ثقافةصحيفة البعث

معرض بسام الحجلي وربا قرقوط.. الثنائي المحبب

شهدت صالة المعارض في المركز الثقافي العربي (أبو رمانة) مؤخراً المعرض المشترك للفنان بسام الحجلي والفنانة ربا مروان قرقوط اللذين قدما آخر نتاجهما التشكيلي المشترك، حيث تركزت لوحات الحجلي حول موضوع واحد هو الأزهار والورود، فيما تناولت ربا بعضاً من جوانب الحالات الإنسانية المختصرة في فن رسم البورتريه ضمن محاولات تحويرية للمعالم المباشرة للوجه، إضافة إلى بعض الأعمال التجريبية والتجريدية التي لم تخرج عن مضمار المختبر التقني واللوني المتاح للفنانة التي تتميّز بشخصية ميالة إلى المغامرة واستكشاف عوالم جديدة ممكنة من خلال اللوحة القائمة على إظهار التوقعات العفوية التي يحدثها توزيع الألوان على السطح بتداخلاتها مع الماء وما تحقّقه من مجاورات لونية أخرى تتطلّب إعادة الإخراج اللاحق بالحذف أو الإضافة، هذه العلاقة بين الفنان واللوحة قد تبدأ عفوية متشابكة بحالة اللعب والفرح وتنتهي عند حدود بداية الوعي والعقلانية في العمل، حيث التظهير النهائي للفكرة أو للصورة المرجوة من العمل بتفاصيله البنائية كالتكوين والاستقرار البصري المقنع للفنان.

ربا قرقوط فنانة مجتهدة لها العديد من المشاركات في المعارض الجماعية، وأنجزت معرضها الفردي الأول منذ سنتين في صالة لؤي كيالي للفنون الجميلة، واكتسبت خبرة خاصة في تقديم ما تريد من طرح مثلما اكتسبت خبرتها الفنية من خلال ملازمتها مرسم الفنان الحجلي إلى حدّ أنهما شكلا الثنائي المحبّب عند أصدقائهما الفنانين كنموذج للعلاقات الإنسانية التي يجمعها هاجس الفن والإبداع، كما ينظر لمنتج هذا الثنائي على أنه متشابه في مشاغل عديدة، أبرزها ذلك الهاجس المشترك بينهما في الرغبة بإنجاز لوحة تصوير جديدة لا تُعنى بتفاصيل الواقع المادي بقدر العناية بأهمية اكتشاف طاقة جديدة في العمل التشكيلي تتولّد من خلال البحث في روحية المشهد ودلالاته النفسية على حساب المهارات التقليدية لفن التصوير ومقاربة الواقعية التسجيلية، ويتضح ذلك جلياً في تجربة بسام الحجلي الوافرة بتلقائيتها وإهمال التفاصيل لمصلحة الفكرة البسيطة، وهي مجموعة من الزهور تبعث على البهجة والفرح رغم عبثية ترتيبها على اللوحة وسرعة إنجازها الماهرة، والمؤكد أن لهذا الفنان خاصية المحترف في التعامل مع الأصبغة والألوان والممارس لأعمال الإكساء للسطوح والعارف لقيمة الأثر الفني في المكان المتوقع الذي ستركن اللوحة فيه، بمعنى أن الحرفية التي يمتلكها بسام استفاد منها في جوانب تأليف العمل الفني وإخراجه دون الوقوع في التزيينية وتفاصيل المهارات المغرقة في استجداء دهشة المتلقي، وحسبي أن وراء ذلك شخصية نافرة وشجاعة تثق بخبرتها وتسعى إلى تأكيد ذاتها المختلفة عن حالة الرسام التقليدي.

هذا المعرض واكبته أجواء احتفالية اجتماعية كانت نتيجة لعلاقة هذا الثنائي مع محيط أصدقائهما وما يغلفها من ودّ وتبادل كرّسه ذكاء الحجلي المجتهد في التواصل والحاضر دائماً في كل معارض أصدقائه برفقة ربا، حتى أضحيا الظل المحبّب لبعضهما، فهو الرجل الطويل القامة والظريف وهي الجميلة التي ترسم..

شكراً بسام وربا على هذا المعرض، حيث الوردة والإنسان يعيشان في بسمة واحدة.

أكسم طلاع