اقتصادصحيفة البعث

هل تهدد الطاقة المتجددة مستقبل الذهب الأسود؟

تتلاشى جميع التوقعات المتفائلة على خلفية التقرير الذي نشره خبراء شركة “وود ماكنزي”، ووفقاً لمعدي التقرير، سيبدأ الطلب على النفط بالانخفاض بحلول عام 2023، وبحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، سينخفض بنسبة 70% مقارنة بالأرقام الموجودة اليوم، وبحسب خبراء وود ماكنزي، سيتحقق هذا السيناريو إذا ما اتجهت الاقتصادات الرائدة بشكل حاسم نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس بشأن المناخ، والتحول إلى الطاقة الخضراء.

في الحقيقة تقوم الاتفاقية على مكافحة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل فعال، وبناء على ذلك، يتمثّل التهديد وفقاً للخبراء في كهربة النقل والصناعة، ما سيؤدي إلى تجاهل استخدام النفط من مجال الطاقة، وتدمير السوق فعلياً، وفي هذه الحالة، سينخفض سعر خام برنت بحلول عام 2030، ليتراوح سعر البرميل بين 37 و42 دولاراً، بينما سيصل إلى 10 دولارات بشكل عام بحلول عام 2050.
مع ذلك، يرى خبراء آخرون أن مثل هذه التوقعات بعيدة كل البعد عن الواقع، ففي الوقت الراهن، تنفرد وسائل النقل، بما في ذلك الطائرات والسيارات، بنسبة 65% من الاستهلاك العالمي للوقود، ويعود السبب في ذلك إلى عدم تحول الطائرات بعد إلى مصادر الطاقة الخضراء، ما يعني وجود طلب على البنزين لفترة طويلة مقبلة.
من جانبه، قال مؤسس إحدى العلامات التجارية: إن “الانتقال سيحدث تدريجياً، بداية بالمركبات الخفيفة”، إلى ذلك يؤكد الخبراء أن السوق لن تسمح بانخفاض النفط إلى 10 دولارات للبرميل، وطالما أن احتمال إنتاجه قائم، ستكون هناك طرق لاستخدامه، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام النفط للتدفئة أو في إنتاج البوليمرات التي ستحل محل الفولاذ الإنشائي، أما بالنسبة لمصادر الطاقة المتجددة، فلا يُلبي حجم الكهرباء المولدة على أساسها سوى 27% من حاجات العالم، ومع ظهور المحركات الكهربائية، قد ينخفض استهلاك الوقود في قطاع النقل، وفي المقابل، ستستغرق عملية انتقال المستهلكين والمصانع وقتاً أطول، مع العلم أن النفط لا يُستخدم فقط في إنتاج الوقود، وإنما أيضاً في المواد الأخرى التي تحتاجها جميع الآلات الميكانيكية.
وطالما لم تتحول القطاعات المستهلكة للكربون في الاقتصاد إلى الطاقة الخضراء، سيستمر سعر النفط في الارتفاع، وربما يصل سعر البرميل إلى 80 دولاراً.

إن الانتقال التدريجي إلى البدائل الخضراء في المستقبل بعد 10 أو 15 سنة قادر على تقليل الطلب على النفط والمنتجات البترولية، ويترتب على ذلك انخفاض تدريجي في سعر البرميل، وفي المقابل، من الضروري إدراك حقيقة عدم وجود بدائل حقيقية في ظل عدم إتاحة السيارات الكهربائية للجميع، والأمر نفسه ينطبق على الشاحنات الكهربائية، بالإضافة إلى اعتماد الطائرات والمعدات الثقيلة على المنتجات النفطية.

(وكالات