مجلة البعث الأسبوعية

رياضة حلب تعاني.. وغياب العمل المؤسساتي يهزم كاراتيه الاتحاد والحرية

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

عادت بعثة فريق حلب للكاراتيه من بطولة الجمهورية للأندية والبيوتات الرياضية الخاصة المفتوحة للكاراتية لأعمار 8 – 10 – 12 سنة، التي أقيمت في دمشق مؤخراً، بحصيلة ست ميداليات (ذهبيتان وفضيتان وبرونزيتان)، حققها أبطال الأندية الثلاثة (عمال السكك الحديدية، شرطة حلب، عمال حلب) المشاركة باسم حلب حسب المعلومات المتوفرة، ليتبادر إلى أذهاننا مباشرة السؤال التالي: أين هي باقي أندية حلب من المشاركة في بطولة مهمة؟ وتساءلنا بقرارة أنفسنا: كيف تمر مثل هذه البطولة وتسمح اللجنة التنفيذية بحلب، ومن خلفها اللجنة الفنية، بحالة الاستهتار واللامبالاة من قبل الأندية بعدم المشاركة في البطولة، دون أن تضع كامل ثقلها، وحتى دعمها، لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من الأندية واللاعبين؟

 

غياب مريب

واللافت أكثر، بالنسبة لنا، كان تغيب ناديي الحرية والاتحاد عن المشاركة في بطولة انتظرها اللاعبون ومدربهم محمد نور شمسة، وحتى أهالي اللاعبين – حسب متابعتنا – بشوق وحماسة، لتتويج جهود العمل الشاق والممنهج بثمرة وفرحة تحقيق الإنجاز والفوز بالميداليات؛ وبسؤالنا المدرب شمسة عن سبب التخلف، بين لـ “البعث الأسبوعية” أن السبب تنظيمي إداري بحت، ما حرم لاعبيه من المشاركة التي كانت الحافز الأول للتدريب بجد ونشاط والتزام والسعي للتطور، وحرم الكاراتيه الحلبي وناديي الاتحاد والحرية من غلة وفيرة تضاف لما تحقق من ميداليات، موضحاً – كخلاصة – أنه أبلغ بالمشاركة وطلب تثبيتها من قبل إدارة نادي الحرية دون وضعه بصورة شروط الدعوة الإدارية والفنية للبطولة، لتحضير الفريق على ضوئها، قبل 24 ساعة من موعد السفر للبطولة، وتحديداً بتاريخ 14 /6 /2021، رغم أن بلاغ البطولة موجود لدى رئيس اللجنة الفنية على تطبيق “الواتس آب” الخاص به منذ 6 /6 /2021، ولم يتم تفريغه وتعميمه على الأندية عن طريق اللجنة التنفيذية، بعد الإطلاع حسب الأصول، وقبل وقت كاف، وشدد على الإطار التنظيمي للمراسلات وأن يكون هناك مساحة كافية من الوقت، لتفادي الإرباكات التي حصلت.

 

ازدواجيات عكسية!

ولفت شمسة إلى أن محمد جبارة هو أمين سر اللجنة الفنية، وعضو مجلس إدارة نادي السكك، ومدرب هيئة عمال السكك الحديدية، وهيئة عمال حلب التي تتبنى اللعبة بشكل أساسي، ومن الطبيعي أن يتبلغ عن طريقه الناديان اللذان شاركا، مع أنه معني بتبليغ الأندية كأمين سر لجنة فنية؛ أما الكابتن عدنان لاوندي، وهو واحد ممن علقوا على الأمر – يواصل شمسة حديثه – فهو مدرب في نادي شرطة حلب، وقد أعطى دليلاً عكسياً، بأن استهل رده – حسب ما فهمنا منه – بأن أندية السكك والعمال وشرطة حلب شاركت من دون أن يبلغ النادي.

 

أين البطولات؟

ولفت شمسة، عضو اللجنة التنفيذية في حلب سابقاً، إلى أن اللجنة الفنية لم تنظم أي بطولة سواءً ودية، أو رسمية، هذا العام (2021)، “مقابل ثلاث بطولات مركزية – على ما نذكر!؟ – واكتفت باجراء الفحوص للاعبين. وأضاف أن ناديي الاتحاد والحرية تم تبليغهما رسمياً، على فحوصات الأحزمة “كيو”، وقام مسؤولو ألعاب القوة في الناديين بإبلاغ المدربين – وهنا المفارقة !! – والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا تبلغ الأندية باختبارات اللاعبين بشكل مسبق؟ وهل لأنها تدر ريعاً مالياً للاتحاد؟ بينما تتأخر بالابلاغ عن البطولات المركزية الرسمية “قبل 24ساعة”؟!

