سلامة، الأولى في الوثب الثلاثي، والثانية في الوثب الطويل، حصيلة ستحرج اتحاد اللعبة، وستضعه أمام تساؤلات كثيرة جداً، خاصة أن رئيس الاتحاد الرياضي العام طلب بشكل علني من اتحاد ألعاب القوى “البحث عن مشاركة مشرفة في البطولة العربية”، فهل هذه هي المشاركة المقصودة؟.
حتى نتمكن من توضيح الصورة، والحالة التي يعانيها الاتحاد، سنتطرّق لعدة أمثلة حتى لا نتهم برمي الكلام دون أدلة، ونحن هنا لا نبخس من حق لاعبنا سلامة أو إنجازه، ولا نتحدث عن جفاف في المواهب، بل نركز على نقطة واحدة، أداء اتحاد اللعبة الذي إن استمر على حاله سيمسي غيابنا عن المشاركات أمراً في صالحنا تفادياً للإحراج في رياضة تشهد لنا الملاعب العربية والدولية بصولات وجولات يحسب لها ألف حساب، فبنظرة سريعة للبطولة العربية عام 1991، بلغت حصيلتنا من الميداليات الملونة حينها 37 ميدالية، 12 منها ذهبية كانت كفيلة لنا بتصدر البطولة بفارق 13 ميدالية ملونة عن مصر صاحبة المركز الثاني، أما الآن فخرجنا بميداليتين في المركز الأخير للأسف.
وبالعودة للبطولة، كانت بعثتنا مؤلفة قبل إصابة بطلنا مجد غزال من 5 لاعبين، لتسافر بأربعة، لكن ما شاهدناه في البطولة هو مشاركة فعلية أقل، فتغيب لاعبنا أوس حجار عن المشاركة في الوثب الثلاثي، وكذلك فعلت اللاعبة آية الرحية في نهائي سباق 400 م حواجز، والمعلوم أن المنتخب سافر إلى تونس بعد إجراء اختبارات انتقاء “دقيقة وموضوعية”، ثم إن من شاركوا هم نخبة لاعبينا وأكثرهم جاهزية، طبعاً بحسب اتحاد اللعبة.

الغريب أن الصفحة الرسمية للاتحاد تغنت بأرقام لاعبينا في البطولة، رغم أنهم لم يستطيعوا الاقتراب من منافسيهم حتى؟ طبعاً العذر الذي سيخرج به الاتحاد أن اللاعبين صغار السن، وهنا نسأل: هل جرت العادة بأن تكون مشاركاتنا العربية لتدريب لاعبينا وتأهيلهم، أم لحصد الميداليات؟.
المشكلة أن تجارب انتقاء المنتخب التي أعيدت لبعض الأسماء تعرّض خلالها بعض اللاعبين من مختلف المحافظات لتهميش واستبعاد، علماً أن أرقامهم كان ستحقق لنا ميداليات ذهبية بالمقارنة مع نتائج المشاركين في البطولة.
أخيراً لابد من الإشارة إلى أنه بلغ عدد المشاركين في البطولة ما يقارب 700 لاعب، وكانت حصتنا ثلاثة لاعبين فقط، فأين نشاط الاتحاد وجاهزيته من ذلك؟.. لو أننا نتحدث عن رياضة أخرى لكنا تساهلنا قليلاً، لكن القاصي والداني يعلم أن بلدنا مليء بالخامات والمواهب التي تنتظر من يرعاها ويعطيها كامل اهتمامه، لا أن يهمّشها لأسباب غير مقنعة، وهذه المرة المسؤولية يتقاسمها المكتب التنفيذي جنباً إلى جنب مع اتحاد اللعبة، وهو الذي يتغاضى عن أخطاء الاتحاد منذ فترة؟!.

سامر الخيّر