صحيفة البعثمحليات

“البعث” تقلب أوراق “التعلّم الوجداني” الجديد.. و”التربية” تشرح الموجبات ومن سيدرّس المقرر؟

دمشق – علي حسون 

ما إن أعلنت وزارة التربية عن تخصيص حصتين درسيتين للتعلّم الوجداني الاجتماعي من الصف الأول حتى الثامن من مرحلة التعليم الأساسي ضمن الخطة الدرسية، حتى راحت تدور التساؤلات والاستفسارات من الكوادر التعليمية والأهالي عن المقرر الجديد الذي اعتبر مدرّسون أنه سيربك العملية الدرسية، ويزيد الأعباء على الكادر التدريسي، متسائلين عن هوية مدرّس هذا المقرر، ومن سيكلّف بالتدريس، لاسيما أن أغلب النصاب في المدارس وصل للاكتفاء بـ 19 حصة؟!.

“البعث” تابعت الموضوع مع المعنيين في وزارة التربية لتبدد تلك الهواجس، وتفتح الباب على موجبات ومفاعيل هذا المقرر، إذ علمنا أن كتيب التعلّم الوجداني الاجتماعي يتضمن أربعة محاور: المهارات الحياتية، والمشروعات، والمبادرات، والتربية المهنية.

وزارة التربية أدخلت المهارات الحياتية في صلب النظام التربوي في سورية انطلاقاً من أن تعليمها أساس في الحياة، وفق خطوات منهجية استراتيجية لبناء إنسان المستقبل، حسب ما أوضحته مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية في وزارة التربية، الدكتورة ناديا الغزولي، التي أشارت في حديث لـ “البعث” إلى أهمية هذا المقرر المهاراتي، خاصة أن الوزارة بدأت في الأعوام الماضية بتفعيل تدريس المشروعات، إلا أن الأهالي لم يدركوا الهدف المطلوب من تدريسها، حيث اعتمدوا على المشروعات الجاهزة من السوق من أجل إرضاء الطلاب والمعلم، معتبرة أن الهدف المرجو من تلك المشروعات أسمى من ذلك كون الوزارة ركزت على ضرورة اعتماد الطالب على قدراته، وتعليمه كيفية إعداد المشروع من الألف إلى الياء.

لا يختلف تدريس المشروعات عن المهارات الحياتية، وكيفية تنمية شخصية الطفل، خاصة في المرحلة الأولى، وصقل الموهبة، حسب كلام الغزولي التي ربطت المحاور الأربعة التي يتضمنها المقرر ببعضها البعض من خلال اكتساب الطفل للمهارات، والابتعاد عن الحفظ والعلامة والمواد العلمية البحتة، وإنشاء جيل مدرك لما يدور في الحياة العامة قادر على معالجة الأمور وحل الإشكاليات التي تعترضه وفق شخصية متزنة تعرف هدفها، وتقرر ما يناسبها.

ولم يخل مقرر “الوجداني للتعلّم” من التركيز على التربية المهنية، وأهمية المهن في وقتنا الحاضر، ورغبة الطالب في تعلّم المهن والصناعات والإبداع فيها من خلال تمهيد الطريق أمامه، وتقديم التسهيلات، وشرح الفوائد والعائدات لهذه المهن.

وحول تساؤلات المدرّسين عن مدرّس هذا المقرر، ومن سيكلّف بتدريسه، وهل سيكون من ملاك الحصص أم أنه إضافي؟ لفتت الغزولي إلى أن المقرر سيكون من نصاب حصص اللغة العربية بالنسبة للصف الأول إلى السادس، ويدرّس من قبل مدرّس الصف، أما بالنسبة للصفين السابع والثامن فسيكون النصاب من حصص الدراسات الاجتماعية، وسيدرّس من قبل مدرّس الاجتماعيات، أو من قبل مدرّسين في مدارس لديها فائض.

يشار إلى أن الوزارة بصدد إصدار تعميم خلال اليومين القادمين يوضح هذا الملف بالتفصيل ليتم اعتماده في المدارس بداية العام الجديد.