اقتصادصحيفة البعث

عقدتنا الإصلاحية في الـ “في.. وما في”!

قسيم دحدل 
بداية شكراً لكلّ من ساهم في هذا الجهد الكبير: عقد مؤتمر الإصلاح الإداري تحت شعار “إدارة فاعلة ومؤسّسات ديناميكية”.. لكن بعد عشرة أيام تحضير ومثلها انعقاد وفعاليات، ماذا كانت الخلاصات؟ وهل هذا ما كنّا نأمله ليكون خطة عمل للبالغ من الأهمية والضرورة القصوى؟!
البيان الختامي كلامٌ جميلٌ ولا شك مهمّ، ولكن هذا البيان يمكن أن يقوله أي مدرّب موارد بشرية أو تنمية إدارية؛ والعبرة التي ما زلنا نشيح عنها، بل وغائبة، تكمن بالتنفيذ.. وكيف؟ ومتى؟

فأين آلية التنفيذ في هذا البيان، ومتى ستبدأ ومتى ستنتهي؟ وأين المدد المحدّدة لإنجاز المطلوب، وما هو معيار قياس التنفيذ؟ وغيرها وغيرها؟.
ليس تجنياً إن جزمنا أن كلّ ما ورد في البيان ليس أكثر من مفردات موجودة ضمن حقيبة تدريبية واحدة لمركز تدريب في دورة تدريبة واحدة!
نعم، لا نريد أن ننتقصَ من البيان، لكن – والشيء بالشيء يذكر – سمعنا وقرأنا فيما قاله الوزير حسان النوري أكثر من ذلك، والآن النوري في شركته التدريبية يدرّس ويدرّب أكثر من ذلك.

لا شك أن العبرة بالإرادة والإدارة، والبرنامج الزمني والخطة التنفيذية، ورغم ذلك، كلها وغيرها غير ملموس وجوده، علماً أن هذا يمثل مقياس الأداء والنجاح لتتمّ المقارنة!.
نحن، ومنذ عشرين سنة، والوزارات تغيّر في هيكلياتها.. منها مثلاً وزارة السياحة التي اعتمدت بأول الأزمة هيكلية جديدة وغيّرتها في منتصف الأزمة، والآن، ماذا ستفعل؟! طبعاً ستغيّرها ويجب أن تغيّرها!! كذلك سيتمّ تغيير هيكلية وزارة الكهرباء.. وغيرها، لكن ماذا ينفع التغيير إن كانت النتائج – بحكم التجربة – لم تؤدِ إلى شيء يُذكر من الإيجابيات المشجّعة على التفاؤل بالتحسّن؟
والسؤال الذي يُطرح هنا: من المسؤول عن هدر الوقت والمال وفوات المنفعة؟
كنّا نأمل خطة إصلاحية مهمّة وعاجلة لمقاومة الفساد وتجفيف منابعه، وتحديد مواصفات الفريق من أصحاب الخبرة والكفاءة والمؤهل والقرار والمقدرة، وبرنامج زمني لكلّ وزارة. ومع ذلك، سنكون إيجابيين وسننتظر لنرى بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة أو أربعة، وحتى ستة أشهر وسنة، والحديث يطول؛ خاصة وأن الرأي السالف، جملة وتفصيلاً، ليس رأينا كإعلاميين متابعين ومهتمّين، بل هو رأي “أهل مكة” أنفسهم من أكاديميين وخريجين وخبراء إدارة وتنمية ومدراء ممن شاركوا بالمؤتمر، ولم يشاركوا.. مع فارق أنه لم يفتهم شيء، لأن البيان لا جديد فيه.
دائماً مشكلتنا ومصيبتنا الإصلاحية في الـ “في… وما في”!!.
qassim1965@gmail.com