دراساتصحيفة البعث

تعثر حزب الخضر لمنصب المستشارية

تقرير إخباري

قررت المستشارة أنجيلا ميركل الانسحاب من الحياة السياسية بعد 16 عاماً من زعامة أكبر بلد أوروبي، ولا تزال التساؤلات مفتوحة حول من سيخلفها، وهل من المرجح أن يلعب حزب الخضر دوراً رئيسياً ليكون العنوان الأبرز للقطيعة مع عهد ميركل؟.

حسب استطلاعات الرأي الأخيرة لن يكون حزب الخضر مرحباً به في السلطة العليا فهناك تراجع واضح لشعبية أنالينا بيربوك مرشحة الحزب إلى منصب المستشارية بسبب ارتكابها لعدد من الأخطاء، وكونها غير قادرة على تكوين فريق قوي ومتصل بشبكات قادرة على استشعار الأزمات ورصدها مبكراً، كما أن الظهور الإعلامي لـ بيربوك والاهتمام الشعبي المتزايد بحماية البيئة ليسا كافيين لإحداث ثورة وبالتالي قطيعة سياسية جذرية في الانتخابات المقبلة.

إن حزب الخضر متشبث بترشيح أنالينا بيربوك لمنصب المستشارية، رغم إقرارها بارتكاب أخطاء أضعفتها في السباق نحو خلافة ميركل، فقد قالت بيربوك في مؤتمر تعيينها مرشحة من قبل الحزب في 12 حزيران 2021: “حقبة تشارف على نهاية ميركل وترتسم أمامنا إمكانية بدء حقبة جديدة وحان الوقت لتجديد بلدنا ولكن يبدو أن إحراز فوز كاسح للخضر بعيد المنال بعد أن كان صاحب الحظ الأوفر في الاستطلاع الذي جرى في 26 أيلول الماضي”.

ويعتقد المراقبون أن حزب الخضر قد يتزعم ثورة شاملة تعيد تشكيل المشهد السياسي الألماني بعد تصدره لفترة لوائح تصويت الناخبين غير أنهم تراجعوا بشكل ملفت في الاستطلاعات الأخيرة أمام التكتل المسيحي المحافظ رغم ضعف شعبية زعيمه أرمين لاشيت.

وتواجه بيربوك مرشحة الحزب لمنصب المستشارية عقبات في توجهات الرأي العام ، فحسب استطلاع للرأي يعتبر غالبية الناخبين الألمان أنه كان من الخطأ اختيارها بدلاً من زميلها روبرت هابيك، الذي يشاركها في رئاسة الحزب للترشح لمنصب المستشارية،  و61% من الألمان لا يؤيدون قرار الحزب مقابل 24% فقط يرونه صائباً، غير أن نفس الاستطلاع أظهر أن 64% من أنصار الحزب موافقون على ترشيح بيربروك مقابل 24% الذين يرون عكس ذلك، فيما يرى 14% فقط من الناخبين الألمان في عموم البلاد أن بيربوك ستكون المستشارة التالية لألمانيا خلفاً لـ ميركل، ويعتقد 79% انعدام فرص بيربوك في تحقيق نجاح في الانتخابات يؤهلها لشغل هذا المنصب.

يذكر أنه بعد اختيار حزب الخضر لـ بيربوك في منتصف نيسان الماضي مرشحة له لمنصب المستشارية، حققت شعبية الحزب ارتفاعاً قياسياً في المرحلة الأولى وتجاوزت نسبة تأييد الحزب حينها نسبة تأييد التكتل المسيحي الذي تقوده ميركل وذلك قبل أن تتراجع هذه النسبة تدريجياً في سياق سلسلة من القضايا موضع الجدال. ولكن بيربوك، منذ إعلان ترشيحها، ارتكبت عدداً من الأخطاء الصغيرة المزعجة، ومن بينها سيرتها الذاتية غير الدقيقة، وعدم تصريحها بمداخيل تلقتها من قبل حزبها، وهو أمر محرج خاصة بالنسبة لحزب يضع الشفافية عنواناً عريضاً لبرنامجه السياسي، إضافة إلى اتهامات بالسرقة الأدبية أو على الأقل بعدم الدقة في الاستشهادات في كتاب ألفته.

وتعثر حزب الخضر في السباق نحو المستشارية لا يعود فقط لأخطاء مرشحتهم، وإنما أيضاً لعدم اليقين إذا كانوا قادرين كحزب على إقناع الألمان بضرورة تغيير جذري للتوجه السياسي للبلاد على غرار ما قام به المستشار فيلي براندت عام 1969 الذي قاد إصلاحات اقتصادية واجتماعية جذرية وغير توجه السياسة الخارجية للبلاد.

عائدة أسعد