ثقافةصحيفة البعث

القيمة الفنية للحُلي والأزياء الشعبية

دير الزور- خالد جمعة

تعدّ الأزياء الشعبية وما يصاغ من حُلي من ذاكرة الموروث الشعبي لكل منطقة، والتي اعتمدت في بدايتها على الصياغة الفنية واعتمدها الحرفي بعد ذلك وطور فيها، هذا ما تطرّق إليه الفنان خليل عبد اللطيف في محاضرته التي حملت عنوان “الحُلي والأزياء الشعبية وقيمتها الفنية”، وذلك في المركز الثقافي العربي بدير الزور، حيث قال: تمثل الأزياء الشعبية عنواناً بارزاً من عناوين المجتمعات، ودليلاً واضحاً على عاداتها وتقاليدها وثقافتها وحضارتها وحالتها الاقتصادية، وهي تعدّ جزءاً من الموروث الشعبي، وعنواناً له لارتباطها بالعادات والتقاليد والمؤثرات البيئية، فالأزياء الشعبية والحُلي هي الإطار الأكثر انعكاساً في عملية التمايز بين الشعوب لما تمثله من صورة عن المجتمع، وهي بالتالي أحد عناصر التراث الشعبي والاهتمام بها والحفاظ عليها في أي بلد هو قضية تراثية لكونها تاريخية الأصل تحتاج إلى حفظ ورعاية.

ويتابع عبد اللطيف مذكراً بأن لتلك الحُلي والأزياء قيمتها الفنية التي تعبّر عن القيم الجمالية التي وجدت من أجلها في البداية، وعوامل الزمن والتجديد جعلتها تحمل إطاراً فنياً له خصوصيته ومعانيه ودلالته، كما لها معانٍ رمزية مختبئة وراء تلك الزخارف والتطريز لحياة الإنسان، فهي مرآة تعكس وجوده الإنساني ومفاتيح شخصيته، وتعدّ دليلاً على حضارته. ويضيف: لكل منطقة أزياؤها التي توحي بطبيعتها الجغرافية والمناخية، وبشكل عام فإننا يمكن أن نلاحظ تقارباً في تفصيل تكوينها واختلافاً في رؤيتها الفنية عبر العصور إلى أن تبلورت وأصبحت على شكلها الحضاري، ونستطيع بالتالي أن نتعرف على ماهية البلد وعنوانه ومسمّاه من خلال طريقة التفصيل ومهارة الحرفي في صياغة الحُلي وإكسابها الجمالية الفنية التي تعكس صورة عمق الفن في كل مجتمع أو منطقة. وختم الفنان عبد اللطيف محاضرته بأن الأزياء والحلي تشكل جزءاً من هوية البلد، وتميّزها عن غيرها وتعطيها خصوصيتها.