اقتصادصحيفة البعث

الأسواق الناشئة تحيد عن خطة اللعب

كانت خطة اللعب في الأسواق الناشئة بالنسبة للمستثمرين مألوفة لعقود من الزمن، فعندما ترتفع أسعار السلع، فإن أسهم الأسواق الناشئة ترتفع، والعكس صحيح لأن المنطق بسيط: العالم الناشئ هو المكان الذي يأتي منه أغلب السلع.

إذا كنت متفائلاً أو متشائماً بشأن النمو العالمي، فإنك تشعر بالشيء نفسه حيال السلع الأساسية وأسهم الأسواق الناشئة، لكن هذا العام قد تغير السرد، فعندما أصبح الانتعاش ما بعد فيروس كورونا مرئياً في أواخر العام الماضي، ارتفع كلتا المجموعتين من الأصول.

بين أوائل تشرين الثاني وفي أواخر كانون الثاني، ارتفع مؤشر إس آند بي “جي إس سي آي” ومؤشر أسهم الأسواق الناشئة “إم.اس.سي.آي” بنحو 25 %.

منذ ذلك الحين، ارتفعت أسعار السلع بنسبة 30 % أخرى، في حين تراجعت أسهم الأسواق الناشئة.

ويتمثل أحد التفسيرات البسيطة في أن هناك سبباً أقل مما كان متعارفاً عليه لارتفاع أسهم الأسواق الناشئة والسلع وانخفاضها معاً.

وقد انقضت الأيام التي سيطر فيها منتجو السلع الأساسية في أمريكا اللاتينية على مؤشر “إم. إس. سي. آي” للأسواق الناشئة منذ أمد بعيد.
واليوم، تشكل الشركات في الصين وتايوان وكوريا الجنوبية والهند ثلاثة أرباع المؤشر.

تهيمن التكنولوجيا الآن، خصوصاً وتشكل أسهم تكنولوجيا المعلومات 20 % من معيار “إم. إس. سي. آي” ومع ذلك، يقول دانيال سيرا من “رينسانس كابيتال”، مختص في الأسهم في السوق الحدودية، إن وزنهم الحقيقي يكاد يكون ضعف هذا القدر.

ووفقاً لحساباته، بما في ذلك شركات التكنولوجيا في قطاعات مثل خدمات الاتصالات والتقدير الاستهلاكي، تشكل أسهم التكنولوجيا 38 % من المؤشر.

يقارن ذلك بأقل من 5 % لأسهم الطاقة و9 % للمواد. ومع ذلك، واصلت السلع الأساسية وأسهم الأسواق الناشئة التقدم جنباً إلى جنب، حتى وقت قريب.

قد يكون هذا ببساطة انعكاس لشهية المستثمرين للمخاطر. لكن هناك أسباب عالمية حقيقية. في كثير من الأحيان، كان المحرك لكلتا المجموعتين من الأصول الصين.
إن صمود البلاد في مواجهة الوباء -حيث كان الاقتصاد الرئيس الوحيد الذي سجل نموا عام 2020- قد تشير إلى أن هذا السرد لا يزال حياً.

لكن المخاوف بشأن التمويل الضعيف في أجزاء من الاقتصاد الصيني ظهرت مرة أخرى على رادارات المستثمرين. زادت بكين من التدقيق في سوق الائتمان بقيمة 17 مليون دولار في البلاد، ما يجعل الاستقرار المالي مرة أخرى أولوية حول النمو الاقتصادي.

ونظراً لأن ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم من غير المرجح أن يحرز تقدما كما كان الحال في السابق، فقد تباطأ الدافع وراء أسعار السلع الأساسية وأسهم الأسواق الناشئة.
لحسن الحظ بالنسبة لمنتجي السلع، فإن إنفاق الولايات المتحدة على التحفيز قد تدخل في الحفاظ على أن يبقى الطلب فعالاً.
لقد طغت على الأسواق حالة بعدم اليقين، وتفاقمت من خلال مفاجآت البيانات من الولايات المتحدة بشأن العمل والتضخم. الجميع يتوقعون المفاجآت.

لكن كيف يمكن القيام بالتنبؤات؟ عندما نحصل يتم الحصول على هذا الحجم من المفاجآت الخارجية على البيانات الأمريكية؟. لكن الصورة العالمية لا تزال غير متكافئة، حيث لا تزال أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا مرتفعة في أجزاء من أمريكا الجنوبية، وتشكل احتمالية وجود متحور جديد خطرا مستمرا حتى يطابق اللقاح العالمي نظيرة في العالم الغني. وقال إن فصل السلع وأسهم الأسواق الناشئة، كان بمنزلة تجربة مسبقة لما هو مقبل.
(وكالات)