الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

موسكو: سندافع عن حدودنا بجميع الوسائل بما فيها العسكرية

بعد حادثة خرق مدمرة Defender البريطانية الحدود الروسية قبالة القرم، تعهّدت موسكو باستخدام كل ما يتوفر لها من الوسائل، بما فيها العسكرية، لضمان أمن حدود الدولة.

وأشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريحات للصحفيين اليوم إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة تحاولان تشويه الحقائق حول حادثة المدمرة، وقال: “يحاولون بتصرفاتهم تأجيج الوضع والتسبب فعليا بنشوب نزاع ما يتناقض تماماً مع أعراف القانون الدولي”.

ولفت إلى أن البيانات التي نشرتها هيئة الأمن الفيدرالية الروسية عن المحادثات التي جرت بين سفينة تابعة لحرس السواحل الروسي والمدمرة ديفيندر “تضع كل النقاط على الحروف وتفشل المحاولات الخبيثة من بعض كبار المسؤولين في لندن وممثلين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية لتشويه جوهر ما حصل”.

وشدد ريابكوف على أن القرم أرض روسية رغم عدم اعتراف بريطانيا والولايات المتحدة بذلك، وقال “هذه مياه إقليمية روسية وحدودنا وسندافع عنها بكل الوسائل المتوفرة لدينا بما فيها العسكرية”.

وأطلقت قوات تابعة للجيش الروسي يوم الأربعاء طلقات تحذيرية باتجاه Defender بعد أن خرقت هذه المدمرة البريطانية حدود الدولة الروسية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم.

إلى ذلك تطرقت كبريات الصحف الإسبانية، موندو وبايس وفانغارديا وبريوديكو، على صفحاتها إلى حادث السفينة الحربية البريطانية “ديفيندر” قبالة سواحل شبه جزيرة القرم الروسية.

واتسم رد فعل قراء الصحف الإسبانية على الحادث بأنه عاصف، حيث حذر بعض القراء لندن من الاستفزازات، مشيرين إلى عدم قبول البريطانيين بمثل هذه التصرفات.

وعلّق أحد القراء تحت اسم فيرداديف قائلا: “على مهلكم أيها البريطانيون، لا مزاح مع روسيا”. ورأى واحد باسم نوتيسيرو في تعليقه أن “البريطانيين يحشرون انفسهم دوما في المياه الأجنبية إلى أن يتم إيقافهم من قبل أحد ما”.

ولفت أحد المعلقين إلى ازدواج المعايير من قبل لندن بقوله: “لا يجدر بالبحرية الملكية البريطانية أن تشتكي من الرد عليها بنفس الطريقة، ففي 28 أيار 2019، أطلقت سفينة بريطانية النار في اتجاه سفينة للبحرية الإسبانية في جبل طارق في المياه الإسبانية (الدولية)، حسب رأى البريطانيين”.

وطالب معلق يحمل اسم، دي سنترو إزكويردا “البريطانيين والهولنديين بأن يشرحوا لنا ما تفعله سفنهم في البحر الأسود. وفي حالة البريطانيين، لماذا يدخلون مياه الآخرين”.

وشكك المواطن لا كابرا إنكادنادا في نوايا لندن المعلنة رسميا متسائلا باستغراب: “مرور سلمي؟ بريطانيا بلد قرصنة وملاذ ضريبي مستقبلي. لا شيء مما تفعله يعد سلميا، حتى مع شركائها السابقين في الاتحاد الأوروبي”.

وعبّر أحدهم عن خشيته من وقوع حرب بالسؤال: “أرجو المعذرة، هل يعرف أحدكم أين يوجد أقرب ملجأ نووي؟”، فيما تساءل آخر في لهجة غاضبة: “ماذا كانت تفعل سفينة حربية إنجليزية في منطقة روسية؟ هم لا يعرفون الجغرافيا؟ أم يريدون حربا جديدة؟ ألا يكفي ما لدينا من معاناة”.

وفي السياق نفسه، ذكر الباحث مارك إيبيسكوبوس أن بريطانيا ربما أرادت بدخول المدمرة ديفيندر إلى مياه البحر الأسود الروسية، تقييم حزم موسكو في الدفاع عن “ضم” شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

ولفت الخبير المختصص في شؤون الأمن في مقال نشر بمجلة المصلحة الوطنية الأمريكية إلى أن المحللين البريطانيين فوجئوا بحدة رد الفعل الروسي على الحادث الذي وقع في البحر الأسود.

وقال إيبيسكوبوس بهذا الشأن: “رد فعل الكرملين يعطي إجابة لا لبس فيها تتمثل في أن موسكو لن تتسامح مع أي تحديات للوضع الحالي لشبه جزيرة القرم، عسكرية كانت أو دبلوماسية”.

وأشار صاحب المقال إلى أن رد الفعل الروسي الصارم على ما حدث قد يكون محاولة لترسيم حدود صعبة، أو منع التعاون العسكري المتنامي بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، ولا سيما نشاط قوات كييف وحلف شمال الأطلسي بالقرب من الحدود البحرية الروسية.

وأضاف إيبيسكوبوس أن رد فعل روسيا  يتطابق مع الموقف الذي عبر عنه الرئيس الروسي في مقال لصحيفة “Zeit” الألمانية، حيث وصف بوتين، (وفق كاتب المقال)، الناتو بأنه “من مخلفات الحرب الباردة” التي “قوضت” الأمن الأوروبي.