الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

سوسان: الحملة المسعورة بشأن الوضع الإنساني في سورية كذب ونفاق

أكد الدكتور أيمن سوسان، رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الاجتماع الدولي السادس عشر بصيغة أستانا في العاصمة الكازاخية نور سلطان، أن الحملة المسعورة بشأن الوضع الإنساني في سورية تمثّل أبشع أشكال الكذب والنفاق، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وأدواتها، الذين يذرفون دموع التماسيح على معاناة السوريين، يتجاهلون أنهم سبب هذه المعاناة من خلال مواصلة دعمهم الإرهاب.

وقال سوسان خلال مؤتمر صحفي اليوم في ختام الاجتماع: في هذه الجولة السادسة عشرة من اجتماعات أستانا تمّ التطرق إلى مواضيع مهمة فيما يتعلّق بتطورات الأوضاع في سورية والعملية السياسية والمساعدات الإنسانية وموضوع المفقودين والمختطفين، مبيناً أن التطوّر الأبرز الذي شهدته سورية مؤخراً تمثّل بإنجاز الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية، الذي جسّد إجماعاً وطنياً سورياً غير مسبوق في رفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون سورية، وأن مستقبل سورية حق حصري للسوريين، فكانت رسالة واضحة إلى كل من اعتدى على السوريين، وحاول السطو على إرادتهم ومصادرة قرارهم الوطني حول تمسك الشعب السوري بسيادة بلده ودفاعه عنه في وجه محاولات فرض الوصاية والتبعية والحفاظ على وحدته، إلا أن البعض ممن أصيب بعمى البصر والبصيرة لا يزال يتجاهل إرادة السوريين ويتمادى في ممارساته العدوانية.

الولايات المتحدة وأدواتها السبب الأساس لمعاناة السوريين

وشدد سوسان على أن الحملة المسعورة التي نشهدها منذ مدة بشأن الوضع الإنساني في سورية تمثّل أبشع أشكال الكذب والنفاق لأن الولايات المتحدة وأدواتها، الذين يذرفون دموع التماسيح على معاناة السوريين، يتجاهلون أنهم السبب الأساس في هذه المعاناة من خلال دعمهم الإرهاب، لافتاً إلى أن هذا الاستثمار الرخيص للموضوع الإنساني يهدف إلى انتهاك سيادة سورية وتوفير مختلف وسائل الدعم للإرهاب، وبيّن أن المشكلة الإنسانية المتمثلة بإدخال المساعدات عبر الحدود هي موضوع مختلق وزائف لأن المساعدات التي تدخل عبر المعابر هي أقل من خمسة بالمئة من إجمالي الاحتياجات المقدّمة، وهي بالنتيجة تصل إلى المجموعات الإرهابية، لتتحوّل هذه المساعدات من أداة لتخفيف معاناة الناس إلى دعم للإرهاب وتمويله، موضحاً أنه تم إغلاق ثلاثة معابر كانت تدخل المساعدات عبرها بقرارات من مجلس الأمن وبقي معبر باب الهوى، الذي تعمل سورية مع الأصدقاء على إغلاقه، وهو ما يفسر هذه الهيستيريا للإدارة الأمريكية والنظام التركي.

سورية لن تسمح لأي جهة كانت بالتطاول على سيادتها

وجدد سوسان التأكيد على استمرار سورية بإيصال المساعدات إلى مستحقيها على كامل أراضيها دون تمييز، ومواصلتها التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في هذا الشأن، على أن يتم إيصال المساعدات من دمشق بموافقة الحكومة السورية، وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 182-46، مشدداً على أن سورية لن تسمح لأي جهة كانت بالتطاول على سيادتها، وخاصة من أولئك الذين امتهنوا الكذب ويتاجرون بكل القيم والمبادئ لخدمة أجنداتهم الدنيئة على حساب معاناة الناس، وما شهدناه في اجتماع روما الأخير لما يسمى “المجموعة المصغّرة” يؤكّد ذلك بكل وضوح.

