ثقافةصحيفة البعث

“حبّ في زمن الكورونا” تحيّة وفاء لروح المفكّر الراحل د.وفيق سليطين

اللاذقية- ياسمين شهيلة

تزامناً مع مرور أربعين يوماً على رحيل المفكر والنّاقد السّوري د.وفيق سليطين، وقعت الأديبة القاصّة والكاتبة الصّحفيّة نور نديم عمران مجموعتها القصصيّة الرّابعة “حبّ في زمن الكورونا” في دار الأسد للثّفاقة بمدينة اللاذقية، بمشاركة عدد من طلاب الراحل وزملائه في جامعة تشرين وعدد من الشّخصيات الثّقافيّة والعلميّة والسّياسيّة والرسمية وذلك تحيّة وفاءٍ لروحه المبدعة التّي حلّقت بعيداً، بعد أنّ تركت إرثاً ثقافيّاً معرفيّاً من الإبداع الأدبيّ والنّقديّ، وأثراً طيّباً في نفوس من عرفه من طلابه وزملائه وقُرائه.

أشاد مدير الثّقافة في اللاذقية مجد صارم باهتمام الفقيد بالمعرفة وأمانته لعلمه ووفائه له قائلاً: “حمل همّ البحث والمعرفة عبر السّؤال حيناً، وعبر التّساؤل أحياناً أخرى، وكانت أسئلته وتساؤلاته عن الماهيّة والحقيقة التّي مازالت الهدف الأسمى للإنسان”، معرّجاً في قوله على إهداء الكاتبة نور عمران عملها الأدبيّ الجديد لروح أستاذها الرّاحل وجمعها زملاءها طلاباً وأساتذة ممن تتلمذوا على يديه في وقفةِ وفاءٍ واعترافٍ واجبٍ بعطاءٍ استحقّ التّحية والعرفان: “فهي تعبّر عن مدى أهمية الاعتراف بمجهود وفضل الذّين كانوا منارة علم للأجيال في مراحل التّعلم لإنارة الدّرب، وشقّها للذّين يريدون أن يصلوا”.

ثمّ ألقى المخرج الفنان هاني محمد كلمة أهل الفقيد د.وفيق سليطين معبّراً عن جزيل الشّكر للوفاء الذّي أظهرته السّيدة نور عمران وجميع الحضور.

من جانبها ذكرت الكاتبة نور عمران سبب الإهداء ومناسبته بقولها: “حبّ في زمن الكورونا هي مجموعتي القصصيّة الرّابعة، وصلتني من دار أرواد للطّباعة والنّشر في طرطوس في اليوم التّالي لوفاة د.وفيق سليطين -رحمه الله- الذّي كنت أنتظر أن يُشرفني بقراءة نقديّة، لكنّ الموت خطفه من بيننا لتصير هذه المجموعة مرتبطةً بذكراه أبداً؛ لذلك أهديها لروحه المحلّقة بيننا اعترافاً بفضله عليّ؛ فهو أستاذي في مراحل دراستي الجامعيّة الأولى، وفي مرحلة الماجستير”. ذاكرةً فضله والدّموع تفيضُ من عينيها: “كرّمني دوماً بتوجيهاته وعمله وخبرته وخسارته هي خسارة للأدب والعلم والإنسانيّة”.

يُذكر أنّ الكاتبة عمران بدأت الكتابة في عمر مبكر فكانت أوّل مجموعة قصصيّة لها “من ذاكرة الورد” 1997، ثم تبعتها “لوعة ماقبل الرحيل” 2018 ثم “تشكيل” 2020، أمّا مجموعتها الرّابعة “حبّ في زمن الكورونا” التّي حملت صورة غلاف مميزة هي لوحة للفنانة التّشكيلية السّورية هيام سلمان، فتضم اثنتين وعشرين قصّة في موضوعاتٍ إنسانيّة واجتماعيّة ووطنيّة مختلفة يَجمعها رابطُ الحبّ، لم تخرج فيها الكاتبة عن خطها الواقعيّ الذّي انتهجته منذ بدايتها، لكنها أطلقت أجنحةً أكبر للخيال والعاطفة، وعرضت فيها أنموذجات مختلفة لخيبات الحبّ ونجاحاته، مع عرض أسباب ذلك من حروب وتهجير وتفاوت ثقافيّ وعمريّ.

كذلك تخلل الحفل إضاءات نقديّة قدّمها أساتذة وباحثون نهلوا العلم والمعرفة على يدي الدّكتور الرّاحل، وفي مقدمتهم الدّكتور زكوان العبدو اختصاص النّقد العربي الحديث الذّي أشاد بالكاتبة عمران قائلاً: “تُظهِر الكاتبة نور عمران إنسانيّتها في وفائها لأستاذها وأستاذنا، وتُظهِر إنسانيّتها أيضاً في مجموعتها”.

كذلك تناولت الدّكتورة فيروز عباس اختصاص النّثر العربي الحديث المجموعة ببعض الإضاءات النّقديّة فقالت: “إنّ هذا العمل صوتٌ قصصيّ نثريّ جديد آمل أن يتوّج بالنّجاح”، أمّا الباحث الأكاديميّ قصي عطية فقد قدم قراءته النقديّة في وصف الحبكة، قائلاً: “هناك حبكة محكمة لدى القاصّة، وقد عمدت إلى النّص الأنثوي وشملت في الحبّ حبّ الأمومة، والحبّ الممزوج بالخيانة، والحبّ الطّاهر العفيف النّقي”.

وفي الختام قدّمت الكاتبة نور عمران لوحة فنيّة لصورة الدّكتور وفيق سليطين لأهله وذويه، مؤكدةً أنّ الكلمات تبقى عاجزة عن أنّ تختصر الحبّ أو أن تختصر الرّحلة، إلى فارس العلم والأدب والثّقافة الذّي ترجّل.. تحيّة وفاء.