اقتصادصحيفة البعث

“العبرة”.. معيار اقتصادي لطاقاتنا؟

قسيم دحدل
متى سنعتبر؟ ومتى سيكون للعبرة منزلتها ومكانتها التي تستحق في معايير الأداء الاقتصادي؟
قد نكون أول من يطرح “العبرة” كمعيار للأداء والعمل والإنجاز والإنتاج، لأننا وجدنا، وعلى مدار عقود طويلة، غياب أي إحساس بفداحة الأخطاء التي يتكرّر وقوعنا بها، لدرجة أن أخطاءنا وصلت حدّ الخطيئة، ورغم ذلك لم نتعظ، وبالتالي لم نستفد ونُصلح ونُصحِّح، فضاعت علينا قيم مضافة كبرى، وفاتت منافع أكبر، لنجد أنفسنا في الزمن الضائع نحاول اللِحاق بقرارات لا تتعدى قيمتها قيمة الحبر الذي خُطّت به!.
اليوم وفي ظل أزمة الطاقة عامة والطاقة الكهربائية خاصة التي نعاني مخاضاتها، واستنزفت الثمين من طاقاتنا المادية والعلمية والتشغيلية، نسترجع مع أحد الدكاترة الباحثين المختص بالطاقات المتجدّدة منذ حوالي 35 عاماً، المخطّط العام للطاقات المتجددة الذي رأى النور عام ٢٠٠٢، وأنجز دراسته خبراء تحت إشراف وزارتي الكهرباء والنفط آنذاك، ودفعت تكاليفه البالغة ٣٣ مليون دولار منظمة UNDP.
نسترجع لنسأل، ولو أن المثل يقول: “الكلام في الماضي نقصان بالعقل”، لكن في حالتنا الصعبة الراهنة، اضطررنا للحديث في الماضي، لأن من كان يدير هذا القطاع أوصلنا إلى ما نحن عليه من حال، نركض ولا نلحق، نصرف وننفق بـ “سخاء” ولا نستفيد، بل نهدر!. نسأل: لماذا لم يُنفذ ذاك المخطّط وتلك الدراسة؟!.
نعم كان الوقت سيفاً قطع علينا الكثير، لأن عدم الشعور بالمسؤولية الوطنية ولمصالح ومنافع شخصية، عند ممن كان يفترض بهم أنهم مؤتمنون على طاقتنا، لم يقطعوا الوقت بما يجب أن يُنَفذ ويُنجز فيه حينه. ألم يقل المثل: “كل شيء في وقته حلو”؟.
نعم كان هناك الكثير من “الحلو”، لكن للأسف الشديد ليس للوطن ونهضته وعزه ومستقبله، وإنما لجيوب وكروش “هبشت” وهربت!!.
ما سلف كان واجباً علينا طرحه وقوله، وسيأتي يوم تُفتح فيه كل الملفات، حينها سيعلم الجميع كم وحجم ما ضاع، ويبقى أملنا ألاَّ يُقيد ما ارتكب من “جرائم” ضد مجهول.
ولأننا ندرك الفكر السامي والعميق لشعار “الأمل بالعمل”، وأنَّ الوقوف على الأطلال ليس من أدبياتنا الوطنية والاقتصادية والتنموية، نأمل بأن ما يُسرّب من أخبار حول عقود وشيكة لإنتاج مئات الـ”ميغاواط” من كموننا الشمسي والريحي، ليست مجرد أخبار، بل أفعال تترجمها أعمال قريبة على أرض الواقع، خاصة وأننا سمعنا من وزير الكهرباء الحالي في حكومة تصريف الأعمال كلاماً سابقاً للتسريبات يؤكدها، وأن المباحثات في هذا الشأن شاقة وصعبة، علماً أنها مع شركة في دولة عربية.
Qassim1965@gmail.com