دراساتصحيفة البعث

خطاب ماكرون المليء بالكراهية

تقرير إخباري

اعتبر الكثير من المحللين والمراقبين الفرنسيين خطاب ماكرون الأخير الذي ألقاه في 12 تموز بأنه استفزازي، ودعوة للحرب على الشعب الفرنسي، إذ لم يتردد في الإعلان عن البرنامج الذي اقترحته الأوليغارشية وخطاب العولمة لاستعباد الشعوب. وهذا ما اعتبره المراقبون مسير فرنسا نحو الصدارة في الديكتاتورية، والاستهزاء بالمكاسب الاجتماعية، وتفاقم الاستبداد الصحي، وانتهاك قانون نورمبرغ الصادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عام 2002  والذي ينص على أن التطعيم الإجباري علاجاً طبياً لا إرادياً، وأن التلاعب به يشكل تدخلاً في احترام الحياة الخاصة للمواطنين الذي تضمنته المادة 8 من القانون الأوروبي حول اتفاقية حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

وذكر المراقبون بأن دور السلطة هو توفير الخير للمجتمع، وإذا فشلت السلطة في هذه المهمة فإنها تفقد ليس فقط الحق في الأمر، ولكن أيضاً سبب وجودها، و أن الحكومة التي تعمل ضد الصالح العام لن تعد شرعية حتى لو كانت قانونية.

واعتبر هؤلاء المحللون أن ماكرون أصبح طاغية القرن الحادي والعشرين، لأنه الحاكم الفرنسي الوحيد الذي وصل إلى السلطة من خلال الدعاية الإعلامية على يد مافيا فوق وطنية من أجل خدمة المصالح الإجرامية لتلك المافيا، وأنه لولا هذا  التلاعب الجماعي لا يمكنه الحصول على موافقة 1/6 من السكان. لذلك يراه المراقبون أنه ينخرط في قمع شرس ضد الناس ويأمر حراسه بضربهم بوحشية، وهو ما جعله موضع خلاف أكثر فأكثر نتيجة الترسانة التشريعية التي سنّها لقتل الحرية وفرض الرقابة على أي ملاحظات انتقادية أو محرجة باسم أنباء كاذبة مزعومة أو تحريض على كراهية غير محددة.

بالإضافة إلى تدميره أبسط الحريات المدنية من خلال إعداد نظام للمراقبة العامة للسكان عبر التحكم في جميع بيانات حياة المواطنين بهدف استبعاد تعسفي من الحياة الاجتماعية لأي معارض للنظام العالمي الجديد.

هذا الحاكم نفسه، بحسب المحللين، يعمل لصالح المافيا التي وضعها في السلطة، ويبيع للمصالح الخاصة والأجنبية أصول الأمة والشركات الإستراتيجية، ويأذن وينظم نهب مدخرات الشعب ومعاشاته لصالح صناديق الاستثمار الخاصة المتخصصة في المضاربة والربا.

هذا الحاكم نفسه، بأوامر من أقلية عديمة الجنسية وعالمية، بعد أن استخدم معلومات كاذبة تستند إلى أرقام مزورة ومضللة، يقرر خطف كل الناس بوضعهم رهن الإقامة الجبرية، وبالتالي فرض تعذيب نفسي لشعبه يضاهي المعاملة التي تلحق بهم في نظام السجون على المجرمين، مما أدى إلى اكتئاب وانتحار، وكذلك الوقوع في الخراب والإفلاس.

هذا الحاكم نفسه لا يهاجم الأمة فحسب، بل يهاجم كل فرد من أعضائها في سلامتهم الجسدية، بالإضافة إلى نهب الثروة الوطنية، وإغراقهم بالرسوم والضرائب التي يمكن أن تمثل أكثر من نصف ثمار عملهم الذي يتم الحصول عليها من خلال عملهم.

هيفاء علي