صحيفة البعثمحليات

أزمة المحروقات تخيم على القطاع السياحي ومخاوف من إغلاق المنشآت

دمشق – عبد الرحمن جاويش

بعد توقف دام عشرة سنوات بسبب الحرب، وبعد ظاهرة وباء كورونا، تعود المنشآت السياحية لعملها بعد أن قام أصحابها بترميم المتضرر منها, ليصطدموا اليوم بأزمة المحروقات والكهرباء, فالبعض عاد ليشغل المنشأة بشكل جزئي والبعض الآخر ينتظر الفرج, في ظل مخاوف من ضرب الموسم السياحي وقطع الرزق, وتشكل هذه المعاناة كارثة تهدد كافة أصحاب المطاعم والفنادق, حيث لا يمكن تشغيل المنشآت بدون توفير أهم مادتين الغاز والمازوت والكهرباء بتقنينها الجائر, وبدونهما لا يمكن التشغيل الكلي للمنشأة, وبالتالي الاعتذار عن استقبال الزبائن.
أمام هذه المعاناة يتهم أصحاب المنشآت المعنيين بالمحروقات في محافظة ريف دمشق بالتقصير واللامبالاة, وعدم تخصيصهم بما يلزم من المواد, وتحميل المسؤولية الكاملة عن تعطيل منشآتهم لشركة الكهرباء, علماً أن سعر اسطوانة الغاز الصناعي وصل إلى 120 ألف ليرة, ما اضطر بعض أصحاب المنشآت إلى الإغلاق وصرف العمال وبعضهم قلص عددهم, فالتشغيل الكلي للمنشأة لا يمكن بعدم توفر مادتي الغاز والمازوت وتقنين الكهرباء, لأنه يشكل خسارات كبيرة وليس هناك قدرة على تحمل الصعاب, كون المنشآت حديثة الافتتاح بعد الترميم.
وتزداد مشاكل أصحاب المنشآت السياحية عند الاضطرار لتشغيل حوامل الطاقة لإيجاد بديل للكهرباء أثناء الانقطاع الذي يطول كل شيء وبلا رحمة أو مسؤولية, إذ يرى المعنيون بالقطاع أن تداعيات أزمة المحروقات والكهرباء تسببت في خسائر كبيرة وقد عزف بعض أصحاب المنشآت عن متابعة عملهم ولجأوا إلى أعمال أخرى بعدما كانوا يعقدون الأمل على عودة انتعاش منشآتهم من خلال النهوض بكافة المتطلبات لإنقاذ الوضع وتخصيص ما يلزم من محروقات لكافة المنشآت المتواجدة على أرض المحافظة, وثم العمل على التخفيف ما أمكن من تقنيين الكهرباء.
أحد أصحاب الفنادق في بلدة السيدة زينب أكد لـ “البعث” أن لديه أسبوعياً غروبات سياحية من العراق وإيران والطاقة التشغيلية لمنشآته الفندقية تحتاج لمواد المحروقات لإدارة الإنارة والمكيفات والإطعام وغيرها من مستلزمات الاستقبال والضيافة في الفندق.

صاحب فندق آخر أوضح أن العشرات من الشباب فقدوا أعمالهم، كون العمل في الفندق أصبح بشكل جزئي لعدم توفر مستلزمات العمل.

صاحب مطعم في صيدنايا يقول إن القطاع السياحي يعتبر من أكثر القطاعات تضرراً جراء أزمة الكهرباء والمازوت وقد يتحطم الحلم باستقبال أعداد كبيرة من الزبائن هذا العام. فيما أكد أصحاب المطاعم في بلودان أن القطاع السياحي يعيش حالة من الارتباك يمر بها, انقطاع الكهرباء لمدة 12 ساعة مقابل تشغيل ساعة واحدة فقط, ولا يمكن الاعتماد على المولدات وهي الأخرى تحتاج لوقود، ويوم الجمعة يزور المنشآت المئات، ولا قدرة على دفع نفقات إضافية لشراء مواد المحروقات من السوق السوداء وبأسعار جهنمية, وناشدوا الحكومة بالتدخل السريع لإنقاذ السياحة في بلودان والتي قد تنهار فجأة, وتغلق أبوابها أمام زبائنها, ويضطر أصحاب المنشآت للسفر أو العمل بمهن أخرى.

الجهات المسؤولة عن القطاع السياحي في محافظة ريف دمشق – وعلى حد قولها – تبحث عن حلول ترضي الجميع, فقد أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع السياحة محمد عريضة أن المحافظة لا تدخر جهداً في تأمين مستلزمات المحروقات وتجري اتصالاتها مع المعنيين في شركة المحروقات للحل السريع.

بدروه رئيس غرفة سياحة ريف دمشق حسام الحلبي أوضح أن الهيئة العامة طرحت في اجتماعها الأخير مسألة أزمة المحروقات وضرورة تأمينها والتأكيد على كافة الجهات المسؤولة لتأمين المطلوب ولكافة المنشآت العاملة, والغرفة تتابع الوضع التشغيلي للقطاع السياحي بسبب الأزمة, وبين الحلبي أن الغرفة تعمل بصورة مستمرة بالسعي لكي تبقى كافة المنشآت مستمرة بعملها من خلال التنسيق مع المحروقات والمحافظة، آملاً من المحافظة أن تتعاون لتأمين احتياجات السياحة بالمحافظة، واقترح الحلبي حلولاً استثنائية وعلى وجه السرعة وتبني إجراءات تتخطى بعض القيود, ولابد من إيجاد وسيلة ما لتأمين مادتي الغاز والمازوت وبالسعر المدعوم والاتفاق السريع مع شركة الكهرباء للتخفيف من التقنين للمناطق السياحية خلال هذا الموسم، وهذا ما تعمل عليه الغرفة لإعادة النبض للمنشآت السياحية المتوقفة.