مجلة البعث الأسبوعية

شكل ولون وملمس كوب القهوة يؤثر على طعمها.. عليك اختيار الفنجان المناسب!!

من منا لا ينتظر كوب القهوة الساخن ذا الرائحة الغنية التي تملؤنا نشاطاً؟ لكن، هل شعرتم يوماً بأن طعم القهوة يتغير عندما تشربها في كوب مختلف؟ شعورك صحيح! إذ أثبتت دراسات حديثة أنَّ شكل ولون وملمس كوب القهوة يؤثر على طعمها وغناها بالطعم.

يُكثر البعض من شرب القهوة، لأنه لم يستمتع بها بما فيه الكفاية، وقد يكون السبب هو الكوب. إذ إن إحساس الإنسان بنسبة الكافيين في القهوة وكثافة طعمها لا يعتمد فقط على نوعية القهوة وطريقة تحضيرها، بل على عدة عوامل أخرى تشمل شكل ولون وملمس كوب القهوة. نقدم لك في هذا المقال دليلك لاختيار كوب القهوة المناسب لذوقك.

 

كيف يؤثر لون كوب القهوة في طعمها؟

قد تظن أن لون فنجانك أو كوب قهوتك غير ذي أهمية، لكن العلم يقول غير ذلك، كما أشارت دراسة جديدة. إذ أن اختيار فنجان القهوة عامل مهم لتحصل على مذاق القهوة الذي تريده. واستخدمت الدراسة نوعين من حبوب القهوة، صنف برازيلي ذو مذاق حلو وصنف كينيّ ذو مذاق حامض، واستخدمت أربعة أكواب قهوةٍ ألوانها مختلفة (وردي وأبيض وأخضر وأصفر).

قام المشاركون بتقييم انطباعاتهم قبل وبعد شرب القهوة. وحاول الباحثون تسجيل توقعات المشاركين قبل تذوق القهوة وانطباعاتهم ومدى رضاهم عن الطعم بعد أن تذوقوها.

ماذا كانت النتائج؟

أثبتت الدراسة لأول مرة، أن لون كوب القهوة يؤثر بشكل كبير على استطعام الشخص للقهوة ومدى استمتاعه بها. اللون الوردي جعل المشاركين يتوقعون قهوة ذات مذاق حلو، بينما جعلتهم الأكواب الصفراء والخضراء يتوقعون القهوة الحامضة. وعندما لم تتحقق توقعاتهم – يجدون القهوة حامضة في كوب وردي أو قهوة مسكّرة بكوب أخضر أو أصفر – عبّر المشاركون عن عدم إعجابهم بالقهوة وعدم استمتاعهم بها. كما لاحظوا أنّ وضع القهوة الكينية الحامضة في كوب وردي ضاعف شعورهم بحموضتها.

لذلك إذا كنت تشرب قهوة حلوة وترغب في زيادة إحساسك بحلاوتها، فجرّب أن تشربها في فنجانٍ وردي. أما إذا كنت تفضل القهوة السوداء الحامضة أو المرة، فقد ترغب في تجربة فنجان أصفر أو أخضر. في أي حال، لا تشرب القهوة الحمضية في كوب وردي أو قهوة حلوة في كوب أصفر، ففي الغالب لن تعجبك القهوة.

 

أيضاً.. اختر شكل كوب قهوتك بعناية أكبر

أثبتت دراسة، نُشرت عام 2018، أنَّ شكل كوب القهوة يؤثر على طعمها وبقائها ساخنة فترة أطول. قارنت الدراسة بين الأكواب التي تشبه زهرة التوليب والأكواب الواسعة من الأعلى والأكواب المخصرة (التي تشبه الساعة الرملية). بالنسبة للهواة ولعشاق القهوة وخبرائها على حد سواء، كان كوب التوليب هو الأفضل من ناحية حفظ رائحة القهوة ومزجها جيداً، بينما كانت حموضة القهوة أو حلاوتها مكثفةً أكثر في الكوب المخصّر. بشكل عام، استمتع خبراء القهوة بتجربة الكوب المخصّر أكثر بكثير من الهواة.

من ناحية أخرى، يحافظ شكل الكوب المخصر على حرارة القهوة مدة أطول. كما ينصح باستخدام الأكواب ذات الجدران السميكة أو ذات الجدارين، لأنها تحافظ على حرارة القهوة بشكل فعال أكثر.

لهذا إذا كنت من محبي القهوة المركزة، عليك أن تجرب الأكواب المخصّرة إن لم تكن تفعل بالفعل. وعلى الرغم من ذلك، فقد تعجبك أيضاً الرائحة المركزة التي تمنحها أكواب التوليب؛ ذلك لأن شكل كوب التوليب من أعلى يكثف الرائحة ويمنح الوقت الكافي للأنف أن تشمها.

 

ملمس فنجان القهوة يؤثر على مذاقها أيضاً!

العامل الثالث الذي قد يؤثر في تجربة القهوة الصباحية ومدى رضاك عن قهوتك هو ملمس فنجان قهوتك. تضمنت إحدى الدراسات، التي أجريت في روسيا، أكواباً خزفية ناعمة وخشنة وحاولت اختبار ما إذا كانت تؤثر على مذاق القهوة أم لا، وطلبوا من المشاركين تصنيف القهوة حسب الحموضة والحلاوة والمذاق لكل نوع من أنواع القهوة.

وجد المشاركون أن القهوة أكثر حمضية عندما تُشرب في فنجان خشن وتكون أكثر حلاوة من كوب ناعم الملمس. ووجدوا أيضاً مذاقاً جافاً غير محبّب عند الشرب من فناجين القهوة الخشنة. لعل هذا هو السبب في أن معظم فناجين القهوة ناعمة وإن كانت مزخرفة!