النظام التركي مجرم ولا يستحق أبداً صفة الضامن

وأشار سوسان إلى أن استمرار النظام التركي بدعم المجموعات الإرهابية وعدم التزامه بتعهداته بهذا الصدد يمثّل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، إضافة إلى ممارساته العدوانية وسياسات التتريك التي يتبعها في مناطق انتشار أدواته من المجموعات الإرهابية، والمتمثّلة بتغيير المناهج الدراسية وتغيير أسماء المدن والقرى والبلدات والترويج للعملة التركية وسحب الهوية السورية واستبدالها ببطاقات تركية وإحداث أمانة عامة للسجل المدني في إدلب، إضافة إلى قطع المياه لمرات عدة عن أهلنا في الحسكة، الأمر الذي يمثّل أحد أشكال الإبادة وجريمة حرب ضد الإنسانية، مشدداً على أن هذا النظام المجرم والخارج عن القانون بسياسته التدميرية والعدوانية ضد السوريين يؤكّد ما كانت تقوله سورية منذ اليوم الأول لعملها في أستانا بأن النظام التركي هو الضامن للمجموعات الإرهابية، ولا يستحق أبداً صفة الضامن لهذه العملية، لأنه عاجز عن الالتزام حتى بالبيانات التي يوقّع عليها.

الاحتلال الأمريكي والتركي أهم أسباب إطالة أمد الأزمة

وأوضح سوسان أن الاحتلال الأمريكي والتركي لأجزاء من الأراضي السورية يمثّل أهم أسباب إطالة أمد الأزمة فيها واستمرار معاناة السوريين، ما يتطلب من المجتمع الدولي التحرّك لوضع حد لهذا الوجود غير الشرعي لقوات الاحتلال التركي والأمريكي، الذي يهدد الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة برمتها.

ولفت سوسان إلى أن الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير المشروعة، وسرقة ثروات السوريين ومقدراتهم من قبل قوات الاحتلال الأمريكي، إضافة إلى آثار الحرب الظالمة على سورية، والتي استهدفت البنية التحتية والخدمية والعملية الإنتاجية، تمثّل السبب الأساسي في معاناة السوريين، وذلك بهدف كسر إرادتهم، مؤكداً أن سورية، التي واجه شعبها وجيشها بصلابة هذه السياسات، ستقوم بملاحقة الولايات المتحدة بكل الوسائل القانونية المتاحة على الجرائم التي ارتكبتها بحق السوريين وسرقة نفطهم وقمحهم ومقدراتهم ومطالبتها بالتعويضات عن ذلك.

عودة الموقوفين والمختطفين إلى بيوتهم وأهاليهم على رأس سلم أولويات سورية

وبين سوسان أنه فيما يتعلق بموضوع الموقوفين والمختطفين فإن سورية تعتبر عودة هؤلاء إلى بيوتهم وأهاليهم على رأس سلم أولوياتها، لأنها تنظر إليه أولاً، وقبل كل شيء، ببعده الإنساني، على العكس تماماً من النظام التركي الضامن للمجموعات الإرهابية، والذي ما زال يستثمر في معاناة السوريين لخدمة أجندته التوسعية، موضحاً أنه في هذا الإطار فإن مراسيم العفو التي صدرت منذ العام 2012 أدت إلى إخلاء سبيل عدة آلاف من الموقوفين الذين صدّرت بحقهم قرارات من القضاء وكذلك في إطار جهود المصالحة الوطنية.

وجدد سوسان تأكيد سورية على متابعة عمل لجنة مناقشة الدستور، على أساس أنها حوار سوري سوري بقيادة وملكية سورية دون أي تدخل خارجي، وأن الوفد الوطني كان دائماً بناءً وإيجابياً في طروحاته، في حين أن الطرف الآخر، ومن خلفه من الدول الغربية، هو من يعرقل عملها ويمنع استئناف جولاتها، وبالتالي يتحمّل المسؤولية الكاملة عن ذلك.