اقتصادصحيفة البعث

أكثر من 90% من مزروعات دمشق وريفها مروية بمياه نظيفة

دمشق – ميس بركات

كثرت مخاوف المواطنين خلال الفترة الراهنة من شراء الخضار التي تؤكل نيئة، (وبشكل خاص البقدونس والنعنع و..) وامتنع أغلبهم من شراء هذه الخضار بعد التصريحات الأخيرة لمهندسة في وزارة الزراعة أكدت أن الوزارة على علم ويقين بوجود مزارعين في الغوطة الشرقية بريف دمشق يستخدمون مياه الصرف الصحي في سقاية المزروعات، ليطمئن عرفان زيادة مدير زراعة ريف دمشق في تصريح لـ “البعث” المستهلكين بأن أكثر من 90 % من المزروعات في دمشق وريفها نظيفة من السقاية بالمياه المالحة، مشيراً إلى الإجراءات الدورية التي تقوم بها المديرية خلال الزراعات الصيفية من خلال  تطبيق المرسوم 59 لعام 2005 والذي ينصّ على قلب المزروعات المروية بمياه الصرف الصحي غير المعالج، وقيام لجان من الوزارة بشكل دوري بتفقد الدوائر التي تتعرض بشكل أكثر من غيرها للسقاية بمياه الصرف الصحي، مثل دوما وداريا وقطنا، واليوم تم تشكيل حملة إلى منطقة بساتين برزة والتي كثرت الشكاوى حولها ونتوقع خروج ضبوطات كبيرة منها.

هذه المخالفات..

وبيّن زيادة أن المديرية نظمت 52 ضبطاً لهذه المخالفات في العام الماضي في مناطق داريا والتل وقطنا والغوطة ودوما، بمساحة 769 دونم تم فلاحتها بالكامل وقلب أرضها، كما تم تنفيذ 23 ضبطاً خلال العام الحالي، تنوعت بين مناطق قطنا ودوما والغوطة، وقدرت  المساحة المفلوحة بـ 51 دونماً من الخضراوات الصيفية (ملوخية وكزبرة وذرة)، منوّهاً  إلى أن مديرية زراعة ريف دمشق تتابع تنفيذ خطتها من الخضراوات الصيفية، حيث أن إجمالي المساحة المخططة يبلغ 3518 هكتاراً، المنفذ منها 1896 هكتاراً، بنسبة تنفيذ 54% حتى الآن، والإنتاج المتوقع لهذا العام يقدر بـ 106774 طنا نفذ حتى الآن 52811 طنا.

إجراءات رادعة 

وحول التدابير المتخذة من المديرية للحد من هذه الظاهرة، أكد المهندس زيادة قيام الوزارة بتوعية الفلاحين بشكل مستمر، وفي حال عدم الاستجابة تقوم بفلاحة وقلب الأراضي المخالفة وتطبيق العقوبات المنصوص عليها حسب درجة المخالفة، مشيراً إلى أن الوزارة تقدّم كافة المستلزمات الزراعية للفلاحين من المحروقات وإجراءات دعم استخراج المياه من الآبار بالطاقة الشمسية. ولم يُلق زيادة كامل اللوم على الفلاحين، فتعرض الكثير من المحطات للتخريب خلال سنوات الحرب وعدم صيانتها يضطّر البعض منهم للجوء إلى هذا الحل السريع ذي الإنتاج الوفير، ناهيك عن ضرورة تعاون وزارة الإدارة المحلية والموارد المائية والإسكان والتشبيك مع وزارة الزراعة لرفع مياه الصرف الصحي عن مجاري الأنهار وترميم محطات الصرف الصحي، كيلا يضطر الفلاح السقاية بمياه مخلوطة بالصرف الصحي أو مياه صرف صحي كاملة، فمحطة معالجة عدرا كانت تسقي معظم أراضي دوما لكنها تعرضت للتخريب  خلال الأزمة وتحتاج لعدة سنوات كي تعود كما كانت، أما حالياً فقد تمت صيانة قناة واحدة  تسقي حوالي 1000 هكتار في الحد الأعظم بمنطقة عدرا وبداية دوما.

تأثيرات على التربة 

بدوره أكد مهند الأصفر (خبير زراعي) بأن تأثير الري بمياه الصرف الصحي على المزروعات سلبي بشكل كبير على المدى القريب والبعيد، حيث يؤثر على التربة من خلال رفع تركيز المعادن الثقيلة في التربة، وزيادة ملوحة التربة وعدم فعاليتها مستقبلاً، أما التأثير الأكبر فهو على الخضار النيئة، لأن هذه المياه تحوي على حمولة بكتيرية وجرثومية عالية جداً تحمل في ثناياها خطورة كبيرة تؤدي إلى الإصابة بالسرطان مستقبلاً، كذلك لهذه السقاية تأثير على الأشجار المثمرة، خاصة وأن ري هذه الأشجار بمياه الصرف الصحي سيكون بطريقة الغمر، ما يؤثر على نمو الأشجار ورخاوة بقساوة الثمرة ناهيك عن مذاقها غير المستحب. ولفت الأصفر إلى ضرورة اتخاذ وزارة الزراعة إجراءات رادعة وعدم ترك مياه الصرف الصحي عُرضة للفلاحين لثقبها والتعدي عليها، والتأكيد على أن تُعالج مياه الصرف الصحي أو تُختبر على الأقل عند إرسالها للمعالجة وهذا ما لا يتم في أغلب الأحيان.