الصفحة الاولىصحيفة البعث

صيف “أشبه بكابوس”.. الحرائق تستعر في اليونان

تستمر حرائق مستعرة بالتهام آلاف الهكتارات في غابات اليونان مع مساحة قياسية، في اليوم الحادي عشر من صيف “أشبه بكابوس” على ما قال رئيس الوزراء اليوناني، فيما قال تاسوس تسيليفاكوس وهو متقاعد “إنها كارثة مروعة. أخشى أن أحفاد أحفادي سيتمكنون فقط من العودة مجدداً إلى هذه الأرض. إنها كارثة هائلة”.

وعلى بعد حوالى ثلاثين كيلومتراً من العاصمة اليونانية يستمر الحريق بالتقدم شرقاً وباتجاه بحيرة ماراثون، أكبر خزان للمياه يغذي أثينا، بعدما تسبب بإخلاء نحو عشر بلدات. وأجتاح الدخان الكثيف والروائح الناجمة عن هذا الحريق أجواء العاصمة اليونانية مجدداً.

وأسفر حريق، هدد أهم حديقة وطنية في العاصمة اليونانية، عن مقتل رجل إطفاء متطوع، بينما أصيب ما لا يقل عن 20 شخصاً في حرائق، خلال أسوأ موجة حرارة تشهدها البلاد منذ 30 عاماً. وفر آلاف السكان والمصطافون من ألسنة اللهب عن طريق البر والبحر.

وفي بلدة بيفكوفيتو، الذي يعني اسمها “غابة صنوبر” باليونانية، لم يتبق سوى أشجار صنوبر متفحمة وأطلال منازل. وخلف الحريق مشهد دمار تام.
وقال الستيني أيوس ستيفانو في تصريح بثته محطة “ألفا تي في”، “رأينا منزلنا يحترق عبر التلفزيون. ابني لا يزال يبكي حتى الآن من هول الصدمة”.

وتعهد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس صباح السبت من مقر هيئة الإطفاء في أثينا أنه “عندما ينتهي هذا الكابوس، سنصلح كل الأضرار في أسرع وقت ممكن”.

وأفاد نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي إن 52 حريقاً رصد السبت في اليونان. وقد أتت الحرائق على 1700 هكتار كمعدل وسطي خلال الفترة نفسها بين العامين 2008 و2020.

وفي جزيرة إيفيا اليونانية- وهي جزيرة من الجبال الوعرة والغابات يتردد عليها المصطافون والمخيمون- حيث تفاقم الوضع السبت، أجلي أكثر من 1300 شخص بحراً خلال الليل من بلدة ليمني الساحلية التي تحاصرها النيران. وأجلي أكثر من 20 آخرين صباح السبت على شاطئ روفييس في هذه الجزيرة الشاسعة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق أثينا، بعد أن أوقفت نيران حرائق غابات ضخمة مشتعلة لأيام كل وسائل الهروب الأخرى، وكان الناس يمسكون بالأطفال ويحملون كبار السن على الكراسي أثناء ركوبهم العبارات الصغيرة إلى بر الأمان.

وقال حاكم المنطقة فانيس سبانوس لوكالة الانباء اليونانية: “لا تعرف أكثر من 300 عائلة أتى الحريق على منازلها أين تبيت وقد وجهت إلى فنادق. العدد هائل”.واندلع حريق كبير آخر في منطقة بيلوبونيز الجنوبية في ماني، حيث أبلغت نائبة رئيس بلدية إيست ماني، إيليني دراكولاكو، محطة تلفزيون “إي آر تي” الحكومية أن 70 في المئة من منطقتها قد دمرت.

ووعدت وزارة الداخلية اليونانية بمساعدة عاجلة قدرها 1,5 مليون يورو للمناطق المنكوبة.

وفي شبه جزير بيليبونيزي لا تزال التلال تحترق شرق موقع اولمبيا الأثري وفي منطقتي ماني وميسينيا. وقالت رئيسة البلدية إيليني دراكولاكو في مداخلة مع قناة إي آر تي إن “النيران اجتاحت أكثر من 15 قرية” شرق ماني.

واضطر أكثر من خمسة آلاف مقيم وسائح الى الفرار من النيران التي أحرقت 50 في المئة من هذه المنطقة الجبلية والسياحية، وفق تقديرات رئيسة البلدية.

وفي السابع من آب، تجاوزت مساحة المناطق المحترقة في اليونان العام 2021، سبعين ألف هكتار في مقابل معدل وسطي قدره 8800 هكتار في الفترة 2008-2020 وفقا لبيانات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي.

وأدت الحرائق القوية المتعددة إلى إجهاد قوات مكافحة الحرائق اليونانية إلى أقصى حد. وناشدت الحكومة للحصول على المساعدة من خلال نظام الدعم في حالات الطوارئ في الاتحاد الأوروبي.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كتب في تغريدة السبت إن “فرنسا تقف إلى جانب اليونان المتضررة جداً من هذه الحرائق”. وقد أرسلت باريس ثلاث طائرات لمكافحة الحريق و80 إطفائياً يشاركون في عمليات المكافحة منذ الخميس شمال أثينا.

وأتت أيضاً تعزيزات من قبرص وكرواتيا ورومانيا والسويد وسويسرا لمؤازرة ما لا يقل عن 1450 عنصر إطفاء يونانيين يواصلون السبت معركتهم الشرسة لمكافحة خمسة حرائق كبرى في جزيرة إيفيا الواقعة على مسافة 200 كيلومتر شرق أثينا، وثلاثة حرائق في شبه جزيرة بيلوبونيزي غربا.

وتصف مسودة تقرير للأمم المتحدة منطقة البحر الأبيض المتوسط بأنها “بقعة ساخنة في التغيّر المناخي”.