صحيفة البعثمحافظات

المشاريع المتوسطة والصغيرة.. معاناة بالتراخيص وصعوبات جمة

طرطوس – رشا سليمان

لعبت المشاريع المتوسطة والصغيرة الدور الأكبر خلال فترة الحرب من خلال تأمين احتياجات الناس وكانت داعماً للاقتصاد الوطني، وأمنت مصدر رزق لعدد كبير من الأسر، وبحسب ورود سليمان مدير فرع هيئة المشاريع المتوسطة والصغيرة فإنه تم تصنيف هذه المشاريع وفق معايير محددة تتضمن عدد العمال، وحجم المبيعات السنوية، وحجم الموجودات، وتختلف حسب القطاعات (زراعي، صناعي، تجاري، خدمي) .

ولم تخف سليمان وجود صعوبات يواجها أصحاب المشاريع وخاصة عند الحصول على التراخيص للمشاريع الصناعية، وارتفاع الضرائب على المشاريع القائمة، والفوائد على القروض التي تمنح لهم، وأجور المواد الأولية بالإضافة إلى نقص في بعضها نتيجة الحصار، ووجود مشاكل تسويقية.

ودعت سليمات إلى إحداث صندوق خاص لدعم هذه المشاريع تكون تبعيتها لهيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والعمل على إعفاء الراغبين بتأسيس مشروع من الضرائب لمدة ثلاث سنوات من تاريخ اقلاع المشروع، ومنح ترخيص مبدئي لمدة ثلاث سنوات للمشاريع الجديدة، والإسراع ما أمكن بتفعيل عمل مؤسسة ضمان المخاطر المحدثة بالقانون رقم ١٢ للعام ٢٠١٦ وتشجيع إنشاء مؤسسات أخرى لضمان قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الخاص.

ونوهت سليمان إلى أن المشاريع الصغيرة من أهم الحلول في تسريع عجلة الاقتصاد عبر تحريك رأس المال بالإضافة إلى خلق فرص عمل وبالتالي التخفيف من البطالة وكان للمشاريع الصغيرة دور فعال في تأمين احتياجات البلد في ظل الحصار الاقتصادي عليه، بالرغم من كل الصعوبات التي واجهت أصحاب هذه المشاريع.

وبينت سليمان أن الهيئة شاركت بالورشات التي أقامتها المحافظة لدعم المشاريع الريفية والمشاريع الصغيرة وتم إدراج اسم الهيئة ضمن لجنة توصيات لدعم هذه المشاريع، مشيرة إلى ترشيح بعض المشاريع للمشاركة في الأسواق الشعبية التي تقيمها الهيئة في المحافظات حيث تكون المشاركة والإقامة مجانية طيلة فترة السوق، وتم تنفيذ عدد من الدورات المجانية لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الريفية وكانت الدورات في مجال تحسين المشروع والمحاسبة والتسويق.

ولفتت سليمان إلى مساعدة أصحاب المشاريع الريفية ممن استفادوا من دورات الهيئة المجانية بالحصول على ترخيص مؤقت لمدة عام وبدون تكلفة، والتجهيز لإقامة أسواق شعبية دائمة المشاريع المسجلة لدى فرع الهيئة.

ويشار إلى أن الهيئة أمنت  مشاركة مجانية لمشاريع في معرض دمشق الدولي ومعارض متنوعة أخرى سواء في المحافظة أو خارج المحافظة بالإضافة إلى مشاركة في معارض دولية وأدى ذلك إلى فتح أسواق جديدة للمنتج والتعرف على وكلاء جدد، ومن أهم هذه المشاريع – كما ذكرت سليمان – مشروع “مملكة النحل” الذي تم تمويله بقرص من قبل الهيئة خلال فترة عملها بالقانون ٧١ لعام ٢٠٠٢، حيث بدأ المشروع بقيمة ٣٥٠ ألف ليرة سورية في عام ٢٠٠٤، وحاليا تبلغ قيمة المشروع حوالي مليار ليرة ويشغل فرص عمل عديدة وشارك المشروع بعدة معارض محلية ودولية، ومشروع “عالم الصور” وتم تمويل المشروع بقرض من قبل الهيئة خلال فترة عملها وتبلغ قيمة المشروع حوالي ٢٠٠ مليون ليرة سورية.

وبينت سليمان أنه تم تنفيذ ٥٠ دورة تدريبية بعد صدور آلية العمل في النصف الثاني من العام ٢٠١٨ وبلغ عدد المستفيدين من تلك الدورات ٧٥٠ متدربا وشملت مجالات تنوعت ما بين التسويق والمحاسبة والسكرتاريا التنفيذية والتجارة الإلكترونية وزراعة الفطر وتربية النحل والصناعات الغذائية وصيانة الأجهزة الكهربائية وتأسيس مشروع وغيرها الكثير، كما تم توقيع اتفاقية مع جامعة طرطوس بهدف ربط الجامعة بسوق العمل ويتم العمل على تنفيذ ٢٢ دورة حاليا في مجالات تخصصية لكل كلية مبدئيا، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الدورات في عدة مجالات أخرى.