اقتصادصحيفة البعث

انتبهوا أيها المنظّرون..!

حسن النابلسي

من المفترض أن يضع  حديث السيد الرئيس بشار الأسد خلال خطاب القسم عن أولئك الذين لم يبدّدوا وقتهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ينشدون الحلول، بل “نزلوا إلى الميدان، بحثوا عن حل، وجدوا الحل، أسسوا المنشأة وبدؤوا بالإنتاج”.. حداً للمنظرين من قطاع الأعمال وعبثيتهم لجهة الشكوى الدائمة مما يواجههم من تحديات كان يمكن تجاوزها فيما لو اجتهدوا على ذلك.. مع الإشارة هنا إلى عدم إنكارنا لواقع متخم بالصعوبات على مستويات عدة.. وهنا كان السيد الرئيس واقعياً بقوله “تخفيف العقبات أمر ضروري لكنه لا يعوض عن زيادة الإنتاج التي تعتبر أساس تحسن الاقتصاد والوضع المعيشي… فهذا ألف باء الاقتصاد.. ودور الدولة هو فتح الأبواب بشكل أوسع للاستثمار في كل المجالات، صناعية وسياحية وخدمية، وأهمها بالطبع الزراعية ولمختلف الشرائح، كبيرة ومتوسطة وصغيرة، وهذا ما عملنا عليه بهدف تحسين بيئة الاستثمار”.

إن تركيز السيد الرئيس على هؤلاء الجديين يؤكد أن العمل المقترن بالإرادة الصلبة، والإدارة الجادة، كفيل باجتراح الحلول لأي عقبة أو تحدٍ يواجه أي مشروع، أو الالتفاف عليها على أقل تقدير..!.

من يتابع أحاديث وتصريحات رجال الأعمال سرعان ما يكتشف براعة شريحة لابأس بها منهم  بإعادة سرد العوائق الاستثمارية والتشريعية واللوجستية التي باتت معروفة للقاصي والداني، دونما أن يقدّموا أدنى الحلول لها إلا من رحم ربي..!.

في المقابل، نجد أن هناك الكثيرين من أصحاب الورش يعملون بصمت.. فهؤلاء بالفعل يضيفون قيماً مضافة للاقتصاد الوطني من خلال ما ينتجونه رغم ما يواجهونه من صعوبات سواء تلك المتعلقة بالطاقة، أم تلك المتصلة بمسألة تصريف الإنتاج وغيرها.. لا بل أن بعضهم استطاع تطوير ورشته الصغيرة لترتقي إلى مستوى مشروع متوسط قابل لأن يكون كبيراً يوماً ما..

كفاكم تنظيراً وما لكم إلا العمل سبيلاً لإثبات حُسن نواياكم.. فالبون شاسع بين مُنظّر مستكين لمشاكل قد لا تنتهي، وعملي يدأب متسلحاً بالإرادة على تعزيز إنتاج بلده بما يتيسر له من قوة وإمكانيات ذاتية..

hasanla@yahoo.com