الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

للأسبوع السابع.. مليون مواطن في الحسكة دون مياه وصمت دولي متواطئ

للشهر الثاني لا تزال محطة علوك متوقّفة عن العمل، رغم أنها المصدر الوحيد والرئيس الذي يزوّد أكثر من مليون مواطن في الحسكة والقرى والتجمعات السكانية بريفها بالمياه، وسط صمت دولي متواطئ على جريمة النظام التركي باستخدام المياه كسلاح حرب.

وتوقّفت محطة علوك عن العمل، في الـ25 من شهر حزيران الفائت، بعد قطع ميلشيات “قسد” التيار الكهربائي عن مدينتي رأس العين وتل أبيض، الخاضعتين لسيطرة الاحتلال التركي، فيما يقوم النظام التركي بتخفيض الوارد المائي من المحطة إلى أقل من 10%، بسرقة حصة سورية من مياه نهر الفرات، الأمر الذي أدى لانخفاض المنسوب في السد وتوقّف كل عنفات توليد الطاقة الكهربائية، وصولاً إلى سرقة وحجز مياه روافد نهر الخابور ما أدى إلى جفافه نهائياً وتوقف كل الأنشطة الزراعية على سرير النهر.

أهالي الحسكة وريفها، ممن يعتمدون على الزراعة، يعيشون معاناة يومية لتأمين القليل من المياه، ويؤكدون أن ما يقوم به الاحتلال التركي يخالف كل الأعراف الدولية وينتهك أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني عندما يتخذ مع مرتزقته الإرهابيين من المياه عامل ضغط يبتز من خلاله الحاضنة الشعبية للدولة السورية، حارماً إياها من أبسط مقومات الحياة، وكل هذا يجري على مسمع ومرأى العالم والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية، التي لم تكلّف نفسها ببيان إدانة لهذه الجريمة.

يأتي ذلك وسط استمرار الجهود السورية الروسية المشتركة لإعادة ضخ المياه من المحطة، إذ تعمل الجهات المعنية، ممثلة بمديرية مؤسسة مياه الحسكة والمحافظة إلى جانب الهلال الأحمر العربي السوري والمجتمع الأهلي، على تأمين ونقل مياه الشرب للأهالي، وذلك من محطات آبار بديلة تمّ حفرها، إضافة لآبار احتياطية، ونقل المياه بالصهاريج، والتي تتم تعبئتها بإشراف من المؤسسة للتأكد من صلاحيتها للشرب، كما يتم الاعتماد على خزانات تمّ وضعها في مركز المدينة، وسط جهود حثيثة من الجهات المعنية بشكل يومي لزيادة أعداد هذه الخزانات.

وفي سياق الإجراءات الحكومية، في ظل استمرار المحتل التركي بجريمته، اتخذت المحافظة والجهات المعنية جملة إجراءات إسعافية لتأمين مياه الشرب لأبناء مدينة الحسكة، كزيادة عدد الصهاريج التي تقوم بنقل المياه إلى مركز المدينة، وتنفيذ العديد من المبادرات الهادفة إلى التخفيف من معاناة الأهالي عن طريق فرع الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” والجمعيات الأهلية.

بالتوازي، عقد الجانب الروسي اجتماعات عديدة مع قوات الاحتلال التركي وميليشيا “قسد” بهدف الوصول لآلية تنهي المشكلة على قاعدة الكهرباء مقابل المياه، حسب مصادر متطابقة، أشارت إلى أنه تمّ الاتفاق على تزويد رأس العين وتل أبيض بـ16 ميغا مقابل تشغيل محطة علوك بطاقة عالية تسهم في إنهاء أزمة مياه الشرب في الحسكة، مضيفة: أن “الخلافات عادت صباح اليوم ما يهدد بانهيار الاتفاق، بعد منع الاحتلال التركي الورشات الحكومية من الوصول إلى المحطة، وقطع ” قسد” الكهرباء عن رأس العين، وتابعت أن “الجهود الروسية تتواصل لتذليل العقبات، والوصول لاتفاق ينهي معاناة الأهالي مع انقطاع المياه عن الحسكة وأريافها”.

وأكدت مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في سورية، أكجمال مختوموفا، منذ 3 أسابيع، خلال زيارتها محافظة الحسكة أن مكتب المنظمة قلق من مخاوف انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف أهالي مدينة الحسكة وأريافها، نتيجة استمرار أزمة شح المياه، وانقطاعها التام.