 

 شاهد من أهله

وفي مسعى لاستيضاح ما جاء على لسان المدرب شمسة، توجهنا بالحديث لعضو اللجنة الفنية للكاراتيه بحلب، يامن درويش، الذي أكد وبكل شفافية على وجود خطأ، أو تقصير غير مقصود، أعطى للأندية الذريعة والهروب من المشاركة وتكاليفها؛ وبيّن درويش أن بلاغ المشاركة تأخر بالتحويل من قبل اتحاد اللعبة إلى حلب، فقد وصل بتاريخ الثامن من حزيران الجاري، ليقوم عضو فنية الكاراتيه بمراجعة رئيس مكتب ألعاب القوة في التنفيذية الحلبية، طالباً منه إبلاغ الأندية بالبطولة عن طريق كتب رسمية، لكن ما حدث هو أن التبليغ بداية كان عن طريق مجموعة للمدربين على تطبيق “واتس آب”، وتبعه التبليغ المتأخر بكتب رسمية إلى الأندية التي “بدها حجة” لعدم المشاركة.. وهنا يمكن الخطأ الذي يجب التعلم منه في المرات القادمة.

 

غياب الأجندة

وبخصوص غياب البطولات على مستوى حلب هذا العام، أوضح الدرويش، عضو فنية كاراتيه حلب، أن السبب هو عدم وجود أجندة عمل واضحة ومعممة على المحافظات من قبل اتحاد الكاراتيه، الذي يركز على بطولات الأندية والبيوتات الرياضية على المستوى المركزي، دون بطولات الجمهورية على مستوى منتخبات المحافظات! وينص النظام الجديد على أن تكون مشاركة اللاعب حسب تاريخ الميلاد التفصيلي (باليوم والشهر والسنة)، ما يسبب الإرباكات، متمنياً أن يكون العمل بمهنية وتعاون أكثر في حلب تحديداً لتحصيل التطور والنجاح المطلوب للعبة.

وبالنسبة للأندية، فقد كان نادي نبل الريفي المجتهد، مثل آخر على الأندية التي تخلفت عن المشاركة في بطولة “كأس النصر”. وبسؤالنا مسؤول ألعاب القوة في النادي، حسين محي الدين، أكد لنا على نشاط لعبة الكاراتيه في النادي، ووجود 40 لاعباً يدربهم الكابتن عدنان لاوندي (مدرب شرطة حلب وشارك مع ناديه الآخر في البطولة!!)، وهو ما سيتم مناقشته مع الإدارة بحضور المدرب لاحقاً.

 

 القفلة المرّة

ختاماً، ومع وضوح الخلل الذي لم يكن الأول، ولن يكون الأخير في عمل اللجنة التنفيذية، ومكتب ألعاب القوة التي وصلتنا نداءات من عديد مدربيها وأبطالها لإيصال صوتهم وشكواهم من الظلم، فقد كانت، بالنسبة لنا، تلك الحالة من الشعور بالإحباط والظلم التي وصل إليها بطل رياضي رفع راية الوطن في الكثير من المحافل الدولية والعربية والقارية، ونال التقدير والتكريم عرفاناً بصنيعه في إحدى أهم المناسبات الاحتفالية (العيد الذهبي لتأسيس منظمة الاتحاد الرياضي العام)، مع صفوة أبطال الرياضة السورية عبر تاريخها، رغم أنه، وبعد أن ظلم سابقاً بتنحيته عن منصبه كعضو في اللجنة التنفيذية من قبل المكتب الاتحاد الرياضي العام السابق، ولسبب شخصي، ترجل عن كرسي المناصب، ليعود إلى بساط التدريب، ويكرس وقته وجهده لبناء قاعدة جديدة للكاراتيه الحلبي، ليجد العوائق ترتفع في طريقه من كل حدب وصوب، ولتدمره، ويجد نفسه خارج المعادلة على رف التهميش بخبرته وشخصيته القيادية ونزاهته المشهود لها، بينما يصر المعنيون في حلب على طلب استثناء لشخص لا يمتلك المؤهل العلمي للعمل كرئيس للجنة الفنية للكاراتيه، ويتم تعيينه، ومعه من يحمل على ظهره ازدواجيات عمل (مدرب في هيئتين، عضو مجلس إدارة نادي، عضو لجنة فنية..)، وكأن حلب خلت من الكفاءات في زمن المكتب التنفيذي الذي أكد أنه لن يظلم أي رياضي في عهده، فكيف ببطل بوزن نور شمسة، وهو مجرد مثال نطرحه، على مايجري في رياضة حلب.